المقالات

أُس الفساد في الدولة العراقية..!

2716 2018-08-06

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

لا اعتقد ان مفردة اخرى، تترد على ألسن وأقلام العراقيين، بالقدر الذي تتردد فيه مفردة "الفساد"، والحقيقة أن "الفساد" ليس أمرا جديدا على حياة الدولة العراقية، فهو رفيقها الدائم، منذ دولة بني أمية وبعدهم بني العباس، وأستفحل في ظل الإحتلال العثماني، حيث كانت السلطة تمنح بالتلزيم، وحيث كانت مناصب الدولة، تباع بشكل رسمي بمبالغ يستلمها الباب العالي، ويقدمها على اطباق  من فضة الى السلطان العثماني، الذي هو خليفة المسلمين بنفس الوقت!

المرحلة ألأهم في بناء الفساد، وتحويله الى ممارسة يومية، في كل مفاصل الدولة العراقية، كانت في عهد البعث، سيما في المرحلة الصدامية، حيث تحول العراق الى إقطاعية، ممنوحة باللزمة الى صدام واسرته وحاشيته، وأنتج هذا الوضع جيوشا من الفاسدين، هم البعثيين العاملين في اجهزة الدولة، وهم موجودين الآن بكثافة في مؤسسات الحكم الراهن.

في هذا الصدد؛ لا احد ينكر ان البعثيين هم عراقيين، قبل ان تتلوث افكارهم بسموم الايدلوجية العفلقية، التي كان مدادها دوما دماء الابرياء.. وبسبب هذه الأيدولوجيا؛ ما زالت الاجساد العربية، تنزف دما في العراق ولبنان والسودان، وتونس واليمن وفلسطين، تحت عشرات المسميات، التي لا تمت للواقع بشيء، وبعيدة كل البعد عن مبادىء الاديان السماوية، ومصالح الشعوب في الدول العربية..

وعندما حصل التغيير في العراق عام 2003، ورفض الجسد العراقي سرطان البعث، وانطلاقا من مبدأ (عفا الله عما سلف)، حاولت القيادات السياسية، ان تستوعب الالاف من هؤلاء البعثيين، بإعادة دمجهم في الحياة العراقية بجميع مفاصلها، على امل ان يعالجوا انفسهم، من اثار هذا السرطان الخبيث.

لكن ما يلمسه المواطن بشكل يومي، واثناء مراجعاته لدوائر الدولة، التي تتنفذ فيها أعداد مهمة من البعثيين، يرى بوضوح الالية التي اولجوا فيها البعثيون، طريقة الاداء والتعامل مع كل مراجع، من اجل تحقيق هدفهم المريض، في اعطاء صورة سوداء قاتمة عن الوضع الجديد، ورمي كل كرات التقصير وادوات الفساد من الاداري والمالي في سلة الدولة، وبالتالي الوصول الى غايتهم، بزرع جينات امراضهم، من جديد في الجسد العراقي، وتوزيعه على مفاصل الجهاز التنفيذي للدولة.

كلام قبل السلام:  اذا قلت هنالك رشوة؛ فقل هي مرض بعثي، واذا قلت هنالك تعامل بيروقراطي؛ فقل هنالك بعثيون، واذا قلت هنالك تعامل فض مع المواطن، واساليب رخيصة؛ فقل هنالك بعثيون، واذا قلت هنالك مافيات، وعصابات سرقة وقتل، وترويج ظواهر اجتماعية، خطيرة فقل هنالك بعثيون!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك