المقالات

السماح بتجديد شرعية الوجوه الراهنة..! 

2482 2018-04-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

دعونا نقوم بمحاولة ترتيب الأفكار في عقولنا، ودعونا أيضا نطلق العنان للأسئلة الحيرى، التي تدور بلا توقف في رؤوسنا، فمن المؤكد أن ذلك سيخفف من وطأة ما نحن فيه بعض الشيء.

بين تلك الأسئلة الجريئة؛ هوهل بالإمكان القيام  باصلاح سياسي،  في أحضان البيئة السياسية القائمة؟ 

للإجابة فإن من المؤكد؛ أن حديث النخب السياسية وجماعات الرأي، عن ضرورة الإصلاح السياسي وبالشكل الدائر اليوم، لا يعطي صورة عن ما يجب أن يكون، لأن أي من المتعاطين مع الموضوع، يضع أولوياته الذاتية والإنتمائية في المقدمة، ولذلك لا يمكن أخذ حديث الإصلاح بحسن نية، على صعيدي الوعى والفكر، وعلى صعيد الممارسة.

الإصلاح  كمشروع؛ يصطدم بصعوبة تحقيقه، ليس بسبب الشعارات والاطروحات التي يرفعها، أو تلك التي ينادي بها، فتلك تدغدغ مشاعر كثير من التواقين، لأى شكل من أشكال الإصلاح، ولكن لأن الذين يطرحون هذا الخطاب، غالبا ما يكونوا ليسوا مؤهلين، سواء من ناحية إيمانهم الفعلي بالإصلاح، أو قدرتهم على صياغته بشكل نزيه، أو لعدم قدرتهم على تلبية متطلباته؛ على أنفسهم ومريديهم. 

 بهذه الكيفية؛ تفقد موضوعة الإصلاح فرصة إحداث توازن، بين ما هو ذاتي وماهو موضوعي. الحقيقة أن المنادين بالإصلاح، فشلوا في إقناع أنفسهم بما يتحدثون عنه، فما بالك بإقناع الجماهير العريضة، والسبب أن أصحاب هذا الخطاب، يفكرون من خلال نموذج قائم، لم يستطع أن يقاوم الفشل. 

المحصلة، أن النموذج القائم؛ عندما يتم إتخاذه كأساس للإنطلاق، فإنه سيكون قيدا ضاغطا، رغم عيوبه وقصوره وفشله، الأمر الذي من شأنه إحتواء الطرح الإصلاحي، وإفراغه من مبرراته ونواياه وأدواته، وسيتحول الخطاب الإصلاحي وبسرعة، الى نشاط تبريري يعمل على إعادة صياغة المطالب الإصلاحية، بما يشابه الوضع القائم، وكأن شيئا لم يكن!

الخطاب الإصلاحي الراهن؛  يعتقد أن ليس بالإمكان أفضل من ما كان، وأن ما أنجزناه هو قصارى جهدنا، وأننا قدمنا أفضل ما لدينا من قدرات، وأن الساعة لو عادت الى الوراء، الى خمسة عشر عاما مضت، لفعلنا نفس ما فعلناه، بل ثمة من يعتقد أن الذي فات يمكن عده من المعجزات!

الطرح الإصلاحي ومنذ أن بات قيد التداول، لم بحاول مراجعة البنية القائمة، بل أبقى على مركز القرار السياسي على وضعه القائم، وأبقى مفاتيح الحل والربط بيده، وفي حالات كثيرة منحه صفة القداسة، ولذلك سنبقى على مسافة بعيدة جدا، عن أى امكانية للإصلاح اوالتغيير.

 كلام قبل السلام: الطرح الإصلاحي الراهن، ليس إلا مجرد مسار يسمح  بتجديد "شرعية" الوجوه الراهنة، أو اكسابها شرعية جديدة، دون المساس بالوضع الراهن..! 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك