( بقلم : د.علاء الزهيري )
كتب هذا الاخ الكاتب مقالة يتسائل فيها مستنكرا عن سبب توجه الكثير من المسؤولين لطلب المساعدة والارشاد لدوائرهم الى السيد عمار الحكيم ومتسائلا .. (ماهي صفة عمار الحكيم في الدولة العراقية ليذهب له هؤلاء؟)
أقولها بصراحة أنه ومنذ عام 1994 ظهرت ثقافة للنقد غير المتبع للتعليمات الاخلاقية العظيمة التي ربى أهل البيت بها أتباعهم ولو تتبعنا أمثال مقالة الاخ الحربي ووزناها بميزان التوجيهات الاخلاقية العظيمة لاهل البيت عليهم السلام فاننا سنجد أمثال هكذا طريقة في النقد خارجة عن تلك التوجيهات ومنطلقة من روح الكراهية لجهة معينة والتعصب لجهة أخرى أو من باب عدم المعرفة بأحاديث أهل البيت الداعية للتثبت قبل النقد ولاحترام الشخوص المتحركة في الواقع الاجتماعي ما دام لها تاريخ وايجابيات .لا عيب أن يكون لقائد سياسي وجاهة لدى الحكومة فيقصده القاصدون لكن العيب في هكذا روح متعصبة لم تقدم للبلاد والمجتمع الا التمزق وعدم احترام عامة ذلك المجتمع من الجهال لكل شيء يمثل حالة القدوة فيه.
ان مجتمعنا شاع فيه الجهل بمنظومة الاخلاق الاجتماعية والسياسية التي وضعها اهل البيت وشاعت فيه ايضا ظاهرة تجرؤ هذه الغالبية التي تجهل تلك المنظومة على النقد التهجمي الهدام والتخريبي ضد كل الشخصيات الدينية والسياسية المتصدية . منذ متى كان لدينا روح كراهية كالتي في مقال الاخ الحربي والتي على السنة الالاف من المتحدثين بهكذا احاديث؟ انني اتمزق وانا أقرأ هكذا مقالات أو اسمع هكذا أقوال ضد السيد عمار الحكيم أو المرجعيات الدينية والذي يمزقني هو هذه الروح روح الكراهية التي تبرز في المجتمع ولو كان عمار الحكيم يقتل من يكتب ضده كما يفعل البعض لما تجرأ أحد عليه.الاخ الحربي اعلم انه لو كان في السيد عمار كل معايب الدنيا- وهو بالطبع غير معصوم ولكن ليس فيه ما ذكرت- لكفاه هذا الدور الهائل لذي لم يقم به أحد قبله وهو تربية أكثر من نصف مليون طفل سنويا بفكر واخلاق اهل البيت عن طريق المؤسسة التبليغية التي يقودها والتي ترعى دورات دينية في اغلب المساجد في الجنوب والوسط .
عمار الحكيم يربي جيلا ضخما سيبرز ان شاء الله بعد عشر سنوات ., جيلا لا يحمل روح الكراهية التي يزرعها غيره من مختلف الاتجاهات .أنا واحد من الناس الذين قد يختلفون مع السيد في بعض وجهات النظر لكن لا انكر دوره الهائل وخدماته للمجتمع وأخلاقه الرائعة أما مسألة وراثته لابيه فقد أجازها الله حتى في الانبياء وجعلهم ذرية بعضها من بعض والعالم اليوم يشهد الكثير من العائلات السياسية كعائلة غاندي وبوتو وكلينتون وغيرها والوراثة في كل ذلك لم تعن ان يأتي وريث من العائلة لا تتوفر فيه شروط الكفاءة بل أن يكون كفوءا يحمل كل مواصفات القائد الكفوء مضافا اليها البعد العائلي مع ضرورة كون تلك الوراثة مغايرة للملكية من ناحية انها وراثة فقط في الزعامة والوجاهة الاجتماعية والدينية والسياسية وليس الملك على أنه حتى في الملك جعل الله سليمانا وهو ابن داودعليهما السلام وريثا لابيه لتوفر الشروط فيه لكن بعد سليمان لم تقبل الرسالة الالهية أن يكون ابنه غير الكفوء ملكا بعده لذا أوصى سليمان عليه السلام لوصيه اصف بن برخيا بالملك بعده .. خلاصة القول مالذي تنقمونه من هذا السيد الرائع الاخلاق والفكر عمار الحكيم ؟
لماذا كل هذا الهجوم وبنفس لغة البعثيين ؟ لماذا تتكلمون بلغة اعدائكم البعثيين من حيث لاتعلمون؟لماذا لاتضعون الله نصب أعينكم وقلوبكم وانتم توجهون سهام النقد الجارحة محملة بروح الكراهية ؟ ان أمامنا سراطا مستقيما سنحشر عليه جميعا فاتقوا الله .. أنا لست من انصار نظرية(ليس بالامكان بأفضل مما كان) وأعلم أن كل القيادات ومنها السيد عمار الحكيم قد تغيب عن أذهانهم الكثير من الافكار الخلاَّقة التي تخدم العراق لكن كل ذلك لا يعني أنهم لا يقدمون شيئا للبلاد والعباد ... محافظات اربع كان للمجلس الاعلى سيطرة في مجالسها وهي بغداد والنجف والناصرية والحلة ونستثني الديوانية والسماوة اللتين لم تهدئا الا قبل شهرين ونستثني البصرة التي هي للفضيلة وكربلاء التي للدعوة والكوت التي للدعوة تنظيم العراق ..بغداد ما يجري فيها على يد محافظها وامينه رائع جدا رغم الاموال المخصصة التي لا تكفي لمدينة أوربية صغيرة تعداد سكانها اصغر من اصغر حي ببغداد أو تلك المحافظات,بابل هي افضل محافظة في الأعمار والنجف ورشة بناء مقارنة بغيرها من المحافظات أما الناصرية فبدأت تشهد أعمالا كبيرة رغم بعض التلكؤ السابق الذي اشاركك انتقاده لكن الجماعة انتبهوا وبدأ العمل بصورة كبير وسريعة جدا ..هل عمار الحكيم جاهل وطاغية مثل عدي صدام كي تكتبون عنه هكذا؟
..أما عن ثقافة عمار الحكيم فلا أعتقد أن من لديه ذرة انصاف واحترام لعقله يدعي أن عمار الحكيم ليس مثقفا بل ليس مثقفا كبيرا من مثقفي العراق وواجهاته الثقافية وتشهد له كل محاضراته وخطبه على عمقه الثقافي الكبير
أما عن الطغيان فالرجل هو السياسي الوحيد في العراق الذي يفتح مكتبه مثل عيادة الطبيب لمقابلة الناس والذي يستغرب لهذا الكلام يستطيع السفر للنجف والذهاب لمكتب السيد عمار الذي يجلس فيه القروي البسيط وصاحب الدكان والذي لديه مريض والذي يريد ان يتزوج ويطلب مساعدة مالية والذي يريد أن يتعين ابنه موظفا والذي لديه مشكلة في كل نواحي الحياة .. كل هؤلاء يأتون يوميا فتسجل اسماؤهم في سجل كسجل الطبيب ويقابلون السيد .. هذا هو نفس السيد الذي تظهره الفضائيات وكأنه يسكن في بروج عاجية ..
لو ظهر اليوم علي الاكبر ابن الحسين عليه السلام وعاش بين هذا المجتمع الذي مسخت الظروف شخصيات جيل كامل فيه لاتهمه هذا الجيل بأنه وريث للحسين حيث هو وابوه لم يسلما من نفس سهام النقد ومن جيل ممسوخ شوهه الخلفاء والادعياء ليذبحهم بعد ذلك ..
اخوتي الاعزاء .. ان الذي يميز عمارا عن غيره أنه وتياره لم يجعل نفسه مقدسا غير قابل للنقد وأنه لم يقتل من ينتقده وحتى من يشوه صورته بين الناس و وهو بالطبع غير معصوم وغير كامل لكنه انسان صالح وعالم مثقف مثابر من عائلة مضحية وله خلق رفيع .. أوصي الجميع بمراجعة أحاديث أهل البيت عليهم السلام قبل كتابة أي مقال نقدي ..وهي بالطبع لا تمنع النقد البناء
https://telegram.me/buratha