المقالات

رغم التحالف الثلاثي.. "الرقم الشيعي" سيظل الاصعب

1557 14:45:00 2007-12-26

( بقلم : اسعد راشد )

لم تكن زيارة "طارق الهاشمي" رئيس الحزب الاسلامي الى اقليم كردستان مفاجأة للمراقبين ولا لللاعبين الرئيسيين على الساحة العراقية ومشهدها السياسي فهي تأتي بعد جولات وصولات بين الطرفين الكرديين والطرف السني حيث كما قال رموز الحزب المذكور مامعناه بان التفاهمات كانت جارية بين الاطراف الثلاثة منذ سنة الا ان توقيع "مذكرة التفاهم" جاء ليكرس الامر ويوضح "الهاشمي" في مؤتره الصحافي بان الامر لم يرقى لمستى "التحالف"!

الا ان الطرف الكردي اراد اعطاء الزيارة بعدا سياسيا يلقى صداها في بغداد وبالذات لدي الاطراف الشيعية التي تقود الحكومة ولذلك حرص الجانبين الكردي والسني ايصال رسالة الى حكومة الدكتور المالكي كلّ بطريقته الخاصة ‘ فالسيد جلال الطالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني يقول " ان الاتفاق هو خطوة مهمة لتشكيل حكومة وطنية" فيما ذهب "عبد الله سليم " الذي وجد ان حزبه و"جبهة التوافه" اصبحا خارج المعادلة السياسية خصوصا بعد تقدم مجلس انقاذ وصحوة الانبار بمرشحيهم كبدلاء للمنسحبين من تلك الجبهة فقد صرح لجريدة "الشرق الاوسط" : بان "ان مذكر التفاهم التي وقها الحزب اول من امس مع الحزبين الكرديين الرئيسيين في البلاد تعد "رسالة الى المالكي" مفادها ان القوى الكردية والسنية قد تتحالف فيما بينها في مواجهة الاحزاب الشيعية "

بالطبع التحالف الكوردستاني يسعى بدوره للحصول على التنازل من الائتلاف فيما يخص بعض الملفات العالقة التي يجري التفاهم حولها وحسب مصادر السياسية فان الظروف المحلية وحتى الاقليمية مازالت غير ناضجة لتنفيذ "بنود" الاتفاق بين الائتلالف والتحالف الكوردستاني فيما الطرف الكوردي يصر على الامر دون مراعاة للظروف السياسية والامنية القائمة في المنطقة ويسعى من خلال بعض الحراكات السياسية للتعجيل بالامر وهو ما ادى الى ان يفسر بعض المراقبين بان "مذكر التفاهم" الثلاثي موجه ضد الشيعة خاصة وان بعض التصريحات التي ادلى بها بعض اطراف التحالف الثلاثي مثل اللويح ال1ي ادلى به النائب محمود عثمان حول "استخدام ورقة الانسحاب من الحكومة لتنفيذ مطالب الاكراد" وهو تصريح بالطبع يناقض تصريح اخر أكد عليه النائب عثمان عندما قال "ان التحالف الكوردستاني يسعى لضم الحزب الى التحالف الرباعي ليصبح تحالفا خماسيا " نافيا في الوقت ذاته ان "يكون التحالف الكردي ـ السني الجديد ورقة ضغط ضد حكومة المالكي لتنفيذ مطالب السنة"

والمثل الشهير يقول "لا دخان بدون نار" وهذا ايعني ان ما يتداوله المراقبين قد يكون في بعض جوانبه صحيحا خاصة وان ان لاطراف المذكورة يقرأون ما يتداوله الاعلام ويجسون النبض في نفس الوقت ما يصرحون به في هذا الخصوص وهذا ما يجعل بحد ذاته يكفي لكي نعرف ان هناك فعلا محاولات للضغط على المالكي وعلى الشيعة من قبل الاكراد والتصريحات هي خير دليل وكذلك جاءت زيارة الوفد الكوردي برئاسة "نيجرفان البارزاني" الى بغداد والنجف لتؤكد هذه الحقيقة خاصة بعد اعلان مسعود البارزاني في مؤتمر صحفي مشترك عقده في منتجع دوكان شمال مدينة السليمانية مع رئيس الجمهورية السيد جلال ورئيس الحزب الاسلامي "طارق الهاشمي" بان (( الوفد الكردي عاد من بغداد دون ان يحقق شيئا)) ..

وهنا يطرح التساؤل نفسه :

هل يستطيع الكورد الانفراد مع الحزب الاسلامي لفرض شروط ومطالب على الشيعة ؟ وهل من صالح الكورد اسقاط حكومة المالكي الذي يمثل "الائتلاف الشيعي" في قيادته للدولة العراقية ؟

وهل يثق الكورد بالحزب الاسلامي المعروف بتوجهه العنصري والطائفي وكان رئيسه لحد قبل التوقيع على مذكرة التفاهم يرفض تفعيل المادة رقم "140" من الدستور العراقي وهو من الذين وقفوا بقوة في وجه القضاء وحكمه الصادر بحق جزار الكورد "الكيماوي" ورفيقه في حملة الانفال "سلطان هاشم" فما عدى مما بدى ان يتحول الهاشمي بين ليلة وضحايا من ذئب قاتل الى "حمل وديع" ؟!

لنجيب باختصار ..

الكورد يعلمون جيدا وهم يقرأون الاحداث بفطنة ان سقوط حكومة المالكي ليس في مصلحتهم بل سيضرهم لان البديل لن يكون بافضل من المالكي خاصة وان الدول الاقليمية العربية تسعى ومنذ فترة طويلة لاسقاط حكومة يقودها الائتلاف والاتيان بحكومة يرأسها من بدأ يحرض بعض "العشائر" وزعماءهم ـ وهم اقلية وشرذمة ـ في الجنوب الشيعي ضد الفيدرالية وضد ضم كركوك الى الاقليم الكوردي اي "الدكتور علاوي" وهو يدفع الملايين التي تضخ اليه من دول الجوار لتحقيق هذا الامر ولعل ظهور ما يسمى باحد رؤساء العشائر الجنوب قبل ايام في برنامج الجزيرة "المشهد العراقي" وهو كاظم العنيزي جالسا في احدى استوديات الجزيرة في "عمان" او "الدوحة" ورفضه الصريح لضم كركوك الى كردستان العراق وحديثة السخيف ضد الفيدرالية وتخرصاته حول التدخل الايراني في الجنوب وهويته العربية كلها تدل على ان ليس هناك اقوى من الائتلاف الشيعي وافضل حليف للكورد والمعلوم ان نهج الدكتور علاوي ومن على شاكلته من امثل الهاشمي وغيره لا يختلف عن نهج البعث والشوفينيين الاعراب .

الاقليم الشيعي يتمتع بميزات كثيرة تضاهي تلك الموجودة في كوردستان اضعاف مضاعفة وهي اليوم التي تصدر النفط العراقي وتملك مفتاح 80% من نفط العراق واحتياطياته وهو الذي يضخ الى ميزنية اقليم كردستان 17% من وارداته بعد ان يتم استقطاعها من ميزانية حكومة المركز فلا يتصور احدا ان الشيعة رقم سهل بل هو الاصعب في المعادلة العراقية لا يضاهيه رقم ومن يقول ذلك لا يفهم في السياسة او لا يعقل شئيا .

السنة واقاليمهم مجتمعة اراضي جدباء فيها الجرابيع والجرذان وقفاري يباب اضيفت اليها مؤخرا "ضباع" القاعدة والاعراب المتعشطين للدماء ‘ تلك الاقاليم تطمع في ان تكون" كركوك" النفطية امتدادا لمحافظة صلاح الدين وانها ترفض بشدة ضمها الى الاقليم الكردي وهذا ما أكده تصريح "الدليمي" و"المطلق" ضد "مذكرة التفاهم" الثلاثية كما جاء في تصريح الدليمي الهزاز حيث انتقد "بنود التفاهم " اما صالح المطلق البعثي المعروف فقد اعتبر " ان ماجرى توقيعه وبدون علم شركاء حقيقين في الجبهة يثير كثيرا من علامات الاستفهام ‘ في الوقت الذي يحتدم فيه الجدل حول مدينة كركوك والعقود النفطية التي وقعتها حكومة اقليم كوردستان مع الشركات الاجنبية" وأضاف الطلق في حديثه لراديوا سوا "ان هذه العقود جرى توقيعها خارج نطاق الدستور والقانون" على حد قوله ..

