المقالات

رائحة "الصنان" السياسي..!

2504 2018-06-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

نتفوق وبإمتياز على كل دول العالم، من حيث إنتشار الأمراض السياسية المستعصية، فهي عندنا أمراض وبائية، شأنها شأن وباء الطاعون والحمى القلاعية.

 علامات الوباء السياسي تبدو على أشدها، في الأحزاب والقوى السياسية، وهي أكثر إستمكانا في المؤسسات التمثيلية، كمجلس النواب ومجالس المحافظات، وفي النقابات وما يسمى بمنظمات المجتمع المددني، وفي سائر عناصر المشهد السياسي.

أحد الأمراض هذه أن الجهات التي أشرنا أليها، تبنت عصبيات متعددة، أما لجهة أو لحزب أو لطائفة، بل وحتى لقبيلة أو"فخذ"، ولا فرق بين فخذ عشيرة وفخذ بغي!

النتيجة الحتمية للتعصب الجهوي، هو أن أبناء العراق؛ تفرقوا وصاروا يتحدثون؛ بأسم ما تفرقوا نحوه، وحتى المطالبات صارت تبعا لتلك التفرقات، وبالمقابل فإن الحس الوطني والشعور بالمواطنة، تراجعت وتنحت فيما تقدمت الولاءات الأخرى، على الرغم  من ان مائدة الوطن ننسع للجميع..

من بين أشد ألأمراض السياسية فتكا، هو أن الساسة أو القوى السياسية، لا يبحثون عن المخلص النزيه، للترشيح للمواقع المهمة في الدولة.

السبب في ذلك أن النزيه "المخلص"؛ لا يمكن إلا أن يكون أداة "مخلصة"، لتنفذ إرادات ورغبات "غير مخلصة".

في عرف أغلب الساسة؛ أن من العبث والخسارة تكليف المخلص النزيه؛ لأنه لن يكون أداة طيعة، في أيديهم المعتادة على السُحت الحرام.

تجربتنا للأعوام الخمسة عشر المنصرمة، أثبتت أنه ليس بالضرورة؛ أن تكون شريفاً أو نزيها أو كفوءا؛ لكي تتبوأ منصبا حكوميا، كما أن المبادئ والشعارات أو التاريخ السياسي لا تمثل  أهمية؛ في خيارات  تسلم المواقع الرسمية في الدولة، بل بدت الصورة وكأنه كلما الظلال القاتمة، تصبغ الشخصية المرشحة لنيل المنصب، فإن ذلك يدفع أصحاب القرار، لتزكية وتكليف تلك الشخصية، ومنحها المنصب هبة خالصة.

في هذا الصدد؛ فإنه لا يهم إن غيرت الشخصية المرشحة، توجهاتها السياسية عدة مرات بالموسم الواحد،  ولا يهم إن غير لونه السياسي لأسباب انتهازية، أو حامت حوله شبهات الفساد في وقائع محددة، لأن ذلك سيكون دافعا للقادة السياسيين؛ للتمسك بهذا النموذج المشبوه.

الحقيقة وكمحصلة للوبائية السياسية، فإننا لا يمكننا التمييز بين اللص والسياسي، لأننا نعيش في حفلة تنكرية، لا يمكننا فيها التمييز بين الأثنين، لأننا لا نعرف من تنكر بزي الآخر.

لقد تراجعت الإفتراضات الصالحة؛ لصالح الخيارات السيئة، والصالحون متهمون من قبل جموع اللصوص باللصوصية، وشعار "كلهم حرامية" عنوان هذا الإتهام، فاللصوص يمتلكون وسائل الدعاية والتظليل؛  فيما الصالحين والأشراف لا يمتلكون إلا صلاحهم وشرفهم، ولا يمكنهم الوقوف؛ على أقدام أنهكها طول البحث عن الفضيلة.

العدالة قميص نص "ردن"؛ مفتوق من تحت الأبط؛ تشم منه رائحة "الصنان"؛ لأن من لبسه لم يغتسل منذ زمن طويل.

كلام قبل السلام : الملوث داخلياً لا يستوعب وجود بشر أنقياء..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك