( بقلم : بشرى الخزرجي )
مازلت أتذكر الحدث الذي هز بريطانيا في 77 2005 حينها كنت أعمل مشرفة في إحدى مدارس رياض الأطفال والصف التمهيدي، لا أنسى وقتها كيف عم الفزع عموم المدرسة التي تضم بين جنباتها عدداً مميزاً من التلاميذ المسلمين وموظفتين مسلمتين كنت أنا أحداهن، بعض المعلمات في المدرسة أخذن يهمسن ويلمزن وهن ينقلن الخبر لي ولزميلتي المعلمة المسلمة من أصل باكستاني.
حينها أحسست بشعور غريب لا أستطيع وصفه كان خليطا من الألم والخجل، الم وحسرة على قيمنا الإسلامية المباحة على أيدي أناس لا يعرفون الرحمة ولا يؤمنون بحقوق الآخرين يعبثون بتعاليم الدين كيفما آشتهت أنفسهم الأمارة بالسوء. وخجل من نظرة المجتمع الذي نعيش بينه وفي كنفه فكما يقول المثل (الخير يُخيّر والشر يُغيّر) فالخير بما يحمل من معانٍ إنسانية ينشر الصلاح والتسامح والمحبة والتفاهم والحوار الناضج النافع بين الناس بمختلف أديانهم وثقافاتهم، وعكس ذلك الشر فهو نار تحرق معاني العيش بسلام في المجتمعات المتحضرة.ان الشر المتمثل بالإرهاب العالمي يرمي بظلاله على حياة الناس، فالفرد في المجتمع يحس ويتأثر بما حوله خصوصا إذا كان ما يصيب العالم من إرهاب وقتل يمس روح العقيدة الإسلامية شئنا أم أبينا ونحن نلمس تأثير الإرهاب المتطرف وأفكاره الهدامة على نظرة المجتمعات الغربية لنا كمسلمين وإن كنا لا نتبنى هذا الوباء السرطاني المتمثل بالتكفير والتجريح بمقدسات الآخرين، ولأن التكفير ونشر الكراهية وما يلحقه من قتل النفس المحرمة أمر مرفوض وممقوت وإن كان بحجة إلفات النظر لمعاناة المسلمين في بعض البلدان! فإن من واجب الجميع وعلى رأسهم علماء المسلمين عامة وعلماء مملكة آل سعود خاصة أن يقفوا ِبوجه هذا التهريج الفكري المتبني للتكفير والقتل في العالم ..
واليوم ونحن نرى مشهداً آخر من مشاهد القتل الوهابي القاعدي والضحية هذه المرة رئيسة وزراء باكستان السابقة زعيمة حزب الشعب السيدة بي نظير بوتو التي عادت من منفاها في لندن لتقف بوجه العنف الطائفي ومحاولة إصلاح وضع البلاد المتأزم والمتجاذب بفعل الأفكار التكفيرية المنتشرة في المجتمع الباكستاني، وحين قالت كلمتها بوجه الإرهاب والتخلف، متبنية فكرة العمل على نشر الديمقراطية في البلاد والتعايش السلمي، نالها غدر أبناء جلدتها لتكون آخر ضحايا الإرهاب القاعدي قبل نهاية العام 2007.
بشرى الخزرجي_لندن
https://telegram.me/buratha