( بقلم : علي حسين علي )
اذا كان عام 2007 عاماً لتثبيت الامن ودحر الارهاب، فان العام الجديد الذي بدأ بهذا اليوم، سيكون عاماً للاعمار والتنمية في العراق.. هذا ما قاله او تعهد به اكثر من مسؤول كبير في الدولة العراقية، ولعلنا نأمل معهم ان يتحقق كل ذلك. ما نأمله من العام الجديد ان يشهد حراكاً سياسياً لبناء التوافقات السياسية من اجل الشروع بالاصلاح الشامل، ونعتقد بأن السياسيين العراقيين قد استخلصوا نتيجة من مسيرة السنوات السابقة، ومفادها ان التوافق وحده يمكن ان يعتمد عليه اذا ما اريد للعراق ان يتقدم، وان أي من القوى السياسية لا فرصة لها بتحقيق اصغر منجز للعراقيين الا اذا ما انسجمت مع القوى الاخرى، وعملت على وفق الرؤى التي تنقل العراق الى مرحلة البناء والاعمار، اضف الى ذلك فان السنتين الفائتتين تحديداً لابد وانهما قد اقنعتا القوى السياسية الفاعلة بان من الضروري الانسجام في المشاركة بالعملية السياسية لتكون مشاركة جدية وليس كما كان يحصل سابقاً حيث دأبت بعض القوى على المشاركة الرسمية فيها لكنها عملياً تعمل على تعويقها او تعطيلها.
وما يتمنى العراقيون الالتفات اليهـا، هو انهم قد حرموا من الخدمات خلال العقود الاربعة الماضية وان هذا الحال لا يمكن القبول به بعد ان حدث هذا التغيير العظيم باسقاط نظام التفرد بالسلطة والاستبداد بحقوق العباد وهدر ثروات العراقيين على الحروب، فالعراقيون اليوم محرمون من كل شيء تقريباً في مجال الخدمات، ولا حاجة لشرح كل ذلك في هذه الفسحة الضيقة.. وما هو مطلوب من الحكومة المنتخبة ان تولي مصالح المواطنين اهتمامها البالغ بعد ان تراجعت الاعذار والمبررات التي كانت تتداولها.. فالامن وفي معظم ارجاء البلاد مستقر وهذا الاستقرار يستحث على تنمية البلاد واعمارها.
اذا ما كنا قد اعطينا اهتماماً سابقاً (خلال العامين الفائتين) للامن ومكافحة الارهاب.. فان ما هو مقبل من الايام يتطلب ان يشعر المواطن العراقي ويلمس لمس اليد فوائد ثروته، وان يتحول هذه الثروات الهائلة الى مبان تأوي ملايين العراقيين الذين لا يتوفر لهم السكن والى جامعات راقية والى خدمات صحية وبلدية متقدمة والى تربية ناجحة ومدارس مناسبة والى رفاهية اقتصادية.. وغير ذلك كثير من الحاجات الملحة.. عند ذلك يكون كل مسؤول قد ادى ما عليه وخصوصاً من هم في المواقع الاولى.. ويكونوا قد ارضوا الله والمواطن، والله الموفق.
https://telegram.me/buratha