هذا اذا علمنا ان اسقاط حكومة المالكي ـ افتراضا ـ سوف يقلب الاوضاع ويعيد الفوضى الى البلاد بمعنى ان عدم الاستقرار في الاوضاع وتدهور الحالة الامنية لن يجدي شيئا بل يفتح ابواب جهنم امام المناطق الغربية وكركوك وان ميليشيات البعث والقاعدة الارهابية سوف تتدفق لتنفيذ مخططاتها وخربطة الاوراق على الطرف الكوردي بالدرجة الاولى وهذا الامر قد لا يبوح به لا الهاشمي ولاحزبه الا ان اطراف اخرى في جبهة التوافه لهم مواقف ثابتة في هذا الخصوص .

اذن على اخينا عثمان ان لا يهدد بالانسحاب فالشيعة قد عرفوا اللعبة السياسية وهم كـ"غيرهم" يلعبون سياسيا ولكن في الوقت نفسه تبقى المبادئ مبادئ وهي ثابتة .. وبذكرنا الاقليم الشيعي نود ايضا ان نعرج الى المرجعية الشيعية في النجف والتي مازالت تشكل صمام الامان لشيعة العراق والعراق ولما تجد المرجعية ان الخطوط الحمراء قد انتهكت او على وشك السقوط فعندها للشيعة رقمهم وهو رقم يصعب بلعه او الغاءه اليوم او تهميشه .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ali
2007-12-29
شكرا يا اخ اسعد المقال ممتع حقا واتمنى ان تكون حكومتنا على قدر المسؤولية خاصة وان عدونا نعم عدونا اذا سمحت (براثا) من النوع الذي لا ياْبه لدين او اخلاق واْ عتقد ان اكثر من اربع سنين كافية لتعلمنا حقيقة هؤلاء الناس ثم ان الحق لا يسترد واأن استرد لا يحتفظ به عن طريق.. اللهم انك اكرمتنابهلاك الطاغية صدام فاتمم علينا كرمك بهلاك من تبقى من طواغيت
حسن
2007-12-27
هذا المقال للاسف عبارة عن تكشير انياب طائفي و يجب على الموقع عدم نشر مثل هذه المقالات .. هذه هي الطائفية بعينها و ماكو طائفية اكثر من هيج!!
صرخة الم
2007-12-27
شكرا يا اخ اسعد المقال ممتع حقا واتمنى ان تكون حكومتنا على قدر المسؤولية خاصة وان عدونا نعم عدونا اذا سمحت (براثا) من النوع الذي لا ياْبه لدين او اخلاق واْ عتقد ان اكثر من اربع سنين كافية لتعلمنا حقيقة هؤلاء الناس ثم ان الحق لا يسترد واأن استرد لا يحتفظ به عن طريق.. اللهم انك اكرمتنابهلاك الطاغية صدام فاتمم علينا كرمك بهلاك من تبقى من طواغيت انك القادر المنتقم اللهم امين.
سالم علي
2007-12-26
اشكر الاخ اسعد راشد على هذا المقال وانا من المتابعين لكتاباته القيمة ونعم والف نعم وبكل تاكيد سوف يبقى وسيظل الرقم الشيعي الاصعب في المعادلة السياسية في العراق
محمد الحلي
2007-12-26
اتعجب من هذا المنطق تكيل الشتائم على جميع ابناء العراق الا ماغفر له ربي لماذا ولمصلحة من هذا . ابناء العراق شعب واحد لا يتقسم .ثم اليست هذه الديمقراطيه التي شارك فيها (12)مليون عراقي البست العمليه الديمقراطيه .وهناك موضوع اخر اوجه نضرك اليه وهو ان ارض العراق ارض خيرات في كل شبر ا فيه .اما عندما تتكلم عن محافظة الانبار فيوجد تحتها ارضهااكبر حقل للغازوالفوسقات والنفط واليورانيم واللسمت والرمل المزجج ...الخ.وفوق الارضها الماء الماء الماء وشكرا للوكاله ان نشرت التعليق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك