المقالات

الغدير .......... لغة ٌ ثانية

1627 12:31:00 2007-12-29

( بقلم : علاء الخطيب )

حين يُجبل الناس على حب العدل والحرية فمعنى ذلك أنهم يعشقون النور والحياة, وحين يستعيدون ذكرى ً ما فمعنى ذلك أن لهذه الذكرى رمزية عظيمة تحتل مساحة ً من وجدانهم ,وحين يخلدون الغدير في تاريخهم فأنهم يجسدون معاني الحب للعدل والعدالة , وليس إحتفائهم بالغدير هو تخليد لرجل نُصب حاكما يوما ما وأحبوه وهم يعلمون أن السلطة الزمنية عند المحتفى به لا تساوي شيئا ً وهو القائل ( إن دنياكم هذه لا تساوي عندي عفطة عنز) كناية ً لتحقيرها , ولكن هؤلاء تواقون للإستقامة والعدل لدى الحاكم الذي ظل حلما يراود الأجيال المتعاقبة , فالإمام علي (ع) رمز من رموز هذا المعنى وقد شهد له الخليفة الثاني حينما سئل عن من يخلفه في الحكم فقال(والله لو وليها ابن ابي طالب لحملكم على المحجة البيضاء ) ولأن الظلم بغيض ولم يرتأوا ويرضوا هؤلاء أن يكونوا شركاء للظالم فقد قال لهم إمامهم الذي عشقوا فيه العدل ( أن العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء) وعندما يحتفل العلويون بالغدير يستلهمون القيم الحقة التي جاء بها الإسلام رافضين بهذا الاحتفال كل المظاهر الشكلية مستلهمين درسا ً من دروس معلمهم حين يقول لهم ( ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق , الشأن أن تكون الصلاة بقلب ٍ نقي وعمل ٍ عند الله مرضي وخشوع ٍ سوي , وأنظر فيما تصلي وعلى ما تصلي ) ولهذا المعلم وقفات مع تلاميذه وهو يغذي أرواحهم ويعلمهم كيف يثوروا على الواقع الفاسد حين يقول لهم ( ما من نعمة ٍ موفورة إلا وبجانبها حق ٌ مضييع وما حرم فقير إلا بما متع به غني) ويثور ويتمرد هو بنفسه على ذلك الواقع حينما يرى أن أُس التخلف هو الجهل فيحث تلاميذه على العلم وإعمال العقل فيقول وحينما يحتفل التلاميذ بذكرى أستاذهم فأنما يحتفلون بالمنهج العقلي الذي ورثوه منه بقوله ( لا غنى كالعقل ولا فقر أشد من الجهل) ثم يعيد لهم الثقة في أنفسم بممارسة المفردات التي تعلموها فينبههم أن الانسان مخبوء تحت طي لسانه ويقول ( قيمة كل إمرئ ما يحسن) ويهيم هؤلاء الطلاب بمعلمهم ويجلجل في قلوبهم الحب كما جلل في قلب ذلك المسيحي ريثما وقعت عيناه على عهد الامام الى مال الأشتر وهو يوليه مصر ويوصيه بشعبها ( يامالك الناس صنفان إما أخو لك في الدين أو نظير لك في الخلق) وراح ينشد شعرا ُ فيه. جلجل الحــب في المسيحـي حتى عد من فرط حبه علويا لا تقل شيعة هـــــواة علي إن في كل منصف ٍ شيعيا

ففي الغدير نستذكر الامام الانسان والثائر والحاكم العادل ونستلهم المعاني العظيمة التي تركها لنا والتي تغنت بها الشعوب المقهورة والقاهرة على حدٍ سواء وما من قارئ لسيرة علي إلا وكانت له معه وقفة ففي كل نواحي النفوس الإنسانية ملتقى بسيرة الإمام علي (ع) لأن هذه السيرة تخاطب الأنسان حيثما كان وفي سيرته تحلق العاطفة وتجمح الروح الى حيث الافق البعيد وتظل سابحة في عالم سرمدي مشوب الجمال والحب ويلتقي العقل بتلك الروح ليسكن اليها متصفحا نهج البلاغة والحكم والكلمات التي تشبعها والحديث لاينتهي حين يفتح وتمتلء النفس شهوة ً للذكرى وللحديث ولكن تبقى الكلمات حائرة في حضرة من أبدعها وركبها فيأحسن صورها ذلك هو سيد المتقين وبليغ الخطباء أمير المؤمنيين على بن ابي طالب.

علاء الخطيب/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مزاحم الحجاج
2007-12-29
بسمه تعالى سماحه السيد علاء الخطيب حج مبرور وسعي مشكور ذهب العناء والسفر وبقي الاجر والثواب .. نعم في مثل هذا اليوم من كل عام نستذكر الامام امير المؤمنين (ع) صوت العداله الانسانيه الذي امر الله سبحانه وتعالى باطاعته والانقياد الى اوامره قبل ان يامر باداء تكليف الصلاه حيث اجتمع الرسول باهل بيته واقربائه ومحبيه وامرهم باطاعه امير المؤمنين وفي حجه الوداع وقبل ان يودعنا رسول الله (ص) امره الله ان يكمل الدين ويتم النعمه بتوليه الامام علي وليا للمؤمنين . فهنيئا لكم يا اتباع امير المؤمنين بهذا العيد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك