المقالات

وباء الجهل, يحبس أنفاس العلم

1428 2018-07-19

ماجد الجبوري

من أعظم الأوبئة الروحية عند البشرية وباء الجهل, فالجاهل يمشي كالأعمى في عالمهِ, يرى الكون مظلماً كعتمة منتصف الليل بدون أداة من أدوات النور؛ من يسير في ظلام الليل الدامس بدون أي ضوء يستنير بها, يمد يديه الى الأمام محاولاً مسك أي شيء, أما مستبشراً أو خائفاً منه, يجهل إن كانت أداة منفعة أم مضرة, كذا الجاهل عند طلبه لشئ ما يحاول المسك بأي معلومة أكانت صائبة أم خاطئة, يجهل مصادرها وأدواتها. 

عندما يُسمح للأرادات أن تتحكم بمصادر وأدوات المعرفة, تُحجب معلومة وتصدر أخرى ترغب بأنتشارها, هذه الإرادات بسيطرتها على أدوات المعرفة, تقوم بتصدير المعلومات التي تخدم مشاريعها ومصالحها, بذلك الفرد وأن تعرف على جزء من الحقيقة إلا أنه لم يتعرف على جمعها, فمعرفة القشور لا يعني معرفة بواطن الأمور, وهذا جهلٌ بحد ذاته, لأنه يجعل المرء يتصرف بقدر معرفتهِ للحقيقة, ومن الصعب جداً تغيير الرؤية والثقافة لدى الأفراد عندما يتفاعلون معها ويتبنونها, فكيف لو أصبحت الثقافة ثقافة رأي عام لا ثقافة أفراد ؟! والأدهى والأعظم ماذا إدعى من عرف سطحيات الأمور وجزأ منها, أنه عرف الحقيقة الكاملة ؟! 

تنوع الآيدولوجيات والثقافات جعلت من الشباب يفتقدون لبوصلة طلب المعرفة, ويجهلون حقيقة تدرج طلب العلم, أذ هم ينهلون من كل ثقافات والأفكار, لا يجيدون خاصية الفصل بين الأمور, ولا يتقنون دراسة ماضي الكتاب وآيدولوجيته التي ينطلق منها لنشر أفكاره ومتبنياته, تعدد المشارب الثقافية وعدم سيطرة الدولة والمؤسسات التعليمية عليها, من أهم مسببات الجهل المطبق الموجود في مجتمعنا الحالي للأسف, وأيضاً نتيجة إنتهال طالب العلم من كل شئ شيئا, وعدم أحترام التخصص والمتخصص, وسوء أستخدام تعدد الوسائل المعرفية أدت الى ذلك أيضاً. 

لابد للدولة من السيطرة على الثقافات والأفكار التي تنتشر بين عقول الشباب, لمنع تأثرهم بمشاريع وأفكار تشددية تحرم الشباب متعة طلب العلم والمعرفة, من خلال السيطرة على التأثر بالثقافات المنحرفة وأن تعرف الفرد عليها, كذا تعمل على فتح المراكز والمؤسسات والمكتبات التي يمكن من خلالها التعرف على كل شئ, ولا يمكن لأحد حجب معلومة وأبراز أخرى ليمرر مشروعه ومصلحته, كما على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية تسويق الآليات الصحيحة معرفة ثقافة معينة أو علمٌ ما. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك