المقالات

السماح بتجديد شرعية الوجوه الراهنة..! 

2129 2018-04-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

دعونا نقوم بمحاولة ترتيب الأفكار في عقولنا، ودعونا أيضا نطلق العنان للأسئلة الحيرى، التي تدور بلا توقف في رؤوسنا، فمن المؤكد أن ذلك سيخفف من وطأة ما نحن فيه بعض الشيء.

بين تلك الأسئلة الجريئة؛ هوهل بالإمكان القيام  باصلاح سياسي،  في أحضان البيئة السياسية القائمة؟ 

للإجابة فإن من المؤكد؛ أن حديث النخب السياسية وجماعات الرأي، عن ضرورة الإصلاح السياسي وبالشكل الدائر اليوم، لا يعطي صورة عن ما يجب أن يكون، لأن أي من المتعاطين مع الموضوع، يضع أولوياته الذاتية والإنتمائية في المقدمة، ولذلك لا يمكن أخذ حديث الإصلاح بحسن نية، على صعيدي الوعى والفكر، وعلى صعيد الممارسة.

الإصلاح  كمشروع؛ يصطدم بصعوبة تحقيقه، ليس بسبب الشعارات والاطروحات التي يرفعها، أو تلك التي ينادي بها، فتلك تدغدغ مشاعر كثير من التواقين، لأى شكل من أشكال الإصلاح، ولكن لأن الذين يطرحون هذا الخطاب، غالبا ما يكونوا ليسوا مؤهلين، سواء من ناحية إيمانهم الفعلي بالإصلاح، أو قدرتهم على صياغته بشكل نزيه، أو لعدم قدرتهم على تلبية متطلباته؛ على أنفسهم ومريديهم. 

 بهذه الكيفية؛ تفقد موضوعة الإصلاح فرصة إحداث توازن، بين ما هو ذاتي وماهو موضوعي. الحقيقة أن المنادين بالإصلاح، فشلوا في إقناع أنفسهم بما يتحدثون عنه، فما بالك بإقناع الجماهير العريضة، والسبب أن أصحاب هذا الخطاب، يفكرون من خلال نموذج قائم، لم يستطع أن يقاوم الفشل. 

المحصلة، أن النموذج القائم؛ عندما يتم إتخاذه كأساس للإنطلاق، فإنه سيكون قيدا ضاغطا، رغم عيوبه وقصوره وفشله، الأمر الذي من شأنه إحتواء الطرح الإصلاحي، وإفراغه من مبرراته ونواياه وأدواته، وسيتحول الخطاب الإصلاحي وبسرعة، الى نشاط تبريري يعمل على إعادة صياغة المطالب الإصلاحية، بما يشابه الوضع القائم، وكأن شيئا لم يكن!

الخطاب الإصلاحي الراهن؛  يعتقد أن ليس بالإمكان أفضل من ما كان، وأن ما أنجزناه هو قصارى جهدنا، وأننا قدمنا أفضل ما لدينا من قدرات، وأن الساعة لو عادت الى الوراء، الى خمسة عشر عاما مضت، لفعلنا نفس ما فعلناه، بل ثمة من يعتقد أن الذي فات يمكن عده من المعجزات!

الطرح الإصلاحي ومنذ أن بات قيد التداول، لم بحاول مراجعة البنية القائمة، بل أبقى على مركز القرار السياسي على وضعه القائم، وأبقى مفاتيح الحل والربط بيده، وفي حالات كثيرة منحه صفة القداسة، ولذلك سنبقى على مسافة بعيدة جدا، عن أى امكانية للإصلاح اوالتغيير.

 كلام قبل السلام: الطرح الإصلاحي الراهن، ليس إلا مجرد مسار يسمح  بتجديد "شرعية" الوجوه الراهنة، أو اكسابها شرعية جديدة، دون المساس بالوضع الراهن..! 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك