المقالات

ويومئذ يفرح المؤمنون..ماذا بعد الأنتخابات؟!

3928 2018-05-21

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com 

النتائج المعلنة للإنتخابات، تفيد أن الأبواب مفتوحة على إحتمالات كثيرة، تبدأ ولا تنتهي، وإذا أخذنا بنظر الأعتبار؛ أن التحفيز الإعلامي قبل الأنتخابات شيء، وماسيحصل بعدها من تحالفات شيء آخر، فإن علينا الإقرار بحقيقة أن الدعاية الأنتخابية لا ترسم طريق مستقبل ما بعد الأنتخابات، فهي ليست إلا وسيلة للحصول على المقاعد النيابية، وبعدها تبدأ الأحابيل والمناورات السياسية.
أعداء ومتنافسو ما قبل الأنتخابات، سيتعين عليهم أن يتحالفوا بعدها، لتشكيل حكومة، وأذا بقوا على مواقفهم العدائية ما قبل الأنتخابات، لن يتسنى لأي منهم المشاركة بالحكومة، لذلك فإن تحالفهم بعد الأنتخابات؛ يُعَدُ تحصيل حاصل.
في الصورة أن نتائج القوى الشيعية الكبرى متفرقة، هي ذاتها التي كانت عليه قبل أربع سنوات ، وقبل ثماني سنوات أيضا مجتمعة.
من يعتقد أن التيار الصدري تقدم الصفوف واهم جدا، فقد حصد التيار الصدري 27 مقعدا نيابيا فقط، من أصل 54 مقعد لكتلة سائرون التي تزعمها، وهذا العدد الذي حصل عليه أقل بأربع مقاعد، عما حصل عليه عام 2014!
إئتلاف "سائرون" ربما يتحالف مع السيد العبادي، وربما أيضا يجمع من هنا وهناك، من كتل صغير أحلافا جدد، لكن ذلك لن يكفي لتشكيل حكومة، أو الحصول على ثقة البرلمان الجديد..وعلى التيار الصدري أن يبحث عن سبيل آخر، لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ تطلعاته.
إئتلاف "الفتح"؛ وهو الثاني في تسلسل الإئتلافات الفائزة، أقرب ما يكون الى تحالف القانون؛ الذي يقوده السيد المالكي، وإذا أخذنا بنظر الأعتبار أن السيد العبادي، لا يمكنه السير بخطوات أبعد من حزبه الأم"الدعوة"، سنجد أنه سيكون مضطرا، للتحالف مع زعيم حزبه السيد المالكي، الذي يبدو هو الآخر قد حسم أمره؛ بالتحالف مع الفتح، وبذلك سيكون مجموع المقاعد، التي يجلس عليها نواب هذا التحالف المحتمل، قد تجاوز 115 مقعدا، وهي جلسة مريحة جدا لتشكيل حكومة، متجاوزا ما كان قد حصل عليه في الأنتخابات السابقة، بمقدار 15 مقعدا على الأقل..
لكن هذه الحكومة؛ ليست برئاسة أي من المالكي أو العبادي بالتأكيد، وسيكون الفتح هو من سيسمي رئيس الوزراء الجديد، حتى لو كان من خارج رجالات الفتح، وهذا أمر محتمل جدا، وعندها سيكون الباب مفتوحا لتحالف"سائرون" للإشتراك بالحكومة الجيدة، بعد أن يكون قد تم الإستجابة لمطلبه بعدم تولية المالكي، وبعد أن يكون قد تم الأستجابة لمطلب الفتح بعدم تولية العبادي..
إئتلاف الحكمة لن يكون بعيدا بالتأكيد،" عن هذا "التحالف الوطني" الجديد، وسيجد متسعا من الأمكنة، له في الوزارة الجديدة، وربما سينال اكثر من إستحقاقه، لأنه لعبها صح وكان "كُد اللعبة"..
عموما وهذا هو المهم في الأمر، هو أننا بحاجة الى وقت لإبتلاع ما حدث، وسنحتاج الى فترة راحة وإستجماع للقوى، قبل الشروع بالحوارات المفضية لتشكيل حكومة، لكن الواقفين على أبواب الغرف المغلقة، افادونا بأن هذه الحوارات قد بدأت حتى قبل الأنتخابات، وأن الطريق بين واشنطن وبغداد والرياض وعمان وطهران مزدحمة..! 
كلام قبل السلام: نتيجة الأنتخابات كانت إنتصارا باهرا للشعب العراقي، وهي بالأخص إنتصار لمحور المقاومة، وهزيمة للمحور الأمريكي الصهيوسعودي..ويومئذ يفرح المؤمنون..!
سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك