المقالات

يوم القدس و"الردح" الفيسبوكي..!

2186 2018-06-11

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ما إن يخفت خطاب التأزيم السياسي، إلا ويتصاعد مرة أخرى، الى مستويات أعلى من سابقاتها، ومن الأنصاف أن نذكر هنا، بأن الساسة يتصرفون على نحو أقل حدة من مريديهم، فساستنا يمارسون فيما بينهم، أقصى درجات ضبط النفس، لكنهم تركوا الحبل على ؛ لمريديهم ومحازبيهم ومحاسيبهم، ليصنعوا حلاوقة في قدر عتيق، يتحلق حولها الذباب الأليكتروني، الذي يقبل بالعمل بأبخس الأثمان، لأنه افضل على أية حال من البطالة,,!.

ما إن تفتح موقع التواصل الأجتماعي "الفيسبوك"، حتى تصدم بسيول من التعليقات الفجة، والشتائم الرخيصةـ والأتهامات لهذا الطرف أو ذاك؛ بالعمالة والخيانة..

آخر هذه الحملات او الحفلات، كان محورها رفع العلم الأيراني في أحد شوارع بغداد، في يوم القدس في الجمعة الفائتة، فقد أثار هذا العمل حفيظة كثيرين، وحظرت الكرامة والسيادة، والأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، وصوروه على أنه؛ إنتهاك صارخ للعراق وأمجاده، وأنه فعل يجب أن لاتقف الحكومة والقوى السياسية منه؛ موقفا اللامبالاة، لأنه مقدمة لإحتلال الفرس المجوس؛ للعراق حامي حمى الأمة العربية ، وحارس بوابتها الشرقية..

المدونين إياهم وفي حفلتهم؛ أسترجعوا القعقاع وسعد بن أبي وقاص، كما استرجعوا كسرى؛ وهزيمة رستم في قادسية العرب الأولى، وبعضهم إستحظر صدام وجبروته، وحربه ضد إيران كرما لعيون فريال!

لنسلم أن الحق كل الحق مع هؤلاء، لكننا نسألهم ماذا كان موقفكم، يوم كانت ترفع في بغداد رايات 22 بلدا "عربيا" بينها رايات جيبوتي وجزر القم،ر وأريتريا والصومال وتشاد، وهي دول ليست عربية؛ ولكن المال الخليجي والسعودي والصدامي، أرغمها على أن تصبح عربية، مع أن رؤسائها لايجيدون التحدث بالعربية، وقرأوا خطاباتهم في مؤتمر القمة العربية، الذي عقد في بغداد زمن الطاغية صدام باللغة الفرنسية!

العلم الإيراني رفع في تظاهرة يوم القدس، ضمن مجموعة أعلام دول محور المقاومة، سوريا ولبنان واليمن والعراق ،وفلسطين والجزائر والعراق طبعا، التي كانت جميعها تخفق في سماء بغداد؛ أضافة الى العلم الإيراني، لكن المعترضين المتباكين على سيادة العراق، لم يروا سوى العلم الأيراني، لأنه بالحقيقة أخافهم فعلا!

لقد شهدت ساحات الفيسوك؛ خلال اليومين الفائتين، مستوى من الشحن العدائي لا يلبس عليه رداء، وبعض المدونات  أعادت إسطوانات التخوين والعمالة، مشفوعة بسيول من الشتائم والفاهات، وهو أسلوب في الخطاب الإعلامي يعتمد الوقاحة وقلة الأدب، التي إن مارسها سياسي، فإنها تخرجه من صفة السياسي، وتلحقه بصفة رداحي الحواري..

الردح بات السمة الغالبة مع الأسف، لعدد كبير من المتعطشين لرؤية أنفسهم، على الفضائيات أو في صفحات الجرائد، أو واجهات المواقع الالكترونية.

الردح ميزة ليست من الإعلام السياسي في شيء، السياسة جاءت من فعل "ساس"،  ومضارعه " يسوس"، وهو فعل يدل على الرفق بالتعامل والهدوء، وطول الأناة والصبر على الأحداث ومواجهتها.

اليوم هذه الصفات مفقودة بشكل خطير، لدى من لا يستحقون أن نسيمهم ساسة، بل يستحقون أي أسم خلا هذا الاسم النبيل.

النبل أهم عناصر تشكيل شخصية الإعلامي السياسي، نبل الأخلاق نبل التصرفات، ونبل التصريحات أيضا، ه

كلام قبل السلام: "الردح" لن يؤدي إلا إلى؛ إتمام مشهد سقوط الإعلام  في أعين العراقيين...ومعظمهم قد سقط، إلا من نأى بنفسه عن المشاركة في عرس الثعالب...!

 سلام..!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك