المقالات

حان الوقت لتقول المرأة: كفى!

2375 2018-07-25

أمل الياسري
لبوة في النهار وراهبة في الليل، تلك هي ابرز السمات الغالبة على نساء مجتمعاتنا الجنوبية الخالدة، فلا نرى اليأس يدخل قلبهنَّ مهما بدت الأشياء مزعجة، وحتى لو ظلت الأبواب موصدة، تراها حاضرة في كل حدث محوري ومفصلي الى جانب الرجل، حتى وإن لم تخرج الى الشارع فهي أقوى من التحديات، وعزيمتها أقوى وإرادتها صلبة ومتغلبة على الخوف، وهي التي تشد من أزر الرجل ليستمر بثورته على الفساد، وإحداث التغيير المطلوب في العملية الإصلاحية. 
بدون المرأة لا يوجد مجتمع أصلاً، لأنها تمثل نصفه وتساهم في صناعة النصف الآخر، وبدونها لا تتحقق الإستمرارية والتوازن، لكننا ما زلنا محشورين بتصوراتنا التقليدية عن دور المرأة المقتصرة على العمل في البيت، رغم أنه في الحقيقة يجب أن ندرك أن القوة النسائية في المجتمع قوة هائلة، وهي خير مثال ودليل على القوة الناعمة الهادرة، فالمرأة حاضنة للوجود الإنساني وللمجتمعات الناجحة، التي لم تتغير وتتطور إلا بوجود المرأة الواعية المتعلمة، فبوجودها تكتمل عملية التطور المجتمعي. 
المرأة محور الطاقة المحركة لأية قضية مصيرية، كما حدث مع السيدة الحوراء زينب (عليها السلام)،عندما قادت المعركة الإعلامية، فظن الطاغية أن قضية كربلاء قد إنتهت بمقتل الحسين (عليه السلام)، ولم ينتبه الى أن القضية بدأت بإستشهاده، عن طريق المتحدثة الإعلامية الهاشمية، فكانت بحق المرأة القمة، والأسطورة، وجبل الصبر خلال تلك المصائب التي ألمت بها، والرزايا التي عاصرتها وعايشتها في حياتها الشريفة، فلم تضعف، ولم تتراجع، ولم تتردد في أحلك الظروف، لتكون قدوة لكل نساء البشرية.
متى ما أنصفنا المرأة فإننا قد أنصفنا المجتمع، لذا يجب على المرأة قول كلمتها لصنع التغيير، وقد حان الوقت لتسجل حضورها وتنتصر للوطن، وتنمي شعور المواطنة لدى أسرتها، وأن تحسم خياراتها ليشرق مستقبلها، ومستقبل بيتها ومجتمعها، فلا حقوق ما دامت حقوق المرأة منقوصة، ولا أمان ما دامت خائفة، ولا تطور ما دامت متأخرة، ولا أمل ما دامت منكسرة، ولا إنتصار ما دامت تشعر بالخسارة، وعليه فعملية الإنصاف تنتج عدالة إجتماعية، تلقي بظلالها على المجتمع بأكمله. 
حالات الجمود التي تصيب المرأة لا يتحملها ديننا، فقد كرمها بكل شيء، لكن الأوساط المجتمعية صاحبة الذهنية المتخلفة حولها، هي التي ترهقها فتبدو مكبلة، محبطة، منطوية، جاهلة، وعاجزة، ومصادرة في حقوقها، وإلا فالنهج الفاطمي والزينبي كفيلان، بأن يشعرا الرجال اليوم بأهمية دور المرأة في التظاهر، والإحتجاج، والمطالبة بالحقوق في مدننا الجنوبية الحسينية، الثائرة على نقص الخدمات، فالقضايا المصيرية تحتاج الى نساء عظيمات، يحولنَ القيود الى رموز للحرية والشموخ، وبالتالي فإننا بحاجة الى إمرأة تقول: كفى...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك