( بقلم : ناهدة التميمي )
تجنبت النظر طويلا الى الفيلم المرعب والصورة المأساوية التي بثتها براثا لذبح انسان بائس من قبل عصابة الدليمي وذلك لسببين اولهما انني بطبيعتي المرهفة لااقوى على مشاهدة هكذا شنائع او حتى اقل منها والثانية لاني امرأة والمرأة بطبيعتها حساسة وعاطفية بل ينبوعا للحنان ولااعرف كيف يقال ان النساء هذه الايام تفجر نفسها في الابرياء وتقتل فلذات اكباد الاخرين , وخصوصا المراة العراقية والتي تتميز عن جميع نساء الارض بقوة عاطفتها وحنانها تجاه اولادها .. ولكني في الاخير تجرأت ونظرت للصورة المنشورة فرايت شابا نحيلا وقد بدى الفقر عليه من ثيابه البسيطة وعوده الناحل , وقد قيد الاوغاد يديه الى الوراء وطمسوا راسه في بانيو الماء استعدادا لذبحه كانه عصفور قد ضناه الاسر وقد منع من الرفرفة والفرفحة والغناء ايغالا في تعذيبه.ثم عرفت بعد ذلك انه من منطقة المعامل .. اي معامل الطابوق في اطراف بغداد وهذه المنطقة يسكنها افقر العراقيين واكثرهم بؤسا وحرمانا وتهميشا وامراضا بسبب سوء التغذية وقلة الماء والدواء .. خطفته عصابة الدليمي المجرمة وذبحوه لا لسبب الا لانه شيعي .. علما بان هؤلاء الناس لايعرفون السياسة وليسوا مهتمين بها وكل مايشغلهم هو توفير لقمة العيش الناشف لعوائلهم واكثرهم من الايتام .
وهنا اريد ان اسأل هؤلاء الاوغاد المجرمين الذين اقدموا على هكذا فعل رهيب .. من انتم .. واي المنظمات السرية تقف وراءكم .. واي اجندة تنفذون .. فساستكم ليل نهار يصرخون كذبا بانهم يخشون من تقسيم العراق وفي الحقيقة انتم وهم تعملون على هذا التقسيم والفرز الطائفي بتخويف الناس وترويعهم وتهجيرهم وذبحهم ليتركوا اماكنهم .. اليوم صار واضحا للقاصي والداني انكم انتم ومرؤوسيكم القاعدة التي تنفذ اجندة مريبة في العراق .. ماهو جهادكم ولماذا في العراق بالذات فان كان هدفكم الامريكان كما تدعون كذبا فقد اكتشفنا بانكم لاشان لكم بهم وانما تستهدفون العراقيين بكل شرائحهم , كما ان الامريكان موجودون وبكثرة في قطر وقرب الحرمين في السعودية والكويت والبحرين والامارت والاردن ومصر وكل بلاد العربان .. اذهبوا لمقاتلتهم ان كنتم صادقين بل فلسطين الاقرب لكم ان كنتم جهاديين .. وان كنتم تبغون الاصلاح كما تدعون زورا فالاولى ان تبدأوا بملوك السعودية وامراء الخليج وحكام العرب المفسدين الذين سرقوا شعوبهم واذلوها وافسدوا في الارض وصرفوا اموال المسلمين على الفضائيات الداعرة والراقصات والغواني وسباقات الخيول والهجن والخمور وشراء العقارات لهم وعوائلهم في لندن وغيرها بينما شعوبهم تتضور جوعا وحرمانا حتى اننا راينا وعلى فضائيات الامارات نفسها نساء يشكين ضنك العيش وضيق الحياة مما اضطرهن الى عمل حفر في البيوت لاحراق النار فيها كموقد لصنع الطعام والتدفئة لانهم لايقوون على شراء الغاز.. فاين انتم من هذا الافساد والفساد, وقد عمل امير دبي حفلة سبعة ايام بلياليها للتمجيد به وبحكمه وسط بذخ فاجر وقد علقت المطربات والغواني والراقصات صوره
اقول هل يعقل ونحن في القرن الحادي والعشرين ان يمشي هؤلاء الحثالى والنفايات بيننا من الذباحين ممن لم تصلهم الانسانية والمدنية فتجرأوا على ذبح انسان مثلهم لانه يختلف معهم في المذهب .. طبعا هذا هو السبب الظاهر ولكن الحقيقة هي اجندة خفية تنفذها القاعدة وحماية الدليمي ومن على شاكلتهم لصالح منظمات سرية.. هل يمكن ان يذبح البشر اخيه البشر بهذه الوحشية والهمجية والبرود واللاانسانية!!! واليوم شعوب العالم المتحضر تحاسب حكوماتها عبر البرلمانات المحترمة بان يحرموا الحروب والسلاح والدمار لان قتل الانسان وحرمانه من الحياة حتى ولو كان في الحرب شيء رهيب وهي وسيلة الانسان في العصور الحجرية عنما كان يقتل فريسته بالرمح والسيف,, وهم يريدون للغة السلم والخير والبناء والتعمير والحفاظ على البيئة ان تسود لانهم اليوم في اعلى مراحل المدنية.
كما اريد ان اسأل هؤلاء الذباحين ومن يقف وراءهم .. هل تساوي كل كنوز الارض واموالها وسلطانها ان يحمل الانسان دم انسان اخر .. وهل تستحق كل ثروات الارض لحظة رعب ورهبة وخوف غامر وألم عاشها هذا الانسان البائس بين يدي هؤلاء المتوحشين والذين لايمكن ان ينتموا الى صنف البشر وان بدت سحناتهم كذلك ولكنهم بالقطع ليسوا بشر ولاوحوش ولااناس قدموا من كواكب اخرى وانما ابالسة مسخهم الله في صورة شياطين بشرية اصبحت حمايات للدليمي وعصابات ذبح وخطف وترويع وتهجير .. فهم لم يكتفوا بذبح هذا الفقير البائس وانما راحوا يصورونه امعانا بالتلذذ بعذاباته.
https://telegram.me/buratha