المقالات

فيلم براثا المرعب هزني من الاعماق

1796 14:01:00 2008-01-07

( بقلم : ناهدة التميمي )

تجنبت النظر طويلا الى الفيلم المرعب والصورة المأساوية التي بثتها براثا لذبح انسان بائس من قبل عصابة الدليمي وذلك لسببين اولهما انني بطبيعتي المرهفة لااقوى على مشاهدة هكذا شنائع او حتى اقل منها والثانية لاني امرأة والمرأة بطبيعتها حساسة وعاطفية بل ينبوعا للحنان ولااعرف كيف يقال ان النساء هذه الايام تفجر نفسها في الابرياء وتقتل فلذات اكباد الاخرين , وخصوصا المراة العراقية والتي تتميز عن جميع نساء الارض بقوة عاطفتها وحنانها تجاه اولادها .. ولكني في الاخير تجرأت ونظرت للصورة المنشورة فرايت شابا نحيلا وقد بدى الفقر عليه من ثيابه البسيطة وعوده الناحل , وقد قيد الاوغاد يديه الى الوراء وطمسوا راسه في بانيو الماء استعدادا لذبحه كانه عصفور قد ضناه الاسر وقد منع من الرفرفة والفرفحة والغناء ايغالا في تعذيبه.ثم عرفت بعد ذلك انه من منطقة المعامل .. اي معامل الطابوق في اطراف بغداد وهذه المنطقة يسكنها افقر العراقيين واكثرهم بؤسا وحرمانا وتهميشا وامراضا بسبب سوء التغذية وقلة الماء والدواء .. خطفته عصابة الدليمي المجرمة وذبحوه لا لسبب الا لانه شيعي .. علما بان هؤلاء الناس لايعرفون السياسة وليسوا مهتمين بها وكل مايشغلهم هو توفير لقمة العيش الناشف لعوائلهم واكثرهم من الايتام .

وهنا اريد ان اسأل هؤلاء الاوغاد المجرمين الذين اقدموا على هكذا فعل رهيب .. من انتم .. واي المنظمات السرية تقف وراءكم .. واي اجندة تنفذون .. فساستكم ليل نهار يصرخون كذبا بانهم يخشون من تقسيم العراق وفي الحقيقة انتم وهم تعملون على هذا التقسيم والفرز الطائفي بتخويف الناس وترويعهم وتهجيرهم وذبحهم ليتركوا اماكنهم .. اليوم صار واضحا للقاصي والداني انكم انتم ومرؤوسيكم القاعدة التي تنفذ اجندة مريبة في العراق .. ماهو جهادكم ولماذا في العراق بالذات فان كان هدفكم الامريكان كما تدعون كذبا فقد اكتشفنا بانكم لاشان لكم بهم وانما تستهدفون العراقيين بكل شرائحهم , كما ان الامريكان موجودون وبكثرة في قطر وقرب الحرمين في السعودية والكويت والبحرين والامارت والاردن ومصر وكل بلاد العربان .. اذهبوا لمقاتلتهم ان كنتم صادقين بل فلسطين الاقرب لكم ان كنتم جهاديين .. وان كنتم تبغون الاصلاح كما تدعون زورا فالاولى ان تبدأوا بملوك السعودية وامراء الخليج وحكام العرب المفسدين الذين سرقوا شعوبهم واذلوها وافسدوا في الارض وصرفوا اموال المسلمين على الفضائيات الداعرة والراقصات والغواني وسباقات الخيول والهجن والخمور وشراء العقارات لهم وعوائلهم في لندن وغيرها بينما شعوبهم تتضور جوعا وحرمانا حتى اننا راينا وعلى فضائيات الامارات نفسها نساء يشكين ضنك العيش وضيق الحياة مما اضطرهن الى عمل حفر في البيوت لاحراق النار فيها كموقد لصنع الطعام والتدفئة لانهم لايقوون على شراء الغاز.. فاين انتم من هذا الافساد والفساد, وقد عمل امير دبي حفلة سبعة ايام بلياليها للتمجيد به وبحكمه وسط بذخ فاجر وقد علقت المطربات والغواني والراقصات صوره

اقول هل يعقل ونحن في القرن الحادي والعشرين ان يمشي هؤلاء الحثالى والنفايات بيننا من الذباحين ممن لم تصلهم الانسانية والمدنية فتجرأوا على ذبح انسان مثلهم لانه يختلف معهم في المذهب .. طبعا هذا هو السبب الظاهر ولكن الحقيقة هي اجندة خفية تنفذها القاعدة وحماية الدليمي ومن على شاكلتهم لصالح منظمات سرية.. هل يمكن ان يذبح البشر اخيه البشر بهذه الوحشية والهمجية والبرود واللاانسانية!!! واليوم شعوب العالم المتحضر تحاسب حكوماتها عبر البرلمانات المحترمة بان يحرموا الحروب والسلاح والدمار لان قتل الانسان وحرمانه من الحياة حتى ولو كان في الحرب شيء رهيب وهي وسيلة الانسان في العصور الحجرية عنما كان يقتل فريسته بالرمح والسيف,, وهم يريدون للغة السلم والخير والبناء والتعمير والحفاظ على البيئة ان تسود لانهم اليوم في اعلى مراحل المدنية.

كما اريد ان اسأل هؤلاء الذباحين ومن يقف وراءهم .. هل تساوي كل كنوز الارض واموالها وسلطانها ان يحمل الانسان دم انسان اخر .. وهل تستحق كل ثروات الارض لحظة رعب ورهبة وخوف غامر وألم عاشها هذا الانسان البائس بين يدي هؤلاء المتوحشين والذين لايمكن ان ينتموا الى صنف البشر وان بدت سحناتهم كذلك ولكنهم بالقطع ليسوا بشر ولاوحوش ولااناس قدموا من كواكب اخرى وانما ابالسة مسخهم الله في صورة شياطين بشرية اصبحت حمايات للدليمي وعصابات ذبح وخطف وترويع وتهجير .. فهم لم يكتفوا بذبح هذا الفقير البائس وانما راحوا يصورونه امعانا بالتلذذ بعذاباته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك