سجاد العسكري
الى الشباب كافة والمؤمنين خاصة , فخوف الطغاة , وحكام الظلم من الشباب الواعي الذي يحمل فكرا وعقيدتا ويعمل بها , وهو على بينة , فهذا الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام , اذ كان اصغر ائمة اهل البيت سنا عند استشهاده , وهو مايبين حقيقة اغتياله من النظام الحاكم انذاك , وحرصه للاستيلاء على السلطة , وتصفية اصحاب الفكر والعقيدة واحتواء الناس , فالجواد ع عاش في دولة بني العباس بين حكم المامون والمعتصم العباسي فما بينهما فرق كبير ؛ لكن الهدف نفسه ابعاد العلويين باي شكل , او وسيلة كانت , كما اليوم من اصوات ناشزة بدعوة مزيفة ؟!! فالمعتصم كان يفتقد الى الدهاء والفطنة , واما حظه من العلم والدراية قليلا يميل الى الخشونة والقوة , وهو ماسمح للاتراك بالنفوذ في مراكز الدولة , وكان اول مافعله عند تصدره الحكم استدعاء الامام الجواد ع من المدينة الى بغداد, فالامام الشاب كان قدوة , وله دور فاعل في قيادة الامة مما حدى بالالتفاف حوله , لكن المعتصم العباسي كان يتحسس من الامام ع , ويعتبره يمثل خطرا على النظام الحاكم , وكما هو معروف عن بني العباس حسدهم للعلويين والوشاية بهم ظنا ,وتعذيبهم وقتلهم , وسعيهم الحثيث لضرب خط الائمة ع ؛ ولكن في المقابل كان فكر الامام الشاب يزداد قوة وعمقا , وتاثيرا في الطبقة المثقفة وارباب الفكر , وما يميز الامام الجواد ع هو العمل السياسي في الخفاء ؛ لأسباب منها الحفاظ على القاعدة الشعبية من بطش السلطة الحاكمة , فكان الامام الشاب القائد الذي يحرص دائماً على تحصين القاعدة والأمة عقائديا وثقافياً وفكرياً ، ليحفظ السلوك الاسلامي القويم للامة عامة , وانتشالهم من الشبهات الفكرية , والعقائدية التي تؤدي الى الانحراف ؛ فشهد عصر المامون والمعتصم انواع من الانحرافات , والتي كان النظام الحاكم اليد الخفية لتغذيتها وتشجيعها ؛ وذلك لصرف الناس عن ائمة اهل البيت ع , وخصوصا لما يتمتع المامون من دهاء وحنكة سياسية ولديه علم , على عكس المعتصم , فقد ظهرت في عصر الامام الجواد الشاب ع مختلف المذاهب الكلامية , والعقائدية وعاشت الامة في دوامة التيارات فكرية العديدة , ومنهم من ادعى النبوة كالخطابية , فتصدى الامام الجواد ع وهو في ريعان شبابه , وله وقفات اضاءت كل ماكان مظلم , وكشف كل مستور امام الملاء , وخصوصا الفئة الحاكمة الظالمة التي اهتمت باللعب بالورقة المذهبية , وتربية جيل من وعاظ السلاطين مؤيدين لسياسة نظام الحكم والخليفة , وهذا ما جعل المعتصم ومن قبله المامون ؛ ان يستهدف الامام ع رغم كل محاولاتهم في ثني عزيمة , ودور الامام ع سياسيا وروحيا , ومما واجهه الامام الشاب ع هو الحسد من قبل المحسوبين على العلم والعلماء فـ(ابن ابي داود ) بعد حادثة قطع يد السارق, وحكم الجواد ع فيها , واخذ المعتصم العباسي به, انصب حسدا , وبغضا للامام حتى وشى به عند المعتصم ؛ على كل حال فان الامام ع كان شابا واستشهد وهو ابن خمسة وعشرون عام , وله انجازات مازلنا نعيش بفضل نظامه الاخلاقي والفكري الذي وضعه حتى لا تشعر الامة انها تائها بصراعات المذاهب الفكرية , والانزلاق في الشبهات هي من صنع الحكم الفاسد , والذي حرص اشد الحرص على ابعاد الطاقات الفكرية العملاقة التي لو اتيح لها ؛لأنتعشت الامة على كل المستويات, واخذ يقرب وعاظ السلاطين خوفا على سلطتهم , وما اشبه اليوم بالبارحة ؟!! فعلى الشباب ان يعوا المخاطر التي يراد سلب تفكيرهم وارادتهم , واستبدالها بافكار غريبة , قد تكون قريبة من اهوائهم , غرضها الايهام لتوصلهم لمستقبل الماديات البحتة , والتي سرعان ما تذهب سدى بذهاب مادتها ؛ والنتخذ من الامام الجواد الشاب رمزا ومنارا لكل شاب يحرص على الدفاع عن فطرته ودينه , ومقدساته وامته, ويسعى لأظهارها بفخر ويعمل بها , ليكون قائدا يحرص على تحصين القاعدة والامة , فالامام الجواد ع القائد الشاب القدوة الذي افزع نظام الحاكم الظالم.
https://telegram.me/buratha