المقالات

عمليات الاختطاف ..من يقف وراءها ؟!.

2042 2018-07-05

حميد الموسوي 
ستطوى فاجعتكم ويلفها النسيان كما طويت فاجعة سبايكر ..والكرادة ..والبونمر .. وجسر الائمة ..وكل فجائع الانفجارات التي حفرت خارطة العراق طولا وعرضا من 2003 الى يوم الناس هذا، ومثلما طويت فجائع المقابر الجماعية واحواض الاسيد و(ثرامات ) الشعبة الخامسة ، والرضوانية . 
لم يكن المختطفون مسؤولين في الحكومة ؛لم يكونوا قادة في الجيش او الحشد الشعبي ولامقاتلين ولا افرادا ؛لم تكن لهم صلة بالاحزاب او الكتل او الهيئات المستقلة وغير المستقلة؛لاعلاقة لهم بمفوضية الانتخابات ولا بعدها وفرزها الالكتروني واليدوي ؛كانوا مواطنين بسطاء يسعون لتوفير لقمة العيش لأسرهم فما الداعي لأختطافهم؟!.قد يقال انه الانتقام العشوائي ؛طيب ..ماهي دوافع كل هذه الوحشية والبربرية واي حقد وغل يقف وراء تقطيع اوصالهم وحرق جثثهم ؟!.
قبل العثور على جثث الضحايا بيومين سرب الوحوش الخاطفون تسجيلا مصورا يظهر المخطوفين وهم يعرفون انفسهم ويناشدون الحكومة اطلاق سراح الارهابيات (مجاهدات النكاح ) ليتم الافراج عنهم .وبعد ساعات هرعت عوائل المخطوفين تستغيث بالمسؤولين وبالمنظمات الانسانية للتدخل السريع من اجل انقاذ ابنائهم ؛ كان منظر الاطفال الملتاعين والامهات والنساء المفجوعات يبكي حتى وحوش الغابات .
لم يكترث مسؤول كبير ولاصغير في الحكومة؛لم يكلف محافظ كربلاء ولااعضاء مجلس المحافظة ولا اعضاء مجلسها المحلي ..لم يكلفوا انفسهم بزيارة عوائل المختطفين ..لم يتخذ اي اجراء رسمي للتفاوض مع الخاطفين سرا او علنا ولو من باب رفع العتب واسقاط فرض .
حتى وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء تعاملت مع الحدث بكل برود .. كان المواطنون البسطاء على صفحات التواصل الاجتماعي اشد غيرة ونخوة من الاعلاميين و الصحفيين والكتاب ؛لدرجة ان بعضهم وضعوا ارقام هواتفهم مطالبين الخاطفين الاتصال بهم لاستبدالهم بالمخطوفين .
بعد حصول الفاجعة ..وبعد العثور على جثث الضحايا مقطعة الاوصال ومحروقة ومعها جثتين لضحيتيين من محافظة الرمادي .. بعد كل ماحصل وخروج تظاهرات اهالي كربلاء مطالبين الحكومة بتنفيذ احكام الاعدام بحق الارهابيين المتنعمين بفنادق الخمس نجوم العراقية والذين اعيدت محاكمتهم ثلاث مرات ولم تصادق رئاسة الجمهورية على تنفيذ احكام الاعدام . بعد ان تعالت اصوات الفقراء المسحوقين ظهر رئيس الوزراء مبررا : ان الحادث جزئي .. وان مساحة العراق كبيرة لا يمكن السيطرة عليها بشكل تام !.
وبعد ردات الفعل على هذا البرود الرسمي واعلان عشائر الضحايا عدم استقبالهم لاي مسؤول مالم تنفذ الحكومة الاعدام بحق الارهابيين كأجراء بسيط لتطييب خواطر الاسر المنكوبة ببنيها بعد يومين اعلنت وزارة العدل تنفيذ حكم الاعدام باثني عشر ارهابيا محكومين قبل خمس سنوات !. ولم يتم التأكد من صحة تنفيذ الوزارة .
لتذكير الحكومة : حين احرق الارهابيون الطيار الاردني الكساسبة قاد ملك عبد الله الطائرة بنفسه واخترق الاجواء السورية وقصف مواقع الارهابيين فيها ثم امر بتنفيذ حكم الاعدام بجميع الارهابيين في السجون الاردنية . وكذلك فعل السيسي في مصر وكذلك فعلت ليبيا .
لتذكير رئاسة الجمهورية ووزارة العدل : هل ينتظر العراقيون الفناء حتى تنفذوا احكام الاعدام بالوف الارهابيين القابعين في سجون خمس نجوم مكلفين الميزانية مليارات الدولارات ؟!!.
وتذكير للاعلاميين والمثقفين والصحفيين والكتاب : قبل اكثر من عام لفقت احدى الصحفيات المأجورات مسرحية اختطاف بدعم وتخطيط اعلاميين مشبوهين ؛تذكرون كيف ضجت فضائياتكم وصحفكم واقلامكم ومواقعكم وصفحات تويتر والفيس بوك التابعة لكم ؛وكيف خرجتم مع جماعة شارع المتنبي في تظاهرات عارمة ؛ثم تدافعتم زرافات ووحدانا لزيارة (المخطوفة ) الممثلة بعد ان عادت من بيت صديقتها .مع ان المسرحية مفضوحة لابسط الناس كونها هزيلة السيناريو والاخراج والتمثيل... حتى ان رئيس الوزراء اتصل بالممثلة تلفونيا ولا ادري هل كان مجبورا ام مغشوشا . تذكرون ذلك جيدا . فما اخزى وقفتكم متفرجين على مشهد ضحايا الاختطاف الحقيقي ولوعة اطفالهم دون تسجيل موقف مشرف .
وتذكير للمسؤولين الامنيين وغير الامنيين : خلال عمليات تحرير الموصل فر اكثر من الف ارهابي الى اربيل وسلموا انفسهم واسلحتهم الى اسايش وبيشمركة مسعود البرزاني واعلن ذلك رسميا وتناقلته جميع وسائل الاعلام في حينها .الخطف والعمليات الارهابية تشتد الان في كركوك وطريق التقاء محافظتي ديالى وصلاح الدين بكركوك !. اضيفوا لها تصريح مسعود العلني بعد فشل عملية انفصاله : والله لن ندعهم يروا الاستقرار الامني بعد اليوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك