المقالات

المنظومة الأخلاقية في خطر /1

1458 2018-08-04

أمل الياسري
(ويل للرجل الذي يضع أقدامه في المنزل تعباً ورهقاً، فيواجه زوجة أكثر منه تعباً وإرهاقاً) ما يقوله الشهيد مرتضى مطهري كلام في الصميم، وهو واقع يحدث اليوم أكثر من أي وقت مضى، فما أن يضع الرجل أقدامه في بيته، حتى بدأت إمبراطوريته بالعمل كدوي النحل وبنظام مثالي، لأن (السي سيد) حضر وهو محمل بهموم الشارع والرصيف على السواء، بغض النظر عن نوعية العمل الذي يمارسه، ولكن هل هذا الوضع مثالي بالمعنى الصحيح؟ الجواب بالتأكيد لا.
هناك فرق كبير بين الإحترام والطاعة والبر، وبين القمع والخوف والإستعباد، والأجدر بالرجل إصلاح نفسه، والإرتقاء ببيته وأموره، والإنسجام بين أفراد أسرته وهو أمر أسهل بكثير مما يجده في مكان آخر، فبعض الأعمال البسيطة التي يقوم الرجل لمساعدة زوجته، أعظم من أشياء كثيرة يقوم بها في المجتمع، فالأولى تعني الإحساس بقيمة ما تبذله المرأة في بيتها، كما أن الرجل أسوأ ما يكون عندما يعاملهم حسب مزاجه، فإن كان سعيداً عاملهم بلطف، وإن كان تعيساً عاملهم بقباحة.
منظومتنا الأخلاقية في المجتمع العراقي باتت في خطر، وبما أن المرأة ترى في الرجل علي والوطن، فمن المفترض القول أن يكون لها فاطمة والملاذ، والمرأة العراقية تحديداً تتميز بالصبر، والمطاوعة، والعطاء بلا حدود تجاه البيت والأسرة، وهو أمر يحسن بالرجل التعامل معه، لا أن يقيم البيت ويقعده على أكوام من العصبية الفارغة والمشاكل التافهة، وتذكر أيها الرجل (أن المرأة إذا وضعتك في قلبها رفعتك الى السماء، أما إذا وضعتك في عقلها فلن يحل عليك مساء).
المرأة مع الكلمة الطيبة، والإبتسامة البريئة، والمجاملة الرقيقة، لديها القدرة على تحويل الحياة لقمة السعادة، أما أن يحضر الرجل وبرأسه وجيوبه كل الهموم، فهذا يعني الكدر والحزن، وسيكون البيت مجرد دار لإستراحته، ويجد أن ما في الخارج هو الجنة بعينها، مع أنه الجحيم بعينه، وله مردود سلبي على الأسرة، فكثرت المشاكل وظهرت الأمراض الإجتماعية المشينة، ومن هنا أشارت المرجعية الدينية الرشيدة في خطبها المنصرمة، خطورة تداعي المنظومة الأخلاقية للمجتمع وتهدمه، إن لم نلتفت للحلول سريعاً.
أيها الرجل: المشاكل التي تعترضك خارج البيت، أصنع منها طائرة ورقية وأقذفها في الهواء، وعد للبيت وأنت مدرك أن الحياة ليست طويلة لتجرب كل شيء، ولا قصيرة لنتذكر كل شيء، لكنها جميلة إذا عرفنا أنها لا تساوي شيئاً، فهل إشتقت لنفسك القديمة؟ وتذكر أنك الوطن الصغير لعائلتك وهي تنمو وتزدهر بك، مع الإشارة الى أنه يجب أن تضع في رأسك شيئاً مهماً وهو: أن نجاح الأسرة وتفوقها وسعادتها، لا يحسب لك وحدك فقط بل للمنظومة كلها.
وللحديث تتمة....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك