المقالات

الربيع العراقي يطيح بالفهداوي 

965 2018-08-04

فؤاد الطيب

الجدل الكبير الذي رافق تظاهرات مدن الوسط والجنوب العراقية حول مدى سلميتها وامكانية استمراريتها في وجه الحكومة , ورفع سقف مطالب المتظاهرين ,كان الشغل الشاغل للمراقبين والسياسيين في الحكومة العراقية خاصة بعد خطاب المرجعية العليا بالنجف الاشرف , والذي ساند المتظاهرين واعطى الضوء الاخضر لهم بالتصعيد السلمي ضد الفساد بحال عدم امتثال الحكومة لمطاليبهم . 
سلمية التظاهرات في معظم محافظات الوسط والجنوب , وعدم التمدد على ممتلكات الدولة ومبانيها , والابتعاد عن أي تصعيد مقصود يستهدف مضمونها والدفع بها الى مرحلة التسييس واللاعودة , بحال إجبار المتظاهرين على الانحراف ولو قليلا عن أهدافهم , رغم ظهور محاولات كثيرة للتشويه وابعاد التظاهرات عن أهدافها الحقيقية كما حدث في البصرة وذي قار وبغداد , الا ان المتظاهرين تمكنوا من المحافظة سليمة اهدافهم وتحديد مطالبهم . 
الامر الذي دفع بالعبادي الى رفع اليد عن وزير الكهرباء قاسم الفهداوي والذي كان من اشد المعارضين لقضية الاستجواب التي تعرض لها الفهداوي في البرلمان , رغم الاداء السيئ الذي قدمته وزارة الكهرباء خلال الاربع سنوات الماضية والتي لاتختلف عن سابقاتها بشيء . 
الاطاحة بالفهداوي كان نصرا كبيرا حققه المتظاهر العراقي بوجه الحكومة , رغم انه كان إجراء خجولا ومتأخرا جدا من السيد العبادي في معالجة الازمة الحالية والازمات الماضية عموما , حيث انه فجأة قام باطلاق الاموال في البصرة من البترودولار , وتخصيص عشرة الاف درجة وظيفية لابناءها , وتخصيص مبالغ كبيرة لاستكمال المشاريع الماخرة والمتوقفة منذ سنوات , وخص العبادي هذه الاصلاحات فقط للمحافظات التي اصابها التوتر والتصعيد , دون غيرها , خشية من سريان العدوى الى محافظات اخرى وفقدان زمام الامور . 
انا شخصيا ومعي الكثير من المراقبين , أشك في مدى الجدية للسيد العبادي بتطبيق قراراته الاخيرة بشأن الاصلاح , حيث أنه ومع انتهاء عمر البرلمان العراقي للدورة الاخيرة , ليس له صلاحيات تنفيذ كل تلك المشاريع أو توفير كل هذه الاموال , انما هي خطوات يسعى السيد العبادي منها لامتصاص نقمة الشارع العراقي , وبالتالي الخشية من فقدانه فرصة الولاية الثانية , خاصة بعد تهديد المرجعية المباشر بضرورة اختيار رئيس وزراء قادر على ادارة الدولة بشجاعة كبيرة . 
انصح السيد العبادي بالقيام بخطوات سريعة وكبيرة في محاربة الفساد , والعمل وفق مبدا ( عليه وعلى اعدائي ) وعدم الالتفات الى الولاية الثانية , وإعلان حرب حقيقية ضد الفساد , والقيام بعملية تنظيف واسعة ضد الفاسدين , رغم نفاذ الوقت أمامه , والإطاحة برؤوس مهمة هو يعرفها كما أطاح بالفهداوي , لتتساقط بعدها الرؤوس الصغيرة , وذلك لإثبات مصداقيته ووعوده التي مضى عليها سنوات بمحاربة الفساد , وليس الوقوف عند التصريحات الخجولة فقط , والا سيكون مصيره كمصير من سبقه , وعندها فسوف يكسب تاييد الراي العام العراقي وتاييد المرجعية العليا , وحتى المجتع الدولي سيكون الى جانبه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك