المقالات

دولة الإقطاعيات الحزبية وأسباب التظاهرات..!

1709 2018-08-12

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تنصب معظم كتابات وتحليلات المنشغلين بالهم العراقي، على أن سوء الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء، والفساد والنهب لموارد الدولة، ووقوع مساحات واسعة من أرض البلاد، تحت هيمنة التنظيمات الأرهابية، هي الأسباب الأهم في إنطلاق التظاهرات الشعبية الواسعة، التي تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم..

بيد أن هؤلاء؛ وتحت ضغط الأحداث وتسارعها، يغفلون أو يغافلون عن السبب السياسي الذاتي، والمتمثل بأمراض الأحزاب والقوى السياسية العراقية المزمنة!

فلقد مضى زمن ليس باليسير على تجربتنا السياسية، ومع ذلك فإنها لم تنتج قوى سياسية، تتوفر على مقومات التوصيف السياسي..!

وتكشف عمليتنا السياسية عن حقيقة مرة، هي أن معظم الأحزاب والقوى السياسية، العاملة في ساحتنا؛ أقرب ما تكون الى الدكاكين أو مكاتب العقار والمقاولات، إذ لا يجمعها بالسياسة إلا الأسم والعنوان العام، أما في التفاصيل؛ فهي شركات مساهمة أو خاصة، لبضعة شخوص ولوجوا ميدان السياسة من بوابة المنافع، وما يعود عليهم وعلى مقربيهم بالأموال!

معظم الأحزاب والقوى السياسية العراقية، تفتقر  إلى منهجيات العمل الحزبي المعروفة، فهي تدار وفقا لقاعدة الشيخ والمريد، حيث يتعين على من هو دون القيادة الحزبية، أن يكون مطيعا وشاعلا لأعواد البخور فحسب!

 الأحزاب تكتنفها ركامات كبرى من الاعتلالات، ففضلا عن غياب البرامج، التي إن وجدت فهي ضعيفة  هزيلة، مستنسخة بعضها عن بعض، أو عن برامج أحزاب خارج الوطن، لا تمت عقيدتها وظروف إنشائها الى واقعنا البتة! فهي تتعامل مع الديمقراطية الداخلية، بمنطق إدعائي شعاراتي ، وتدار وفقا لسلطوية القيادة، وإفراغ أنظمتها الداخلية من محتوياتها، مع إقصاء القواعد الحزبية، التي عليها أن تكون جاهزة للتعبئة في المواسم الأنتخابية!

لقد تغلغلت الأحزاب بالدولة أخطبوطيا، وجيرت موارد الشعب جميعها لخدمة الدولة، التي أختطفتها الأحزاب النافذة، وحولتها من دولة خادمة للشعب، الى دولة الإقطاعيات حزبية، ولم تعد في وارد تقديم الخمات للشعب، إلى درجة غدت معها تستهين بكل شيء، وتستسهل الاستشكالات المجتمعية، وتستهين بتطلعات ومطامح المواطن، الذي ضاق ذرعا بأفعالها وتصرفاتها، وتبقى كل الأماني والمرامي في حكم العدم، ومؤجلة إلى زمن سياسي لاحق، قد يأتي وقد لا يأتي!

كلام قبل السلام: تلك بعض أمراض العمل السياسي في العراق، واحد منها فقط؛ كاف لأن يحيل معظم القوى والأحزاب الراهنة على التقاعد!..

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك