المقالات

هل سيلقى الصدر ما لقاه علاوي 2010؟


عاش العراق عرساً انتخابياً ديمقراطيا بحتا، كل ناخب له الحرية في اختيار من يمثله، لا أحد يزاحم الناخبين وهم ينتخبوا، ولا آخر ينازع المرشحين ببرامجهم، سوى بعض من الحركات الصبيانية التي ظهرت هنا وهناك، ولن تعكر صفوَ العملية الديمقراطية الانتخابية.

قلق مستمر حتى اظهرت النتائج الأولية، تقدم لتحالف الصدر، فسائرون هم الأكثر حظاً في الحصول على ثقة الجماهير كتحالف، حيث يجمع بين ثناياه مجموعة من الكيانات السياسية، التي بلا ادنى شك ستتصارع داخلياً ليكون فيها البقاء للاقوى.

نشوة الفوز الصدرية جعلت من محبي الصدر متضاهرين وسط بغداد معبرين عن انتصارهم، بتحقيق مقاعد سيتقاسمها معهم الشيوعيين الذين تشير مصادرهم، الى تحقيقهم انتصار باهر، فـ (16) مقعد كان حلماً لماركس يوماً ما وعملوا على تحقيقه وتحقق! اول هتافات الانتصار (ايران بره بره) وهذه الخطوة الاولى على جمر الحكومة لو شكل نصابها سائرون.

تحالف النصر الذي يرأسه العبادي حائراً اما حكم الري الصدري، او أبوة الدعوة التي يعتبرها ملجأً له في قادم الايام، ناهيك ان هذا التحالف تحت رايته (27) كيان سياسي، منهم من يريد حكومة الصدر وآخر يغني على ليلى المالكي، الذي هو بدوره يمني النفس برئاسة جديدة لكن مقاعده التي يشترك بها معه (8) كيانات أخرى، لم تمكنه من ان يزأر ويلتهم رئاسة الحكومة.

بعدما خف روع الاصوات والمقاعد الانتخابية، أوصدت الابواب لاجتماعات عاجلة واستثنائية، مصادر تقول الفتح والنصر والقانون في اجتماع تعدى الساعتين لم يحضره العبادي بل ممثليه، خوفاً من حساسية الصدر الذي من اقوى مشاكله التحالف مع دولة القانون، هذا الاجتماع قد يجعل من مناصري سائرون يعاودوا تضاهرهم لأربع سنوات أخر، اذا ما تمكن التحالف اعلاه من تشكيل حكومة قد يلتحق بها تيار الحكمة الوطني (الحاصل على 20 مقعد بلا شريك ينازعه اياها) طرفاً مهماً شريطة تخليه عن الصدر.

نرى ان اكثر التحالفات مهددة بالتفكيك! هو تحالف النصر الذي بدت فيه مشاكل كبيرة بين العبادي والفضيلة الحاصلة فيه على (7) مقاعد، اما التحالف الآخر الذي سيتشضى بفعل التحالفات المرتقبة هو تحالف الفتح، الذي يغازل زعيمه العامري رئاسة الوزراء، وهذه الرومانسية قد تبعده عن التحالف مع تحالف المالكي الذي سيستنسخ المالكي مرة اخرى ولا بديل لديهم سواه، كما ان زيادة الرومانسية قد تدخله بزواج جديد، مهره رئاسة الوزراء شريطة ان يكون الزفاف في سيارة المبعوث الامريكي، خاصة وان مصادر ترجح عطف العامري على الصدر لكن الشيخ الخزعلي الحاصل على اعلى الاصوات في الفتح ممتعض من الانطواء تحت راية الصدر التي له معها مشاكل ازلية، والجميع في هذا التحالف يرمق طهران بنظرة الابن الطائع.

خلاصة القول: الحكومة القادمة ستكون صعبة المخاض عسيرة الولادة، القابظ فيها على اصواته كالقابض على الجمر! والرابح الاول الحاصد مقاعداً خالصةً لم يشترك بها غيره، فهو يلعب دور المتفرج الذي سينقض على التحالف الاقوى ويلتهم ما يريد، وقبل السلام: الحكومة المرتقبة تكون اكثر وجعاً على على المواطن من سالفاتها، لان المستشفى الذي اجرى عملية ولادتها بني بسيارات السبيس وصفقات المحولات الكهربائية ودرجات التعيين! الا القليل منهم من طرح مشروعه وبرنامجه بثقة.

سلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك