المقالات

اَلسمو لاِغتنامِ الفرص

1262 2018-07-31

سلام محمد العامري 

 

قال الكاتب الأمريكي جاكسون براون: لا تخش العقبات الكبيرة, فخلفها تقع الفرص العظيمة. 

عندما يريد الإنسان الوصول لهدفه, فعليه اغتنام الفرص لذلك, وإن كانت بنسبة ضئيلة, فالأمل والإرادة والإصرار تخلق المعجزات. 

قبل الاِنتخابات البرلمانية اَلعراقية التي جرت, خلال الشهر الخامس من هذا العام 2018؛ التي كان من المؤمل, أن تكون ثورة شعبية للتغيير, وحاجز صَدٍ ضِدَّ الفاسدين, وعدم السماح لوصولهم مرة أخرى, إلى البرلمان أو تسنمهم لمناصب, تم تجربتهم فيها. 

بعد ظهور النتائج وبمشاركة خجولة, لا ترتقي للوصول إلى الهدف, لم تحصل أي قائمة أو تحالف, لأغلبية كافية فتحرك الساسة, نحو التحالفات الثنائية والثلاثية, من أجل جلب أكثر عدد من الأصوات, وفي خضم ذلك الحراك, وسط تشكيك بعضهم بالنتائج, حصل مالم يكن بالحسبان, فقد انفجر كدس عتاد, تحت جامع في مدينة الصدر, تبعه حريقٌ في مخازن المفوضية بالرصافة, ما يوحي لمواطن أن الفاسدين, الذين خسروا أصواتهم السابقة, هم المسيطرون على العملية برمتها. 

تشكلت اللجان وأوكلت عملية العد والفرز اليدوية, إلى القضاة لإزالة الإشكالات, لتندلع أزمة من رحم الأزمات المتراكمة, فانقطاع خط تجهيز الكهرباء, من الجارة إيران تزامنا مع, قطع المياه من الجارة تُركيا, خلقا حالة من الهيجان الشعبي, استغلها بعض المتصيدين بالماء العَكر, ليؤججوا الشارع ضد العملية السياسية برمتها, وهو الهدف الذي كانوا يعملون عليه, قبل الانتخابات بالتشكيك, وإحباط المعنويات, بحملة طالت حتى المرجعية المباركة في النجف الأشرف. 

نتيجة لما تقدم من ظروف, اندلعت تظاهرات بدأت شرارتها, من البصرة الفيحاء المحافظة الأكثر تضرراً, والأكثر سخاءً بثرواتها, لتعم محافظات الجنوب والفرات الوسط, لتصل إلى بغداد حامية الوطيس, كلهيب هواء تموز, ما جَعَلَ من الحكومة الاتحادية, التحرك على الجانب الإيراني, ففشلت بذلك لعدم دفعها, المستحقات المتراكمة, بسبب الحصار الأمريكي على الجارة إيران, وعدم التعامل بالدولار الأمريكي, فتدخلت دولة الكويت, لإرسال محطات توليد كهربائية, لإحساسها بالخطر الذي قد يطالها. 

العراق كدولة خرجت من كابوس الديكتاتورية, فقد كانت جُرعة الديموقراطية المفاجئة, كبيرة على ما اعتاد عليه العراقيون, حيث أنهم قد جُبلوا عبر العصور, على تكوين الحكومات الجاهزة, سواءً بعد كل احتلال مروا به, أو عن طريق الاِنقلابات, ألتي عادة ما يقوم بها الجيش, عن طريق حركة أو حزب سياسي, ولا دخل للمواطن فيها. 

الفرصة التي لم يغتنمها ساسة العراق, من أجل التغيير وتقديم الخدمات, والإحباط الذي أصاب المواطن, جراء الحملات ألتسقيطية الاِنتقامية, من أعداء الديموقراطية, وضعف القانون العراقي, لقبول ترشيح كثير من الفاسدين, والمتهمين بالإرهاب, أسباب جعلت من المواطن العراقي, لا يصدق بأي وَعدٍ يقطعه أي سياسي. 

جُهود سوءٍ تظافرت لتخلط الحابل بالنابل, ما سَمح لبعض المرضى نفسياً, بمهاجمة المكاتب الحزبية, وبعض دور المسؤولين والدوائر الحكومية, ومع أن المرجعية أيدت التظاهرات كَحَق للمواطن, إلا أن ذلك لم يشفع لها, من أصحاب العقول المريضة. 

قال عالم الفيزيولوجيا العصبي, الإنكليزي تشارلز كاليب: أصحاب العقول العظيمة, يجب أن تكون مستعدة دائماً, ليس لاِغتنام الفرص, ولكن لصنعها أيضاً. 

فمتى يتعاضد الساسة والمواطن, ليكونوا عقولاً عظيمة, ليصل لحالة السمو ودحر الفاسدين, ولا تسمح بالعودة لنقطة الصفر؟ 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك