المقالات

قبل توفير الماء والكهرباء 


عزيز الأبراهيمي

مطالب المتظاهرين ربما تكون مثار تعجب لمن يتابعها ممن ليسوا عراقيين, فهل يعقل ان بلد النفط والانهار لا يجد ابنائه ما يشربون !؟ 
لست من الحالمين, بل انا احمل عقيدة ان العراق بهذه الثقافة التي يحملها المواطن والمسؤول من افقر دول المنطقة, فلا كهرباء ولا ماء يمكن ان يوفر بالامد المنظور, فهي ثقافة تعتمد على مبيعات النفط المتردية والتي لا تلبي احتياجات المجتمع العراقي المتنامي بوتيرة متسارعة, ولا تؤسس لروح المسؤلية والرغبة في الانتاج لدى المسؤول والمواطن.

قبل المطالبة بالماء والكهرباء, علينا ان نطالب بالغاء الامتيازات, وايجاد العدالة في توزيع الدخول للمواطنين !
ولكن ما علاقة الماء وا

لكهرباء بالامتيازات ؟
المجتمع بحاجة الى حاكم عادل(وطبقة سياسية منصفة), تقوم بخدمته وتربيته على احترام القانون وتطبيقه, ولا يتم ذلك الا بالنصفة حتى يسمع المواطن لرأي المسؤول, ويطيع مادامه يقوم على أساس العدل, ويسهم في بناء الوطن, وما دام المسؤول اسوة للمواطن في تطبيق القانون واحترامه. 
لا يمكن ان تعم الكهرباء ولا يصل الماء الى الجميع باريحية حتى يقنن الصرف للمواطن, ولا يمكن ان يقنن الصرف بدعوات الترشيد البائسة, ولكن طريق ذلك الرسوم التي تكبل ايدي المبذرين, فانتاج العراق من الطاقة الكهربائية ليس بالقليل, والدليل على ذلك هو كفاية الطاقة الكهربائية في اوقات الشتاء التي تشهد استمرار وبدون انقطاع للتيار الكهربائي, رغم الاستخدام الكبير لسخانات المياه والمدفئات الكهربائية التي تستخدم بغزارة, وهذا مؤشر, ان مقدار الاحتياج ليس كبيرا حتى مع عدم الاقتصاد في استخدام هذه الطاقة في اوقات الصيف, لذا فطريق الترشيد من خلال الرسوم التصاعدية هو الحل الامثل لكفاية الطاقة الكهربائية وكذا الامر بالنسبة لمياه الشرب, والتي لو ارسيت ثقافة الترشيد فان الكفاية متحققه فعلا, بدون الحاجة الى مزيد من محطات تصفية المياه. 
ولكن المواطن سيقاوم الدفع, مادامه يشعر بان المسؤول يشرع لنفسه ما يجعله وذويه سلاطين في هذا البلد البائس, فلو اجرينا استطلاعا بسؤال مفاده هل انت مستعد للدفع مقابل اجور الكهرباء والماء, فقبل اي اجابة يطالب المواطن بان تؤخذ هذه الاجور من امتيازات النواب والوزراء والدرجات الخاصة, والفئات الاخرى من سجناء ودوائر تتقاضى اجور خيالية, وهذا دليل على ان المواطن يمارس حالة الانتقام من هذه الدولة, التي لا تنتهج العدالة في التعامل مع ابنائها. 
ولسان حاله, مادام المسؤول والفئات التي من حوله تنهش في جسد هذا البلد (الفطيسة), فاقلها خلي استافي من الكهرباء والماء !
وصدق من قال الناس على دين ملوكهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك