المقالات

التكالب السياسي..برلمان هزيل وحكومة ضعيفة..!

3942 2018-05-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

أثمرت الأنتخابات النيابية العراقية عن نتائج معقدة، منتجة مشهدا مرتبكا، يحتاج كما يبدو للوهلة الأولى، الى قراءة معمقة للساحة السياسية العراقية، كي نتمكن من إستقراء ما يمكن أن يحدث غدا، لكن هذه القراءة المعمقة يمكن تنحيتها جانبا، أذا أعترفنا بحقيقة، أن كل شيء يمكن أن يكون ممكنا، في عالم لا ثوابت تحكمه، وهو على حد وصف المثل الشعبي" شله وأعبر"..

ثمة حقائق فاعلة لتقرير ما يمكن أن يحدث غدا، أولها أن ترتيب الإئتلافات الفائزة بمقاعد البرلمان، ليس له أهمية كبرى في تقرير شكل التحالفات، ويمكن أن يكون لإئتلاف صغير، تأثيرا كبيرا في شكل الحكومة القادمة.

الثاني، أنه لا يمكن تصور أن الإئتلافات الفائزة، مرغمة على الإلتفات الى الوراء، أي الى مسيرتها في السنوات الماضية، لأنه وفي معظم الأحوال؛ فإن تلك المسيرة لا تحوي كثيرا من دواعي الإلتزام، فهي بالغالب مسيرة عواهنية، ليست منسوجة بحكمة وإحكام، وتفتقر الى الإلزامات الأخلاقية، ومن كانوا أعداءا بالأمس، يمكن أن يكونوا أصدقاءا اليوم.

الثالث، أنه حتى في ضمن الإئتلاف الواحد، يمكن أن نشهد تفككات مهمة، ومن المؤكد أن "الحرد" و"الزعل" و"الترضيات" و"الأتهامات"، ستكون عناوين مثيرة لأخبار الأيام القادمة، ومن المستحيل بقاء إئتلاف؛ مكون من20 قوة سياسية كما بدأ، وستتهدم إئتلافات وتتكون إئتلافات، لأن عيون جميع القوى السياسية، مفتوحة الأحداق على كراسي الوزرات، وما يليها من مناصب تنفيذية، وسـ"يتكالبون" على المناصب التي يسيل لها اللعاب..

ملاحظة؛ التكالب أسم فعل كالب تكالبَ، كَالَبَ، يُكَالِبُ، مصدر مُكَالَبَةٌ، تكالبَ على يتكالب تكالُبًا فهو مُتكالِب، والمفعول مُتكالَب عليه؛ وتكالب الزَّمانُ أي اشتدَّ، وتَكالَبَ الْمُتَخاصِمونَ، أي أَظْهَروا العَداوَةَ وتَجاهَرُوا بِها، وتكالب القومُ على جمع المال؛ أي حرَصوا عليه وتواثبوا كما تفعل الكلابُ، وتَكَالَبَ القومُ؛ أي تجاهروا بالعداوة، وتكالَب الناسُ على الدّنيا، أي اشتدّ حرصُهم عليها حتى كأنّهم كلاب!

ولا يعتقدن أحدنا، أن التكالب السياسي الراهن، ستكون عواقبه هينة، بل سيكون من مؤداه، إضعاف الأحزاب والقوى السياسية مجتمعة، وسينتج حكومة ضعيفة جدا، وسلطة تشريعية هزيلة، لا تستطيع تشريع القوانين المهمة، ولا يمكنها مراقبة الحكومة، فلا يمكن لهزيل مراقبة ضعيف..!

ضعف الأحزاب والقوى السياسية، سيتسبب في شلل السلطة التشريعي’، وسيبعدها عن خصوصية سلطتها، ويجعل من النواب، فيما عدى قليل منهم، مصابين بداء التكالب على السلطة التنفيذية، محولين مواقعهم بالسلطة التشريعية إلى مواقع نفوذ؛ تستغل في الحصول اللاشرعي، من امتيازات مادية، تساهم في تنميط الفساد، كسلوك إجتماعي و سياسي عادي..

كلام قبل السلام: الأربع سنوات القادمة، ستكون الدولة فيها أكثر فسادا،  من السنوات التي سبقتها، وسنترحم على سنة 2014، التي مضت بدون موازنة، وانفقنا فيها 110 مليار دولار، لا نعرف في أي جيب دخلت..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك