المقالات

التكالب السياسي..برلمان هزيل وحكومة ضعيفة..!

4417 2018-05-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

أثمرت الأنتخابات النيابية العراقية عن نتائج معقدة، منتجة مشهدا مرتبكا، يحتاج كما يبدو للوهلة الأولى، الى قراءة معمقة للساحة السياسية العراقية، كي نتمكن من إستقراء ما يمكن أن يحدث غدا، لكن هذه القراءة المعمقة يمكن تنحيتها جانبا، أذا أعترفنا بحقيقة، أن كل شيء يمكن أن يكون ممكنا، في عالم لا ثوابت تحكمه، وهو على حد وصف المثل الشعبي" شله وأعبر"..

ثمة حقائق فاعلة لتقرير ما يمكن أن يحدث غدا، أولها أن ترتيب الإئتلافات الفائزة بمقاعد البرلمان، ليس له أهمية كبرى في تقرير شكل التحالفات، ويمكن أن يكون لإئتلاف صغير، تأثيرا كبيرا في شكل الحكومة القادمة.

الثاني، أنه لا يمكن تصور أن الإئتلافات الفائزة، مرغمة على الإلتفات الى الوراء، أي الى مسيرتها في السنوات الماضية، لأنه وفي معظم الأحوال؛ فإن تلك المسيرة لا تحوي كثيرا من دواعي الإلتزام، فهي بالغالب مسيرة عواهنية، ليست منسوجة بحكمة وإحكام، وتفتقر الى الإلزامات الأخلاقية، ومن كانوا أعداءا بالأمس، يمكن أن يكونوا أصدقاءا اليوم.

الثالث، أنه حتى في ضمن الإئتلاف الواحد، يمكن أن نشهد تفككات مهمة، ومن المؤكد أن "الحرد" و"الزعل" و"الترضيات" و"الأتهامات"، ستكون عناوين مثيرة لأخبار الأيام القادمة، ومن المستحيل بقاء إئتلاف؛ مكون من20 قوة سياسية كما بدأ، وستتهدم إئتلافات وتتكون إئتلافات، لأن عيون جميع القوى السياسية، مفتوحة الأحداق على كراسي الوزرات، وما يليها من مناصب تنفيذية، وسـ"يتكالبون" على المناصب التي يسيل لها اللعاب..

ملاحظة؛ التكالب أسم فعل كالب تكالبَ، كَالَبَ، يُكَالِبُ، مصدر مُكَالَبَةٌ، تكالبَ على يتكالب تكالُبًا فهو مُتكالِب، والمفعول مُتكالَب عليه؛ وتكالب الزَّمانُ أي اشتدَّ، وتَكالَبَ الْمُتَخاصِمونَ، أي أَظْهَروا العَداوَةَ وتَجاهَرُوا بِها، وتكالب القومُ على جمع المال؛ أي حرَصوا عليه وتواثبوا كما تفعل الكلابُ، وتَكَالَبَ القومُ؛ أي تجاهروا بالعداوة، وتكالَب الناسُ على الدّنيا، أي اشتدّ حرصُهم عليها حتى كأنّهم كلاب!

ولا يعتقدن أحدنا، أن التكالب السياسي الراهن، ستكون عواقبه هينة، بل سيكون من مؤداه، إضعاف الأحزاب والقوى السياسية مجتمعة، وسينتج حكومة ضعيفة جدا، وسلطة تشريعية هزيلة، لا تستطيع تشريع القوانين المهمة، ولا يمكنها مراقبة الحكومة، فلا يمكن لهزيل مراقبة ضعيف..!

ضعف الأحزاب والقوى السياسية، سيتسبب في شلل السلطة التشريعي’، وسيبعدها عن خصوصية سلطتها، ويجعل من النواب، فيما عدى قليل منهم، مصابين بداء التكالب على السلطة التنفيذية، محولين مواقعهم بالسلطة التشريعية إلى مواقع نفوذ؛ تستغل في الحصول اللاشرعي، من امتيازات مادية، تساهم في تنميط الفساد، كسلوك إجتماعي و سياسي عادي..

كلام قبل السلام: الأربع سنوات القادمة، ستكون الدولة فيها أكثر فسادا،  من السنوات التي سبقتها، وسنترحم على سنة 2014، التي مضت بدون موازنة، وانفقنا فيها 110 مليار دولار، لا نعرف في أي جيب دخلت..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك