المقالات

الخطبة الاولى مهدت للثانية


 

الخطبة الاولى وكانها تمهيد وتذكير لبعض المفردات التي وردت في الخطبة الثانية ، ومن اراد ان يفسر او يؤول ما جاء في الخطبة الثانية عليه الرجوع الى الاشارات وحتى الواضحات التي ذكرها الشيخ الكربلائي في الخطبة الاولى . 

تعدد الانبياء والائمة يعني الحياة في تطور ويجب ان تكون هنالك تشريعات تواكب هذا التطور، التطور ليس المقصود فيه علميا او حضاريا فهذا الامر لا يحتاج الى فتوى بل انه بالفطرة من الضروريات وحتى الواجبات فتطوير وسائط النقل والعمران والتكنلوجيا كلها امر ضروري بحد ذاته ولكن عندما تستخدم هذه العلوم ضد الانسان هنا ياتي دور التشريع السماوي لمنع هذا الاستخدام وليس العلم . 

ومع تطور الحياة تطور الفساد والاصلاح، تطور الخير والشر ، والمعركة قائمة والمصلحون يتعاقبون كل حسب موقعه ، وفي بلدنا معركة شرسة بين الفساد والاصلاح ، وهنا جاءت اشارة المرجعية لضرورة الاصلاح ، ومتبنيات الاصلاح هي كما ذكرها الكربلائي واهمها" قادة الاصلاح لابد ان تتوفر فيهم صفات حتى يتمكنوا من قيادة الحركة الاصلاحية، تبليغ الناس بهذا المنهاج المتكامل للحياة، تطبيق المنهج الاصلاحي بتمامه على انفسهم، توفّر الصفات الفضلى من الورع والتقوى وغيرها مما يجعلهم قادة قادرين على حركة الاصلاح، توفر مقومات القيادة ان يقودوا المجتمع في حركة الاصلاح"، وهذا الامر متوفر ومتمثل بالمرجعية ولكن الشطر الثاني وهي الجهة المعنية بالتنفيذ فان نتائج الاصلاح لايمكن ان نراها ان لم تنفذ بحذافيرها ، والمنفذ هو الشعب والطبقة السياسية ، فالنصيحة لا تحدث تاثيرها اذا كان المعني لا يلتزم بها . 

الشارع العراقي يتوجه الى المرجعية لكي يصدر منها ما يخلصه من ازمته ، وهذا التوجه جاء عن تجارب لمواقف المرجعية التي كان لها الاثر الواضح في الازمات الخطيرة منذ سقوط الصنم وحتى هجمات داعش ، ولازالت المرجعية تتابع الاوضاع العراقية عن كثب وبكل مفاصلها . 

فتوى الجهاد الكفائي نجحت واخذت صداها لان هنالك رجال التزموا بها فكانت النتيجة القضاء على داعش وتحرير الارض ، بالرغم من ان للمرجعة مواقف سابقة لانقاذ العراق من المؤامرات التي تحاك ضده فالبعض منها جاء الالتزام جزئي والبعض اهملت ، ولان الدوائر الصهيونية التي لا تريد للعراق الخير تعلم علم اليقين دور المرجعية في احتواء مفاسدهم تراهم عملوا على محورين وبمؤازرة الاعلام الماجور ، الاول خلق طبقة سياسية فاسدة لا تلتزم بنصائح المرجعية ، والثاني الترويج الاعلامي لتشكيك الشارع العراقي بمواقف المرجعية منها عدم ضرورة التقليد واين تذهب اموال الخمس ونشر فكرة الالحاد ،هذه الطبقة السياسية والشعب العراقي هما جزء مكمل لحركة الاصلاح التي تبدا بارشادات المرجعية ، ولان هذه الدوائر لا تستطيع ان تحتوي المرجعية او تدرس كيف تفكر المرجعية لجات الى الطرفين الاخرين الطبقة السياسية والمواطن العراقي . 

واكثر من مرة كررت المرجعية عبر خطبة الجمعة على التغيير وهو ان يبدا المواطن باصلاح نفسه فاذا اصلحها تحول الى اصلاح مجتمعي واذا اصبح اصلاح مجتمعي فان الطبقة السياسية ترضخ شاءت ام ابت للارادة الاصلاحية المجتمعية . 

عجبا على من يلوذون بالمرجعية لانقاذهم من محنتهم هذه ، الم تنصحكم المرجعية سابقا ؟ لماذا لم تلتزموا ؟ فاذا كنتم غير مقتنعين فلماذا مطالبتكم لها بالتدخل؟ واذا كنتم مقتنعين فلماذا لم تلتزموا بنصائحها ؟ 

نظرة دقيقة لنصائح المرجعية الى المجاهدين والشباب والاطباء والخطباء ستجدون بين طياتها منهجا عصريا اصلاحيا لا ينفذ منه راس الابرة . 

الخطبة الثانية لهذا اليوم اشارت لمواقف سابقة للمرجعية دعوني اذكركم باحداها ، في 19 اذار 2004 اكد سماحة السيد السيستاني في رسالة بعثها للاخضر الابراهيمي بعدم الاشارة الى قانون ادارة الدولة البريمري في اي قرار يخص العراق واكد سماحته ان تقسيم الرئاسات كردي وسني وشيعي يقود البلد الى ما لايحمد عقباه ، وبالفعل لم تشر قرارات الامم المتحدة لذلك لكن الطامة الكبرى الطبقة السياسية في العراق هي التزمت به وكما اكد الكربلائي في خطبة اليوم الاولى ان هذه الطبقة تعمل من اجل مصالحها ونص ما قاله الكربلائي (هذه الطبقة هي الاكثر تمردا ورفضاً للحركة الاصلاحية بسبب استكبارها وخشيتها من فوات مصالحها السياسية ومصالحها الدنيوية وأنفها واستعلائها على الحركات الاصلاحية وهي الطبقة الاكثر خطراً على الحركة الاصلاحية والاكثر ضرراً بالحركة الاصلاحية) ، وبالفعل انظروا الى ما نعاني منه اليوم . 

بعد ان يتم تشكيل الحكومة يقوم البعض منهم بزيارة المرجعية وتستقبلهم افضل استقبال وتقدم لهم النصح والارشادات ، وحالما يخرجون من عندها يعملون العكس ، المرجعية تستقبلهم بعد التنصيب وليس قبل التنصيب حتى لا يقال ان المرجعية هي من تدخلت ونصبت ، واخيرا اغلق بابه السيد ليقل للشعب العراقي انا غير راض عن اداء الحكومة فعليكم بالتغيير ، ولكن للاسف الشديد الاستجابات كانت بين الضعيفة والفوضوية وكان محاربة الفساد شتائم وانتقاص على مواقع التواصل الاجتماعي وبقية مواقع النت 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك