المقالات

أوربا.. غياب الموقف وضبابيته

3792 2018-08-22

قاسم السلمان

لم تغب العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب، عن واجهة الأحداث البارزة على مستوى السياسة العالمية، فما بين مد وجزر وتباين بالموقف الاوربي، أضحى المراهق السياسي ترامب الذي دأب على التلويح بتشديد العقوبات على أيران، قاب قوسين أو أدنى من التفريط بحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من الاوربين.

يعتقد ترامب أنه اللاعب الوحيد على الساحة السياسية العالمية؛ وجميع الأشياء تدار من خلال تصرفاته الصبيانية المدعومة من قبل حكومة نتياهو.

على الخط الآخر او الجبهة المقابلة، اعلنت الصين وروسيا وبعض الدول من ذوات الأقتصاد القوي، موقفها علنا بعدم الأمتثال للقرار الأمريكي؛ واضعة في حساباتها مصالح شعوبها قبل أي مصلحة أخرى .

اما اوربا وشركاتها العاملة في قطاع الطاقة الأيرانية، أنسحبت بين ليلة وضحاها؛ بناءا على القرار الأمريكي بعودة العقوبات على ايران، تاركة توازن المواقف السياسية بين أمريكا وأيران بيد حكوماتها، خصوصا أن بعض هذه الشركات ترتبط بمصالح خاصة من الولايات المتحدة .

لقد أحرجت تلك الشركات حكوماتها مابين التزامها ببنود الأتفاق النووي مع أيران، أو الأنصياع التام لقرار ترامب، حكومات أوربا تعلم علم اليقين ان ترامب مهووس ومتهور؛ وتحاول أن تبين له ذلك من خلال بعض التصريحات "الخجولة " بالمضي قدما في أنجاح الأتفاق النووي المبرم مع أيران من جهة، والمسايره مع ضغوطات الشركات الكبرى من جهة أخرى.

لقد عاد "الأتحاد الأوربي " قبل يومين بالتصدي من جديد لقرار ترامب، بتجديد العقوبات على أيران عبر طرق عديدة، منها تفعيل قانون جديد يسمى (( قانون التعطيل )) والذي يرمي الى حماية الشركات الأوربية، من الآثار الثانوية للعقوبات الأمريكية على أستثماراتها في أيران .

وكان القانون الأوربي المذكور قد أقر عام ١٩٩٦ للألتفاف على العقوبات الأمريكية على كوبا، لكنه لم يستخدم من قبل؛ صرحت مسؤولة السياسة الخارجية في الأتحاد الأوربي فيديريكا مو غيريني في تموز الماضي، بأيجاد آليات تكفل تواصل التعاون مع أيران، من خلال العلاقات التجارية والأقتصادية والمالية، ومجالات الأستثمار والنقل، والسماح لطهران بتصدير الغاز والبترول .

لكن هل سيسمح ترامب بذلك ؟ قطعا سيحاول حفظ ماء وجهه أمام حلفائه الذين يكنون العداء لأيران، "كاسرائيل والسعودية" من جهةٍ، وعدم الدخول في حرب ضريبية مع حلفائه الغربيين من جهة أخرى .

مابين تلك المواقف يبقى اللاعب الرئيسي في هذه الفوضى هو اللاعب الأيراني، وليس كما يتوهم البعض أن اللاعب هو ترامب .

حقيقة أن المواقف يشوبها الغموض والضبابية؛ ولم تفرز المرحله الحالية قرارات صلبة وواضحة من جانب الأتحاد الأوربي؛ بما فيها قانون التعطيل المزمع تنفيذه.

نعتقد أن عقوبات ترامب، ستبقى أحادية؛ ولن يستطيع حصول أجماع دولي عليها؛ وستكون عقوباتها حبرا على ورق، سيتعافى أقتصاد أيران بمجرد تفعيل قانون التعطيل الأوربي .

ما بين ضبابية الموقف الأوربي وصلابة الموقف الأيراني وأدارته ألناجحة على مدى ٤٠ عاما، أعتقد ستفرز المرحلة القادمة، معطيات جديدة قد تغير ملامح القرار الأمريكي، أو أي قرارات قادمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Montdhr
2018-09-20
سلمت اناملك والمقال رائع جدا
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك