المقالات

مطلوب دم..!

2779 2018-07-09

فؤاد الطيب

انتشرت الكثير من الثقافات المتباينة في حجم سلبياتها وايجابياتها على الصورة العامة لحياة العراقيين , ولعل المشهد العراقي اليوم مليء بالثقافات التي تعكس صورة سيئة لمهفوم الحرية التي بدأ يتمتع بها العراقيين في مرحلة ما بعد السقوط , ونجد أن من أسوأ هذه الصور التي شاعت وتحولت من حالة الى ظاهرة هي انتشار عبارة , مطلوب دم , او مطلوب عشائريا .

وأنا أتجول في شوارع العاصمة بغداد , يصيبني الخوف والذعر حين أرى تلك الكلمات المفزعة والمكتوبة باللون الأحمر على جدران البيوت والبنايات , بل وصل الامر الى كتابتها على احد المتنزهات وحتى الباصات والمولدات الاهلية والمدارس في بعض المحافظات الجنوبية , الامر الذي يدفع صاحب البيت او المنشأة او المعمل والمولدة , الى المبادرة بالاسراع بتصفية ممتلكاته وعرضها للبيع بأبخس الاثمان , والبحث عن مأوى جديد داخل أو خارج العراق , وذلك بهدف الفرار من مكان الخطر والتهديد الذي يمكن له أن يطال أسرته وعياله بالكامل .

في السابق وقبل أكثر من عقدين من الزمان لم نكن نشاهد مثل تلك العبارات المخيفة وبهذه الدرجة من الانتشار , حيث أن النزاعات العشائرية كان مسيطر عليها بحكم قوة القانون اولا , وثانيا , بحكم وحدة الرابط العشائري وقوة النسيج الاجتماعي العراقي والذي كان يسارع ويساهم الى حل تلك النزاعات دون الوقوع تحت طائلة التهديدات للممتلكات وأفراد الاسرة المدانة .

ونود الاشارة الى ان كتابة عبارة , مطلوب دم , او مطلوب عشائريا , قد بدأت تعكس حالة الانفلات الامني وفقدان السيطرة على الشارع العراقي , انعكاسا لحالة الاستهانة بحياة المواطنين في ضل غياب القانون للحد من هذه الظاهرة التي بدات تؤرق الكثير من الاسر العراقية خاصة في العاصمة بغداد ومعظم المحافظات الجنوبية , ولعل ما نشهده اليوم في البصرة من مواجهات كبيرة بين العشائر والانتهاء بخسائر بشرية ومادية كان شاهدا على ذلك .

القانون بدأ يلتفت الى هذه الظاهرة الخطيرة والتي تهدد أمن المجمع العراقي ووحدة نسيجه الاجتماعي , فوضع بنود وقوانين وعقوبات صارمة تصل الى حد الاعدام للحد من هذه الكاثرة والسيطرة عليها , واعتبار ان فعل كتابة عبارة ( مطلوب دم او مطلوب عشائريا ) هو جريمة تؤدي بكاتبها الى عقوبة الاعدام طبقا لاحكام قانون مكافحة الارهاب رقم (١٣) لسنة ٢٠٠٥ , اذا علمنا ان المادة الثانية من هذا القانون ذكرت التهديد بعبارة مطلوب عشائريا التي يتم كتابتها على الدور والمنازل والمحلات باعتبارها فعلا من افعال الارهاب , راي ان عقوبة هذا الفعل هي الاعدام باعتبارها جريمة ارهاب مشمولة بالعقوبات المقررة بالقانون رقم (١٣) لسنة ٢٠١٢ .

ووفق المادة الخاصة بالتهديد (٤٣٠) من قانون العقوبات وعقوبتها لا تزيد على سبع سنوات الى المادة الثانية من قانون مكافحة الارهاب والتي تصل عقوبتها الى الاعدام لأنه يؤدي الى القاء الرعب بين الناس , وبالتالي فان المطلوب عشائريا تدخل الرعب في قلوب الناس وعقولهم فتكون العقوبة بالاعدام بدلا من سبع سنوات المقررة بالمادة (٤٣٠) قانون العقوبات رقم (١١١) لسنة ١٩٦٩ .

ونحن نتسائل اليوم , هل ستكون هذه العقوبات كافية للحد من مثل هذه الجريمة ؟ وهل سيشعر المواطن او الاسرة التي تتعرض لمثل هذا التهديد بالامان والاستقرار , مالم يكن هناك دور ميداني حقيقي للاجهزة الامنية للكشف عمن يقوم بكتابة تلك العبارات المرعبة والمخيفة على جدران بيوت ومنازل ومنشات المواطنين , حيث ان الامر وصل الى مرحلة الكتابة على المدارس وبعض الدوائر الرسمية للدولة والذي يجعلنا أمام تساؤل حائر اذا كان المواطن لايستطيع تأمين نفسه وممتلكاته فكيف بالدولة لتي تتعرض للتهديد أيضا من أبناءها 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك