المقالات

قبل نهاية العام ..بصمات دامية في باكستان

1515 18:27:00 2007-12-28

( بقلم : بشرى الخزرجي )

مازلت أتذكر الحدث الذي هز بريطانيا في 77 2005 حينها كنت أعمل مشرفة في إحدى مدارس رياض الأطفال والصف التمهيدي، لا أنسى وقتها كيف عم الفزع عموم المدرسة التي تضم بين جنباتها عدداً مميزاً من التلاميذ المسلمين وموظفتين مسلمتين كنت أنا أحداهن، بعض المعلمات في المدرسة أخذن يهمسن ويلمزن وهن ينقلن الخبر لي ولزميلتي المعلمة المسلمة من أصل باكستاني.

حينها أحسست بشعور غريب لا أستطيع وصفه كان خليطا من الألم والخجل، الم وحسرة على قيمنا الإسلامية المباحة على أيدي أناس لا يعرفون الرحمة ولا يؤمنون بحقوق الآخرين يعبثون بتعاليم الدين كيفما آشتهت أنفسهم الأمارة بالسوء. وخجل من نظرة المجتمع الذي نعيش بينه وفي كنفه فكما يقول المثل (الخير يُخيّر والشر يُغيّر) فالخير بما يحمل من معانٍ إنسانية ينشر الصلاح والتسامح والمحبة والتفاهم والحوار الناضج النافع بين الناس بمختلف أديانهم وثقافاتهم، وعكس ذلك الشر فهو نار تحرق معاني العيش بسلام في المجتمعات المتحضرة.ان الشر المتمثل بالإرهاب العالمي يرمي بظلاله على حياة الناس، فالفرد في المجتمع يحس ويتأثر بما حوله خصوصا إذا كان ما يصيب العالم من إرهاب وقتل يمس روح العقيدة الإسلامية شئنا أم أبينا ونحن نلمس تأثير الإرهاب المتطرف وأفكاره الهدامة على نظرة المجتمعات الغربية لنا كمسلمين وإن كنا لا نتبنى هذا الوباء السرطاني المتمثل بالتكفير والتجريح بمقدسات الآخرين، ولأن التكفير ونشر الكراهية وما يلحقه من قتل النفس المحرمة أمر مرفوض وممقوت وإن كان بحجة إلفات النظر لمعاناة المسلمين في بعض البلدان! فإن من واجب الجميع وعلى رأسهم علماء المسلمين عامة وعلماء مملكة آل سعود خاصة أن يقفوا ِبوجه هذا التهريج الفكري المتبني للتكفير والقتل في العالم ..

 واليوم ونحن نرى مشهداً آخر من مشاهد القتل الوهابي القاعدي والضحية هذه المرة رئيسة وزراء باكستان السابقة زعيمة حزب الشعب السيدة بي نظير بوتو التي عادت من منفاها في لندن لتقف بوجه العنف الطائفي ومحاولة إصلاح وضع البلاد المتأزم والمتجاذب بفعل الأفكار التكفيرية المنتشرة في المجتمع الباكستاني، وحين قالت كلمتها بوجه الإرهاب والتخلف، متبنية فكرة العمل على نشر الديمقراطية في البلاد والتعايش السلمي، نالها غدر أبناء جلدتها لتكون آخر ضحايا الإرهاب القاعدي قبل نهاية العام 2007.

بشرى الخزرجي_لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك