المقالات

عدم التعاطف والالتزام نقيضا العبادي..!

1485 2018-08-11

فؤاد الطيب

التصريحات الأخيرة للسيد حيدر العبادي بحق تطبيق القرار الفردي للعقوبات الأمريكية ضد إيران كانت بغاية الغرابة والتناقض , على أن القاسم المشترك بينهما هو مصلحة الشعب العراقي , حيث انه أعلن مؤخرا بان العراق لا يتعاطف أو يتفاعل مع العقوبات المفروضة على إيران , لكنه سيلتزم بها حفاظا على مصلحة الشعب العراقي , معتبرا تلك العقوبات خطأ استراتيجيا ارتكبه ترامب ضد طهران , وان الثمن الباهض الذي دفعه العراق لعقوبات فرضت عليه لأكثر من 13 عام كانت هي الأشد وطأة على العراقيين .

حقيقة لا نعرف أين نضع النقيضين بتصريح السيد العبادي في السياسة الخارجية , وكيفية التعامل مع دول الجوار , خاصة إذا كانت أي من الدول لها مواقف مساندة للعراق في كل الظروف الأمنية والاقتصادية والطبية والسياسية والعلمية وحتى الاجتماعية مثل مواقف طهران تجاه العراق , التي وظفت كل طاقتها لإنقاذه من أزمات أمنية خطيرة كانت كافية لإنهاء بلد يسمى بالعراق على الخارطة , بعد إن تناهشته كلاب داعش في كل مكان , وهذا ليس دفاعا عن طهران بل هو موقف بحاجة إلى دراسة وتمحيص وقراءة حقيقية , والخروج بموقف سليم تجاهها يعادل ما قدمته للعراق من مواقف .

واعتقد أن السيد العبادي يعرف جيدا أن العراق مديون لطهران بأكثر من ألف ومائة مليار دولار , ولم تطالب بها حتى الآن , وبالمقابل نحن مازلنا نسدد لإسرائيل قيمة الضرر الكاذب الذي لحق بها جراء ال 39 صاروخ التي وجهها ضدها صدام حسين , كما نسدد للكويت فاتورة حرب الخليج ضدها لآخر فلس , دون أن نسمع صوتا واحدا يقول كلمة حق تجاه إيران سوى أصوات النشاز , والقرارات الخاطئة .

ومن الجدير بالذكر أن إيران اليوم تعتبر السلة الغذائية للعراق منذ السقوط والى الآن , علما أن العراق في السابق وفي ظل ظروف الحصار القاسية , كان قد حقق اكتفاء ذاتيا بالمواد الغذائية والمزروعات , رغم مأساة الحصار , إلا انه اعتمد بالدرجة الأولى على تطوير القطاع الزراعي بصورة كبيرة وتمكن من توفير سلة غذائية مناسبة للعراقيين من خلال الترشيد الاستهلاكي , اليوم نحن نعيش في ظل انهيار شبه تام للزراعة في العراق في ظل أزمة المياه الخانقة لنهري دجلة والفرات , فضلا عن انهيار القطاع الصناعي المحلي العام والخاص بالكامل , وهذا بفضل الإدارة السيئة التي قدمتها حكومات تعاقبت علينا بعد السقوط , الأمر الذي جعل من العراق أكبر سوق استهلاكي في الشرق الأوسط , وصارت معظم الدول المحيطة به خاصة إيران ومصر والأردن وتركيا وسوريا دول مصدرة بكل طاقتها للعراق .

أود الإشارة إلى أن إيران و رغم حرب الثمان سنوات الطاحنة لها مع العراق في القرن الماضي , إلا إنها لم تتخلى عنه خلال فترة حصاره التي امتدت لثلاثة عشر عاما , الذي فرضته أمريكا علينا , مع وجود النظام الصدامي آنذاك , بل قامت بإرسال أطنان من المواد الغذائية له بطريقة أو أخرى , واشترت النفط العراقي الذي كان محظورا على جميع دول العالم وأرسلت أطنان من الأدوية لغرض سد النقص الهائل من الدواء في تلك الفترة , ولم تخشى طهران لومت أمريكا أو عقابها , ولم تفكر ف بان صدام قام بالاعتداء عليها وشن حربا طويلة ضدها , لكنها نظرت إلى مصلحة شعب وليس نظام يحكمه , ولا تنسوا إن صدام حسين أرسل طائراته إلى إيران للحفاظ عليها خشية إلحاق الضرر فيها جراء الهجمات الجوية لأمريكا وحلفاءها خلال حرب الخليج .

على السيد العبادي أن يدرس قرارته جيدا ولا يفكر بطريقة مرحلية بالأمور ولا يخشى خسارته للولاية الثانية , فالقرارات تتغير والحصار ضد طهران لا يدوم للأبد , ولكن تبقى العلاقات وحسن الجوار قائمة , وعليه أن يرد الجميل إلى جاره في وقت الشدة , ولا ينتظر ظروف الرخاء للتقرب منه , فالعيب كل العيب خذلان من مد يده لبلادك بعد أن كان على شفى هاوية فأنقذه منها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك