المقالات

هل حقا ايران عدوة للشعب العراقي؟!


 

كانت ايران ولوقت قريب تمثل الشرطي أو السيد في منطقة الخليج, وتحت حكم الشاه والى نهاية سبعينات القرن المنصرم, كانت ايران تمثل القوة الخليجية العظمى المساندة لسياسات الغرب. 

لم تك للغربيين أو العرب أي مشكلة مع ايران في تلك الفترة, فايران التي يحكمها الشيعي رضا بهلوي, ومن بعده ابنه محمد رضا بهلوي, هي دولة صديقة ومحببة لأعراب الخليج, ولأسيادهم من دول الاستعمار, ما دامها دولة لا ترعى العقيدة الشيعية بل على العكس كانت تطارد المتدينين. 

تغيرت المعادلة بعد عام 1979, ونجاح الثورة الاسلامية في ايران بقيادة السيد الخميني, فالدولة الصديقة اصبحت عدو, وصارت شرا مطلق, وبدأت بوادر العداء لهذه الدولة الفتية, واُعِدَت الخطط لإيقاف هذه الثورة, والاجهاز على الجمهورية الجديدة, وكانت الحرب العراقية الإيرانية والحصار على ايران, أول الخطط العملية للحرب على هذه الدولة. 

التحول في الموقف الغربي والعربي تجاه ايران يجب دراسته بعمق, لنعرف سبب هذا العداء وهذه الازمات المفتعلة في ايران. 

لقد جاءت الثورة, وأهم شعاراتها كانت الموت لإسرائيل, وكلا امريكا, والدعوة الى التحرر من قيود الغرب, والمناداة بالحرية, وباستقلالية الشعوب, كما أن العقيدة الفكرية للثورة الاسلامية كانت عقيدة شيعية, تؤمن بالولاء لأهل البيت عليهم السلام, وهذه العقيدة هي عقيدة تحررية, تأبى الخضوع والذل, وهي –العقيدة الشيعة- لا تتلاءم مع ما موجود من عقائد في المنطقة. 

بدأت الحرب بالحرب العسكرية والسياسية والفكرية على جمهورية ايران الاسلامية, وكان صدام اللعين قد مارس كل انواع الانتهاكات ضد هذه الجمهورية, وبدأ بتصفية المؤمنين ورجال الدين الشيعة, بحجة التبعية لإيران. 

الاضطهاد الذي لاقاه شيعة العراق, كان اضطهادا مدعوما من دول الخليج والغرب, فاضطر كثير من العراقيين للهروب من العراق, وكانت ايران الدولة الوحيدة التي فتحت اذرعها لمظلومي العراق. 

كان العراقيون معززون مكرمون في ايران, ومنهم من تزوج وبنى حياة عائلية هناك. 

دعمت الجمهورية الاسلامية قضية الشعب العراقي, وساندت جميع الحركات السياسية المعارضة لصدام, ومدتها بالسلاح والمال, وبعد تخلص العراق من براثن البعث وجلاوزته, كان لإيران دور في مساعدة الشعب العراقي, بعد الهجمة البعثية الوهابية التكفيرية عليه, والمدعومة من الخليج والسعودية بالذات. 

مواقف ايران تجاه شيعة العراق, كانت مواقف تنبع من الواجب العقائدي تجاه الموالين, وصحيح أن إيران كدولة لها سياساتها واجنداتها الخاصة, والتي قد تتقاطع احيانا مع سياسة العراق كبلد, إلا انها كعقدية هي بلد إسلامي موال لأهل البيت عليهم السلام, وهذا البلد يدار من قبل المراجع الدينين. 

بعد الدعم الايراني للعراق, وفشل مخططات الغرب بفضل فتوى مرجعية النجف, عملت دوائر الغرب, على خلق هوة وفراغ بين الجماهير الشيعية العراقية والجمهورية الاسلامية, بتصوير ايران على أنها لا تريد مصلحة العراقيين, وانها السبب في تأخر البلد, وأنها عطلت مصانع العراق, لغرض تمشية مصانعها والاستفادة ماليا. 

هذه المد الاعلامي الكاذب, قد انطلى على كثير من العراقيين, وكان للحركات العلمانية والمناوئة لإيران والبعثية الدور الاكبر في ترسيخ هذه الفكرة, حتى وصلت الجرأة ونكران الجميل لان تنطلق التظاهرات في بغداد وشعارها نفس شعار البعث "بغداد حره حره ايران بره بره". 

هذا الشق في الصف الشيعي, والشرخ الكبير, لا يصب الا في مصلحة أمريكا وأذنابها, وفي مصلحة دوائر التكفير والبعث. وللأسف انغمس شبابنا في هذه الفكرة, وانطلت عليهم, وهم لا يدركون أن أمريكا والحركات الوهابية إن تسلطت عليهم ستعيد ايام البعث السوداء والمقابر الجماعية من جديد. 

مهما فعل وادعى بعض ممن يدعون التحرر, بدعاوى بالضد من ايران, ومهما حاولوا تصوير ايران على انها عدوة للشعب العراقي, إلا إن إيران ستبقى العمق الاستراتيجي لوسط وجنوب العراق, وهي ركن اساسي لدعم الشيعة العراقيين. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك