المقالات

دعونا نتظاهر ضد أبانا!..

2020 2018-08-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

هل يتعين علينا أن نبقى نصيخ السمع؛ لصوت صهيل خيول الماضي؟..وكيف تسربت الى ثقافتنا، حكاية أن الحاضر هو وليد الماضي، وأن الماضي هو الأب الشرعي للحاضر والمستقبل، وكأنهما شقيقان؛ أحدهما أكبر من الآخر بلحظة دائمة!؟

أغلب محافظات الوسط والجنوب تتظاهر هذه الأيام، محتجة على سوء الخدمات والبطالة، وشحة مياه الشرب وأكذوبة الكهرباء، لكن يبدو أن العراقيين؛ أقل الشعوب ممارسة لحق الإحتجاج، ربما بسبب طبيعتهم الميالة الى النكوص، وترك الأمور تسير على غاربها.

على الأغلب أننا لم نعتد الإحتجاج بوجه السلطات، على أعتبار أننا تثقفا على أن السلطة أو الحكومة والد، وأن النظر في عين الوالد عيب، وأن علينا إحترام هذا الأب؛ وإظهار الطاعة له دوما..

في هذا الصدد وعلى الرغم من أني مريض بالسرطان، عافاكم الله، إلا أن أقدامي تقودني الى التظاهرات مرغما، وأنا على يقين أن مشاركتي في مظاهرة تدعو الى الحق، تحرّك ما أسُن من ماء مستنقع يُغرق كل حيّ؛ ويكاد يطمر بوحله جميع ما يحيطه، أو عساها تؤدي إلى وضع؛ يكون أفضل ممّا نحن فيه.

مشاركتي في مظاهرات وأحتجاجات، يصرخ فيها بضع عشرات أو مئات الآلاف،من أجل عدالة اجتماعية تنصف جميع العراقيين، لن يرتق غشاءً فُضّ ؛ولن يعيد ما سلبه الذئاب والضباع والثعالب، لكنه ربما سيصون عثوق النخل الآيلة الى التيبس.

حين أشارك في إعلاء صرخة الفقراء والمحتاجين، الذين سلبت منهم كرامةَ الإنسان الحر الشريف، لا أغفل ولو لثانية؛ أن من يسير بجانبي كان قبل يوم؛ سيكون في غد في موقف آخر، لأننا غالبا ما نبدل مواقفنا، تبعا لتقلبات الطقس السياسي وتصريحات السادة أصحاب الخطوط الحمر!

لكنني أعي في الوقت نفسه، أنني وبمشاركتي هذه الاحتجاجات، أحاول أن أقرّب المصباح شبرًا، أو فترًا أو عقلة إصبع، لأضيء ظلام ليل هؤلاء؛ الذين احترفوا سطو الليالي وقنص الغانيات والغايات،عساهم يدركون أن لا كرامة ولا حرية، ولا عزة لظالم أو قاهر أو لص.

في التظاهرات، سمعت همس النخيل وأنين أشجار النبق، ودجلة كان يتسلل بين فينة وأخرى؛ ليعلن أن لا مفرّ، وأن علينا أن نمحوَ عبء ولعنة؛ خطيئة ثقتنا باللصوص، ولنعد إلى المربع الأول، وإلى عين العاصفة والإعصار، لإننا شعب أقدم من التأريخ.

كلام قبل السلام: لست من المتفائلين؛ لأنه قد قيل أن المتفائل لن يكون شجاعًا، فهو يخشى أن ينظر في عين الموت والقدر!. ولست من المتشائمين؛ لأن الحكيم لن يكون متشائمًا أبدًا، فأنا أشارك بالتظاهرات لأنني أحب الحياة، أحبها لي ولكم ولجميع العراقيين..!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك