المقالات

تراجيديا النخب المثقفة العراقية..!

2447 2018-08-14

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

كل شيء هنا مرتبك، لا نعرف رأسنا من أرجلنا..لا نعرف أين نقف، لا نعرف حدود المكان، ولا مدى الزمان، نهرول من الصباح الى المساء، ثم نكتشف أننا كنا أما نهرول الى الخلف، أو كنا نهرول في نفس النقطة لا نبرحها، وكأن لا حدود بين الماضي والحاضر..

  التذمر والشكوك، التساؤل والغضب، الحيرة والإنكسار هي عناصر التفكير بالدولة، تمارس هذا التفكير على حد سواء، نخبة الأحزاب السياسية، والنخب المثقفة، والجماهير والحكام..

النخبة السياسية ومنذ وقت طويل؛ واضحة وضوح الشمس في سياستها، فهي لا تمثل إلا نفسها على الأعم الأغلب، كما أنها تفتعل الأزمات بخبرة ومهارة، ونكتشف أنها لا ترى ما نراه، ولا تحس بما نحسه، ولا تفهم ما نفهمه، وأنها لا تريد رأياً آخر بأي حال من الأحوال،إنها بالحقيقة لا تسمع إلا صوتها، أما أصواتنا فقد  جعلتها تتردد في سوق الصفافير!..!

حاولنا كثيرا أن نخدع أنفسنا أو نطمئنها، بأننا لابد أن نتواصل مع نخبنا السياسية، وأوكلنا هذه المهمة لنخبنا المثقفة، لكن أكتشفنا لاحقا أن نخبنا المثقفة، منفصلة عنا تماما، وأنها هي الأخرى ليست في واردنا، بل بوارد همومها الذاتية، وتفسيراتها الموبوءة للحرية، على أنها ليست أكثر من قنينة خمر!

النخبة المثقفة حديثها ذو شجون، فقد أخذت وقتاً طويلاً، لتدرك ضيق النخبة السياسية بالرأي الآخر، ولم تدرك إلا مؤخرا، وبعد فوات الأوان ،أو بعد أن وقع الفأس في الرأس، أن النخبة السياسية تريد النخبة المثقفة أتباعاً، ومطبلين ومزمرين للفشل والفساد، فقبل من قبل من المثقفين، وسكت من سكت منهم، أما الرافضين فهم قلة بلا صوت، لأن مفتاح الحنفية بيد النخب السياسية!

الحقيقة بلا مكياج، هي أن النخبة المثقفة تعيش حالة غريبة من الوهم، وتلك خطيئتها التي لا تغتفر أبدا، فهي لم ترتبط بالشعب، للدرجة التي تؤهلها لتحمل تبعات قيادته نحو أهدافها، كما أنها لا تعرف ما يكفي، عن حقيقة التكوين الفكري، والأحوال الاجتماعية للشعب، الذي تتخيل أنها تقوده!

تكمن  مأساة النخبة المثقفة في العراق، في أنها تلعب دور النخبة والجماهير معا!

المثقف يتحدث مع زميله المثقف؛ يجلسان على تخت واحد أو قبالة بعض، ويلعبان لعبة النخبة والجماهير، يتبادلان المواقع، في نقاشهما الطويل المزدحم بالمصطلحات، التي بعضها لا ينطبق على ما يريدان قوله..! ويهاجمان الدولة واللصوص وأقطاب الفساد، ويرددان الشائعات ثم ينصرفان، معتقدين أنهما قاما بعمل ثوري لا مثيل له، في حين أنهما مارسا ثرثرة فارغة ليس إلا!

كلام قبل السلام: معظم أمم الأرض تخطط لمستقبلها، إلا مستقبلنا فإنه يبدو لغزا..

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطنة
2018-08-14
مؤلمة هي الحروف التي دونت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك