المقالات

عن إيران التي أنشأت سد أليسوا..!

2244 2018-06-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

للمرة الثانية خلال فترة وجيزة، أكتب في هذا الموضوع، الذي يبدون أنه تحول الى منهج موجه، دأب عليه أتباع قوة سياسية عراقية كانوا "إسلاميين"، وتحولوا بقدرة قادرٍ من الورق لونه أخضر، الى وطنيين للـ"كَشِر" ..!

المنهج الذي أعنيه؛ مرتبط بالموقف من جمهورية إيران الأسلامية، فعديد من أعضاء هذا القوة السياسية، يهاجمون بمناسبة وبدونها إيران وقيادتها، ويلقون تبعات أي مشكلة تحدث في العراق، على إيران بشكل مباشر، ويصفون كل من يحترم إيران بالذيول..!

الأمثلة أكثر من أن تحصى، وهاك قصة شحة مياه دجلة، وشروع تركيا بمليء سد أليسو بالمياه، وهو مشروع تعرف حكومة العراق كل تفاصيله، وتعرف أن السد جزء من "مشروع الكاب"، الذي يقضي ببناء أكثر من 20 سدا كبيرا، على روافد دجلة والفرات داخل تركيا، وأن القادم أسوأ، لكن حكومتنا بقيت مسترخية ولم تبال بالخطر، وتعاطت مع المستقبل تعاطي الحشاشين، أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب!

عدد من أعضاء هذه القوة السياسية، ما إن حدثت أزمة أليسوا، حتى أطلقوا حممهم ضد أيران، متهمين إياها بقطع روافد دجلة، مع أن شيئا من هذا لم يحصل البتة..وكانت الصورة وكأنهم يرومون تبرئة الأتراك؛ من "تهمة" قطع الشريان الرئيسي لدجلة، مثلما يريدون تبرئة الحكومة العراقية من موقفها اللاأبالي، والذي حسمه وزير الموارد المائية عندنا، بأن نصحنا بأن نشتري خزانات ماء أضافية، لخزن المياه في بيوتنا..!

لقد كانت فرصة نادرة لهم؛ لمهاجمة أيران عدوهم الإفتراضي الجديد، لأنهم يعتقدون أن من أولى مستلزمات العمل السياسي، هو أن تخلق لنفسك عدوا بطريقة دون كشوتية، حتى لو كان طواحين الهواء.

نفس التعاطي حصل مع الحادثة المؤسفة، تبفجير كدس عتاد في مدينة الصدر، والتي راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء، فهم بدلا من أن يقفوا مع الضحايا ويواسونهم، القوا بالائمة على الضحايا، لأنهم سكتوا عن وجود كدس الأعتدة بين ظهرانيهم، متغافلين عن أن الضحايا؛ لا حول ولا قوة لهم، وأنهم ربما لا يعلمون بوجود هذا الكدس.

 ثم ما لبث هذا النفر؛ أن وجه أصابع الأتهام لأيران، لأنها "رعت" ابناء الخط الصدري، مقررين سلفا أن كدس العتاد يعود لهم، مع أنه ربما يعود لغيرهم، أو لأحد تجار السلاح الذين تعرفهم الحكومة جيدا، ولكنها ساكتة عنهم!

هؤلاء الذين أتحدث عنهم أفرادا آحاد، ولكن قيادة حزبهم الإعلامية، لم تحسن توجيههم الوجهة السليمة، ولم تضبط إيقاع مدوناتهم؛ على صفحات الفيسبوك، لسببين لا ثالث لهما، هما أما أنها قد كلفتهم؛ بذلك كجيش فيسبوكي مطيع، لأتها تعتقد أن هذا ينفعها؛ في بناء توجهاتها الجديدة، أو أنها غير قادرة على كبح جماح التطرف الإعلامي، والحد من الإنفلات الفيسبوكي، الذي بات عنوانا لمدونات كثير من أعضاء هذه القوة السياسية..

إنها نصيحة مجانية؛ لقيادة إعلام هذه القوة السياسية، أن تعيد تقييم أولويات عملها، وتنشط الرقابة الذاتية على مدونات "ربعها"، وتوقف التظليل المتعمد، والتخريب المستمر، لعلاقة طيبة أستمرت لقرابة أربعين عاما؛ مع من آوى ونصر، وآخرها قافلة من سبعمائة شهيد أيراني، أختلطت دمائهم بدماء أشقائهم العراقيين، في معركتنا مع الدواعش الأشرار.

كلام قبل السلام: تطل علينا السخافة كل مرة، ونضطر لمتابعتها، لكننا نكتشف أن كل ما تقوله هراء!

 سلام..!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك