المقالات

أهكذا يرد الجميل ؟! 

3857 2018-08-10

قاسم السلمان
عندما إقتربت مجاميع داعش الإرهابية من أسوار بغداد، ودق ناقوس الخطر الداعشي، وتزامنا مع فتوى الجهاد المقدس، أنتفض رجال الله في إيران الإسلامية؛ للدخول بالمواجهة المباشرة، مع تلك المجاميع المجرمة القادمة من وراء الحدود، ُفتحت مخازن السلاح أبوابها على مصراعيها؛ لتزود القوات العراقية، وقوات الحشد الشعبي، بما يحتاج من سلاح، كما صعدت ثلة من قيادات الميدان من المستشارين الإيرانيين للخطوط الأمامية.
كانت الحرب مع داعش الإرهابي، منازلة شرف بين جنود العقل، وجنود الشيطان، وعلى مرأى ومسمع من الدول العربية التي أكتفت بالمراقبة، وإصدار بعض البيانات الخجولة؛ التي لا ترتقي الى مستوى الإنتماء العربي والإسلامي، ناهيك عن بعض الدول الخليجية التي شجعت تلك المجاميع البربرية ومدتها بالمال والسلاح، وتحت أنظار الولايات المتحدة الأمريكية وبمباركتها ايضا لأسقاط العملية السياسية في العراق. 
المواقف الإيرانية المساندة للشعوب المسلمة، لم تحبذها دول الأستكبار ودول الغلمان؛ لذا شحذت تلك الدول المستكبرة هممها، للإجهاز على قوة الدولة الإسلامية الإيرانية، بشتى الطرق والوسائل، وكان أولها الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المقبوض الثمن من مملكة آل سعود، إن الإنسحاب من الاتفاق النووي الأممي، الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي، ان تكتيكاً أمريكياً خبيثاً، رافقه حزمة عقوبات أحادية الجانب، وخارج الأمم المتحدة، ولإرسال رسالة واضحة للدول تعصي أمريكا. 
الصين، تركيا، و روسيا قدموا مصلحة شعوبهم، ورفضوا التوصيات الأمريكية، وهذا الرفض يأتي لمصلحة شعوب هذه الدول بالمقام الأول، وفي خضم هذه الفوضى العارمة، ينتفض رئيس الوزراء العراقي وبلا أدنى مسؤولية، ليكون أول المؤيدين للعقوبات الأمريكية، على الشعب الإيراني المسلم ضاربا بعرض الحائط، مصلحة الشعب العراقي، الذي يرتبط مع الشعب الإيراني وشائج تاريخية واقتصادية، وكان الأجدر بالسيد رئيس الوزراء تسجيل موقف مغاير، بعدم الإنصياع الى اللعبة الامريكية الخبيثة. 
رسالتنا للسيد العبادي : اعلم، لا أعداء دائمون، ولكن هناك مصالح دائمة، فأين مصلحة الشعب العراقي بتأييدك لتلك العقوبات ؟ ونحن العراقيون نعرف أكثر من غيرنا، ماذا تعني العقوبات الاقتصادية، فقد عانى الشعب العراقي من جور تلك العقوبات الأمريكية، مدة ثلاثة عشر عاماً بسبب السياسة الهوجاء لنظام صدام، حتى كاد يأكل القوي منا الضعيف !.
أتعلم يا سيادة الرئيس، أن نفط البصرة آنذاك، كان يُهرب بقوارب صغيرة ( لنجات )، وبعيداً عن أعين المراقبة البحرية الخليجية المأمورة بالمراقبة، والتي كانت أحداثياتها تأتي من بحرية الحرس الثوري الإيراني؛ فقادة تلك القطعات البحرية الايرانية، هم من يحدد موعد التفريغ لتلك الحمولات البسيطة، لتخفيف الحصار الخانق على الشعب العراقي.
كان النفط عراقي يهرب للسفن الإيرانية الراسية في مدخل الخليج، ليباع مع النفط الإيراني، للإفلات من خرق العقوبات، وكانوا يبيعون ما مقداره ثمانون مليون دولاراً يومياً؛ لتأمين مفردات البطاقة التموينية التي كانت مصدر عيش وقوت الشعب.
لم تنظر أيران نظرة شخصية للأمور كما أنت الآن؛ وهذا الكلام موثق على لسان احد أركان النظام السابق في لقاء تلفزيوني له، وكان محافظ البنك المركزي وقتها " عصام ملا حويش" الذي دون ذلك للتأريخ، حيث كان الأجدر التمهل والتريث؛ قبل أنظمامك لطابور المزمرين والمطبلين .
يقيناً بأن أقتصاد العراق، سيختنق بسبب عقوبات أيران، ولن تسد فجوته المساعدات الأمريكية، وسيبقى العراق يدفع فاتورة تلك المساعدات، من قوته وقوت أبنائه؛ ونعتقد بأن التأريخ لن يغفر.
وآخر ما نقوله: "ما هكذا يكون رد الجميل يا سيادة رئيس الوزراء".  

 

   
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك