المقالات

دولة الإقطاعيات الحزبية وأسباب التظاهرات..!

1941 2018-08-12

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تنصب معظم كتابات وتحليلات المنشغلين بالهم العراقي، على أن سوء الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء، والفساد والنهب لموارد الدولة، ووقوع مساحات واسعة من أرض البلاد، تحت هيمنة التنظيمات الأرهابية، هي الأسباب الأهم في إنطلاق التظاهرات الشعبية الواسعة، التي تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم..

بيد أن هؤلاء؛ وتحت ضغط الأحداث وتسارعها، يغفلون أو يغافلون عن السبب السياسي الذاتي، والمتمثل بأمراض الأحزاب والقوى السياسية العراقية المزمنة!

فلقد مضى زمن ليس باليسير على تجربتنا السياسية، ومع ذلك فإنها لم تنتج قوى سياسية، تتوفر على مقومات التوصيف السياسي..!

وتكشف عمليتنا السياسية عن حقيقة مرة، هي أن معظم الأحزاب والقوى السياسية، العاملة في ساحتنا؛ أقرب ما تكون الى الدكاكين أو مكاتب العقار والمقاولات، إذ لا يجمعها بالسياسة إلا الأسم والعنوان العام، أما في التفاصيل؛ فهي شركات مساهمة أو خاصة، لبضعة شخوص ولوجوا ميدان السياسة من بوابة المنافع، وما يعود عليهم وعلى مقربيهم بالأموال!

معظم الأحزاب والقوى السياسية العراقية، تفتقر  إلى منهجيات العمل الحزبي المعروفة، فهي تدار وفقا لقاعدة الشيخ والمريد، حيث يتعين على من هو دون القيادة الحزبية، أن يكون مطيعا وشاعلا لأعواد البخور فحسب!

 الأحزاب تكتنفها ركامات كبرى من الاعتلالات، ففضلا عن غياب البرامج، التي إن وجدت فهي ضعيفة  هزيلة، مستنسخة بعضها عن بعض، أو عن برامج أحزاب خارج الوطن، لا تمت عقيدتها وظروف إنشائها الى واقعنا البتة! فهي تتعامل مع الديمقراطية الداخلية، بمنطق إدعائي شعاراتي ، وتدار وفقا لسلطوية القيادة، وإفراغ أنظمتها الداخلية من محتوياتها، مع إقصاء القواعد الحزبية، التي عليها أن تكون جاهزة للتعبئة في المواسم الأنتخابية!

لقد تغلغلت الأحزاب بالدولة أخطبوطيا، وجيرت موارد الشعب جميعها لخدمة الدولة، التي أختطفتها الأحزاب النافذة، وحولتها من دولة خادمة للشعب، الى دولة الإقطاعيات حزبية، ولم تعد في وارد تقديم الخمات للشعب، إلى درجة غدت معها تستهين بكل شيء، وتستسهل الاستشكالات المجتمعية، وتستهين بتطلعات ومطامح المواطن، الذي ضاق ذرعا بأفعالها وتصرفاتها، وتبقى كل الأماني والمرامي في حكم العدم، ومؤجلة إلى زمن سياسي لاحق، قد يأتي وقد لا يأتي!

كلام قبل السلام: تلك بعض أمراض العمل السياسي في العراق، واحد منها فقط؛ كاف لأن يحيل معظم القوى والأحزاب الراهنة على التقاعد!..

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك