المقالات

رائحة "الصنان" السياسي..!

2337 2018-06-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

نتفوق وبإمتياز على كل دول العالم، من حيث إنتشار الأمراض السياسية المستعصية، فهي عندنا أمراض وبائية، شأنها شأن وباء الطاعون والحمى القلاعية.

 علامات الوباء السياسي تبدو على أشدها، في الأحزاب والقوى السياسية، وهي أكثر إستمكانا في المؤسسات التمثيلية، كمجلس النواب ومجالس المحافظات، وفي النقابات وما يسمى بمنظمات المجتمع المددني، وفي سائر عناصر المشهد السياسي.

أحد الأمراض هذه أن الجهات التي أشرنا أليها، تبنت عصبيات متعددة، أما لجهة أو لحزب أو لطائفة، بل وحتى لقبيلة أو"فخذ"، ولا فرق بين فخذ عشيرة وفخذ بغي!

النتيجة الحتمية للتعصب الجهوي، هو أن أبناء العراق؛ تفرقوا وصاروا يتحدثون؛ بأسم ما تفرقوا نحوه، وحتى المطالبات صارت تبعا لتلك التفرقات، وبالمقابل فإن الحس الوطني والشعور بالمواطنة، تراجعت وتنحت فيما تقدمت الولاءات الأخرى، على الرغم  من ان مائدة الوطن ننسع للجميع..

من بين أشد ألأمراض السياسية فتكا، هو أن الساسة أو القوى السياسية، لا يبحثون عن المخلص النزيه، للترشيح للمواقع المهمة في الدولة.

السبب في ذلك أن النزيه "المخلص"؛ لا يمكن إلا أن يكون أداة "مخلصة"، لتنفذ إرادات ورغبات "غير مخلصة".

في عرف أغلب الساسة؛ أن من العبث والخسارة تكليف المخلص النزيه؛ لأنه لن يكون أداة طيعة، في أيديهم المعتادة على السُحت الحرام.

تجربتنا للأعوام الخمسة عشر المنصرمة، أثبتت أنه ليس بالضرورة؛ أن تكون شريفاً أو نزيها أو كفوءا؛ لكي تتبوأ منصبا حكوميا، كما أن المبادئ والشعارات أو التاريخ السياسي لا تمثل  أهمية؛ في خيارات  تسلم المواقع الرسمية في الدولة، بل بدت الصورة وكأنه كلما الظلال القاتمة، تصبغ الشخصية المرشحة لنيل المنصب، فإن ذلك يدفع أصحاب القرار، لتزكية وتكليف تلك الشخصية، ومنحها المنصب هبة خالصة.

في هذا الصدد؛ فإنه لا يهم إن غيرت الشخصية المرشحة، توجهاتها السياسية عدة مرات بالموسم الواحد،  ولا يهم إن غير لونه السياسي لأسباب انتهازية، أو حامت حوله شبهات الفساد في وقائع محددة، لأن ذلك سيكون دافعا للقادة السياسيين؛ للتمسك بهذا النموذج المشبوه.

الحقيقة وكمحصلة للوبائية السياسية، فإننا لا يمكننا التمييز بين اللص والسياسي، لأننا نعيش في حفلة تنكرية، لا يمكننا فيها التمييز بين الأثنين، لأننا لا نعرف من تنكر بزي الآخر.

لقد تراجعت الإفتراضات الصالحة؛ لصالح الخيارات السيئة، والصالحون متهمون من قبل جموع اللصوص باللصوصية، وشعار "كلهم حرامية" عنوان هذا الإتهام، فاللصوص يمتلكون وسائل الدعاية والتظليل؛  فيما الصالحين والأشراف لا يمتلكون إلا صلاحهم وشرفهم، ولا يمكنهم الوقوف؛ على أقدام أنهكها طول البحث عن الفضيلة.

العدالة قميص نص "ردن"؛ مفتوق من تحت الأبط؛ تشم منه رائحة "الصنان"؛ لأن من لبسه لم يغتسل منذ زمن طويل.

كلام قبل السلام : الملوث داخلياً لا يستوعب وجود بشر أنقياء..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك