المقالات

أوربا.. غياب الموقف وضبابيته

4287 2018-08-22

قاسم السلمان

لم تغب العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب، عن واجهة الأحداث البارزة على مستوى السياسة العالمية، فما بين مد وجزر وتباين بالموقف الاوربي، أضحى المراهق السياسي ترامب الذي دأب على التلويح بتشديد العقوبات على أيران، قاب قوسين أو أدنى من التفريط بحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من الاوربين.

يعتقد ترامب أنه اللاعب الوحيد على الساحة السياسية العالمية؛ وجميع الأشياء تدار من خلال تصرفاته الصبيانية المدعومة من قبل حكومة نتياهو.

على الخط الآخر او الجبهة المقابلة، اعلنت الصين وروسيا وبعض الدول من ذوات الأقتصاد القوي، موقفها علنا بعدم الأمتثال للقرار الأمريكي؛ واضعة في حساباتها مصالح شعوبها قبل أي مصلحة أخرى .

اما اوربا وشركاتها العاملة في قطاع الطاقة الأيرانية، أنسحبت بين ليلة وضحاها؛ بناءا على القرار الأمريكي بعودة العقوبات على ايران، تاركة توازن المواقف السياسية بين أمريكا وأيران بيد حكوماتها، خصوصا أن بعض هذه الشركات ترتبط بمصالح خاصة من الولايات المتحدة .

لقد أحرجت تلك الشركات حكوماتها مابين التزامها ببنود الأتفاق النووي مع أيران، أو الأنصياع التام لقرار ترامب، حكومات أوربا تعلم علم اليقين ان ترامب مهووس ومتهور؛ وتحاول أن تبين له ذلك من خلال بعض التصريحات "الخجولة " بالمضي قدما في أنجاح الأتفاق النووي المبرم مع أيران من جهة، والمسايره مع ضغوطات الشركات الكبرى من جهة أخرى.

لقد عاد "الأتحاد الأوربي " قبل يومين بالتصدي من جديد لقرار ترامب، بتجديد العقوبات على أيران عبر طرق عديدة، منها تفعيل قانون جديد يسمى (( قانون التعطيل )) والذي يرمي الى حماية الشركات الأوربية، من الآثار الثانوية للعقوبات الأمريكية على أستثماراتها في أيران .

وكان القانون الأوربي المذكور قد أقر عام ١٩٩٦ للألتفاف على العقوبات الأمريكية على كوبا، لكنه لم يستخدم من قبل؛ صرحت مسؤولة السياسة الخارجية في الأتحاد الأوربي فيديريكا مو غيريني في تموز الماضي، بأيجاد آليات تكفل تواصل التعاون مع أيران، من خلال العلاقات التجارية والأقتصادية والمالية، ومجالات الأستثمار والنقل، والسماح لطهران بتصدير الغاز والبترول .

لكن هل سيسمح ترامب بذلك ؟ قطعا سيحاول حفظ ماء وجهه أمام حلفائه الذين يكنون العداء لأيران، "كاسرائيل والسعودية" من جهةٍ، وعدم الدخول في حرب ضريبية مع حلفائه الغربيين من جهة أخرى .

مابين تلك المواقف يبقى اللاعب الرئيسي في هذه الفوضى هو اللاعب الأيراني، وليس كما يتوهم البعض أن اللاعب هو ترامب .

حقيقة أن المواقف يشوبها الغموض والضبابية؛ ولم تفرز المرحله الحالية قرارات صلبة وواضحة من جانب الأتحاد الأوربي؛ بما فيها قانون التعطيل المزمع تنفيذه.

نعتقد أن عقوبات ترامب، ستبقى أحادية؛ ولن يستطيع حصول أجماع دولي عليها؛ وستكون عقوباتها حبرا على ورق، سيتعافى أقتصاد أيران بمجرد تفعيل قانون التعطيل الأوربي .

ما بين ضبابية الموقف الأوربي وصلابة الموقف الأيراني وأدارته ألناجحة على مدى ٤٠ عاما، أعتقد ستفرز المرحلة القادمة، معطيات جديدة قد تغير ملامح القرار الأمريكي، أو أي قرارات قادمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Montdhr
2018-09-20
سلمت اناملك والمقال رائع جدا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك