المقالات

الفساد الاداري والمالي .. الوجه الاخر للارهاب

1555 00:06:00 2007-12-29

( بقلم : داود نادر نوشي )

تعد مسألة الفساد الاداري والمالي والتي ورثناها من النظام البائد كالسرطان الذي ينهش في جسد الانسان والذي أذا ما تعاضدة جميع الايادي المخلصة والنزيهة في الحد منه ومن ثم ألقضاء عليه , فأن مستقبل العراقالاقتصادي ستترتب عليه تكاليف أقتصادية وأجتماعية وسياسية لاتحمد عقباها

ولو رجعنا الى الوراء قليلا وبالتحديد عهد النظام البائد لوجد نا أن المتنفذين من ازلام النظام واقرباء المقبورصدام كانت لهم اليد الطولى في أستشراء هذه الافه الخطيره , وكانت تقبع تحت مسميات كثيرة , كأستغلالالنفوذ والاختلاسات والرشوة وهدر الاموال ومنح الرتب والترقيات واعطاء المناصب العليا في الدولة لغيرالكفوئين والمقتدرين , وكذلك مصادرة حقوق الاخرين وما الى ذلك من تصرفات ادارية هوجاء

كل هذه السياسات الرعناء جعلت العراق يبتعد أبتعادا كليا عن الخطط والبرامج التنموية , حيث تذهب جميع الاموال الى جيوب المتنفذين واصحاب السلطة والمقربين من النظام ولهذا كانت الاثار السلبية والمدمرة للاقتصاد العراقي كبيرة , مما أدى الى ظهور حالة الفساد الاداري والمالي  والتي كانت علنية في معظم المعاملات والصفقات التجارية الداخلية منها والخارجية حتى وصلت الامور الى هرم السلطة المتقدم من خلال فضائح كوبونات النفط مقابل الغذاء والتي دفع النظام من خلالها ملايين  الدولارات الى جيوب المزمرين والمطبلين من الاعلاميين والسياسيين وذلك لتلميع الصورة المنهاره للنظام أنذاك

وبعد سقوط النظام كان امل العراقيين جميعا ان يتخلص الجسد العراقي من هذا الداء المميت , لننتقل بالاقتصادالعراقي الى مصاف الدول المتقدمة , وأن نبني عراقا على أسس مهنية , بعيدا عن تلاعبات الفساد الاداري والمالي الا انه وللاسف الشديد مازالت هذه الظاهرة موجودة وبدأت اثارها السلبية على الاقتصاد العراقي , على الرغم من كثرة المشاريع والتنمية التي يشهدها العراق 0 وأحصائيات الامم المتحدة في هذا المجال تثير القلق فينفس المواطن العراقي  وعلى ضوء ماتم ذكره فان الاقتصاد العراقي غير قادر على الخلاص من هذه التبعات والتركات الثقيلة بدون أيجاد حل جذري لتلك المعظلة الكبيرة 0

لذا أصبح من الواجب علينا ان نعالج هذا الامر من خلال قنوات النزاهة والشفافية واصدار القوانين وتطبيقها على ارض الواقع لكي نعيد الامور الى نصابها الصحيح والبدء من جديد , لكي نلحق بالركب الاقتصادي العالمي والذي وصل مراحل من النمو والرقي بحيث أصبحت المسافة فيما بيننا شاسعة جدا , ولكي لاتتلاشى صور التقدم والنمو ويحل محلها التخلف والفقر والحرمان , وحتى نصل بأقتصادنا الى التنوع وأيجاد منابعأقتصادية متنوعة بعيدا عن أيدي المتلاعبين والمفسدين بالاقتصاد الوطني ووفقا لاسس ومعايير محددة,وتوفير كافة السبل والامكانات التي من شانها القضاء على أولئك المفسدين حتى وان كانوا في الهرم الاعلى من السلطة لاسيما وان هيئة النزاهة قد ادانت مسؤولين كبار في الدولة العراقية , وقدمت لنا نماذج صارخة على ماوصلت اليه حالات الفساد الاداري والمالي

أننا نقف على مفترق طرق ولاسبيل لنا الى الوقوف بحزم وقوة مع كل المفسدين فهم وبدون أدنى شك الوجه الاخر للارهاب فكلاهما يريد تدمير العراق والعراقيين وعلى القوى السياسية أن تتعامل مع الوضع القائم تعاملا قانونيا لا سياسيا وأنهاء معانات العراقيين وفقا لما تتطلبه المصلحة العامة لكي يمنحها المصداقية لما تدعيه من اهداف وبرامج ولكي لاتتحول حياة العراقيين في المحصلة النهائية الى سوق تتداول فيها عملة رديئة أحد أوجهها الفساد الاداري والمالي ووجهها الاخر فساد القيم والاخلاق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
aleraqe
2007-12-29
هناك وجه اخر للارهاب غيرالفساد الاداري وان كان من الظلم ان نساويه مع الارهاب لكن يمكن ان نسميه بالاخطاء او البرود ازاء الاخطاء هذا الوجه اسمه (الاستيراد) فلو حسبنا فقط وعلى سبيل المثال مايستورده العراق من المشروبات الغازيه او البيض اوحتى الجبس سنويا لاستخرجنا رقما بمليارات الدولارات.. امنعوا استيراد المواد التي يستطيع العراق صنعها لتوفير الاف فرص العمل ولابعاد الشباب عن البطاله والارهاب ولابعادهم عن نظرية( الوظيفه الرسميه )المستشريه في العراق فقط
عراقي حر
2007-12-29
أثني على كلام الأستاذ داود وأؤكد أن الفساد الإداري أخطر من الإرهاب وليس الوجه الآخر له
عراقي
2007-12-29
ان الفساد الاداري في العراق لايعالج بل يجتث لانه مرتبط ان لم يكن نابع من اصول بعثية ومع كل الاسف كما فشلت الحكومة باجتثاث البعث كسلطة سياسية طبعا ليس بضغوط امريكية عربية فحسب وانما بسوء تصرف من قبل بعض المنتفعين ومن ورائهم واقولها وكل ثقة بل واكاد ااتيقن منها ان من يستعين بمن استعان بهم الظالمون كمن ينقل الجمر بيده من مكان الى اخر فأن لم يصل الى مراده احرق يديه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك