المقالات

هل يصح نفي المؤامرة ونحن نعيشها؟!

2087 2018-07-13

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

نحتاج الى مؤسسة بمستوى وزارة، تنحصر مهمتها بتوثيق الزوابع، التي يشهدها وطننا في كل لحظة، حتى بات يومنا لا يستغني عن زوبعة ما، ويعد الحال غريبا ولا ينسجم مع وضعنا، إذا لم يحدث شيء مميز في يومنا.

الواقع أن الزوابع التي باتت عنوان مشهدنا اليومي، على درجات، فهي تتكرر وتقوى أحيانا، لتحرك فئات مجتمعية مختلفة، وتألبها بعضها على بعض، فتزداد شقاقا وإنفصالا، ونادرا ما تزيدها قرباً وانسجاماً، وهنا يقفز سؤال يتكرر كلما تحصل زوبعة؛ من يحركها ومن يؤجج نيرانها؟!

السؤال ليس ساذجا، ولا يتعين أن نحيله دوما على نظرية المؤامرة، فعناصر التأزيم كامنة في دواخل الأفراد، وهي مستحكمة في سلوك  الجماعات، والعقل الجمعي يسوس المجتمعات ولا يقودها، يسوسها كما تساس الخيول.

هل هناك من يصنعون الأزمات؟..نعم هناك صناع مهرة لها، يصنعونها لأنهم يستفيدون منها، من هؤلاء؟!..هؤلاء هم الذين لا يعرفون الطرق الطبيعية؛ لتحقيق ما يريدون، وهم ايضا الذين يريدون أمورا ليست إعتيادية  أو عادية، ولذلك فهم يلجأون الى طرق إستثنائية، لتحقيق ما هو إستثنائي.

في السياسة تجري الأحداث على هذا المنوال، كلما يحدث تطور خارج منطق الأشياء، فمعنى هذا أن وراءه إرادات لتحقيق شيء إستثنائي، وكمثال على ذلك، جاء تكليف السيد حيدر العبادي عام 2014 كمحصلة لوضع إستثنائي، وكنتيجة لإرادات إستثنائية، صنعت منه رئيسا للوزراء، في وقت لم يكن هو في وارده قط.

في السياسة أيضا، ومثلما لا يختار الممثلون أدوارهم، في المسرح أو السينما أو التلفزيون، بل يختارهم المخرج لأداء تلك الأدوار وحسب قدراتهم،  فإن اللاعبين  المهرة خلف كواليس مسرح السياسة، سيختارون "بطل الفلم" الجديد، بعد أن يرسموا له طريقا محددا، ليس له أن يحيد عنه قيد أنملة.

في ذاكرتنا أن السيد العبادي لم يحد قيد أنملة، عن الطريق الذي رسمه له رجال ليلة الهرير، ليلة أن أختير رئيسا للوزراء رغم أنف حزبه! وفي ذاكرتنا أن الأمر لم يتم تمريره بسهولة، فقد تزاحمت الزوابع وقتها علينا، ووصلنا الى حال نقبل به بأي وليد؛ حتى لو كان خديجا، وهكذا كان!

إنفجارات مدينة الصدر التي خلفت كارثة كبرى..تنحية مفوضية الأنتخابات، وتسليم ملف الأنتخابات الى القضاء بعد ذلك.. حرق مخازن مفوضية الأنتخابات..مصرع وجرح عدد من موظفي الأنتخابات، في حادثة سقوط أجهزة العد والفرز الأليكتروني عليهم..قصف الطيران الأمريكي لقوات الحشد، على الحدود العراقية السورية..جريمة قتل رجال الدعم اللوجستي في طوزخزرماتو..محاولة البرلمان تمديد ولايته في الساعة الأخيرة من عمره..تحركات 88 لـ"زعاطيط الفيسبوك" أبناء الرفيقات البعثيات، الذين وظفتهم جهة حكومية، ودفعت لهم أموالا؛ ليحرقوا صفحات الفيسبوك.

كلام قبل السلام: جميع هذه الأحداث المتسلسلة، زوابع في فنجان تشكيل الحكومة القادمة، الساسة يريدون أن يمرروا شيئا إستثنائيا، لكنه لن يحصل هذه المرة، وواهم جدا من يصدق أن عام 2018 ستتشكل فيه حكومة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك