بقلم : سامي جواد كاظم
جهتان ولكل جهة اكثر من طرف هم اصحاب اليد الطولى في التاثير على الاحداث التي تجري في العراق سياسيا وعسكريا . ففي العراق شعب رائع مغلوب على امره يتحكم في مسالكه القوات الامريكية والقوات العراقية والجماعات المسلحة الارهابية والمليشيات بوجهيها الصحوة وجيش المهدي وبين هذا وذاك هنالك مجاميع مسلحة ذات اهداف متضاربة فبعضها يتعرض للقوات الامريكية واخر للخطف والتسليب وثالث للاغتيال ورابع لمواجهة القوات الحكومية العراقية ، والمهم من هذا هل ان هنالك تعاون بين من قد تتفق اهدافه ولو علنا وبعيدا عن المخفي ؟! هذا هو فحوى مقالي .
والاهم هو هل تتعاون القوات الامريكية عندما تقدم على عمليات دهم وغارات على مواقع الارهابيين وما تحصل عليه من معلومات قيمة وعلى اعتبار ان الحكومة العراقية شريكة معهم في سبيل تحقيق هدف واحد معلن وهو القضاء على الارهاب . ولكننا نرى من خلال سير الاحداث ان القوات الامريكية اذا حصلت على معلومة مهمة لا تطلع عليها الجانب العراقي واذا ما حصلت القوات العراقية على معلومة مهمة فاننا نرى القوات الامريكية تعمل جاهدة على سحب المعلومة من القوات العراقية او احداث عملية عسكرية لوأد المعلومة التي حصلت عليها القوات العراقية ، وهذه المعلومات مهمة وعلى الاغلب الاعم ان هذه المعلومات تظهر دور القوات الامريكية في ما يحصل من احداث دامية في العراق واصبح من المسلم به لدى العراقيين بان القوات الامريكية وادارتها لو ادعت ان في البحر ماء فان الشعب العراقي لم ولن يصدق بها ابدا وعلى الاطلاق .
ان ما اكتب لا يكون ذات معنى بالرغم من انه واقع ملموس من قبل كل عراقي عايش الاحداث اول باول ناهيك عن ما يعلمه من في الخارج عن تفاصيل اكثر من خلال صحف العالم ، ولكن ما هو الدليل الذي اعتمدته انا على ان القوات الامريكية غير متعاونة مع القوات العراقية بل انها متواطئة مع بعض المجاميع الارهابية على حساب الحكومة والشعب العراقي ؟!!!
الكل يذكر الغارة الامريكية التي ادت الى قتل الارهابي الاردني الزرقاوي ، وما ان تمت الغارة حتى طوقت القوات الامريكية المكان ولم يسمحوا ابدا للقوات العراقية بالاقتراب او الدخول الى مكان الحادث ، وقاموا بعمليات تنقيب وتفتيش واخذت ما عثرت عليه من مستمسكات مهمة جدا وغادرت المكان بعد ما تاكدت انها ما تركت سوى ( الفضالة ) التي لا تنفع .نعم ادعت القوات الامريكية انها عثرت على معلومات مهمة ولكن ما هي هذه المعلومات ؟ وهل اطلع عليها الجانب العراقي ؟
عندما اعلن الناطق باسم الداخلية ان العشائر في الانبار قتلت ابو عمر المصري نجد سرعان ما ظهر تكذيب من قبل القوات الامريكية لهذا الخبر وكانوا على حق ولكن كيف استطاعوا من معرفة ان المقتول ليس المصري ؟ والمعروف انه على اقل تقدير يحتاجون الى اربعة وعشرين ساعة مع سرعة الوصول الى الجثة لاختبارات الحمض النووي ، كيف عرفت القوات الامريكية ان المقتول ليس ابو عمر المصري وهي لم تكلف نفسها بالاطلاع على جثة المقتول ولا مكان الحادث ؟
اكثر من مرة تقوم القوات الامريكية باقتحام مكاتب حزب او وزير وتصادر اجهزة الحاسوب في هذه الاماكن المقتحمة من قبلهم مع اخذ ما تعثر عليه من اوراق ومستندات ، وما هذا الاقتحام الا لتاكدها او لنقل لشكها ان في هذا المكان معلومة ما كان يجب للجانب العراقي ان يطلع عليها .سمع الكثير الاخبار التي تقول ان القوات الامريكية قصفت مكان لحفلة زفاف او مستشفى او منزل متروك وكانت هذه الاصابات بين الخطا والصواب ، ومن هذه الغارات كانت لها غارة على مكان قرب سنجار وجاء بالصدفة هذا القصف فعلى ماذا عثرت القوات الامريكية في هذا المكان ؟
سنجار المحاطة بصحراء معزولة كانت لفترة طويلة محطة للمقاتلين الأجانب. ويُعتقد بأن الغارة التي قامت بها القوات الأميركية على خلية المتمردين في هذه المنطقة كانت تهرّب ما يصل إلى 90 بالمئة من كل المقاتلين الأجانب إلى العراق، بحسب مسؤولين عسكريين أميركيين. وقد تمّت الغارة في ساعات الفجر الأولى من الحادي عشر من سبتمبر، حيث قامت مجموعة من الجنود التابعين للقوات الأميركيين بتشكيل طوق حول عدد صغير من الخيم تبعد 10 كيلومترات عن الحدود السورية. وقد أسفرت عملية إطلاق النار عن مقتل 6 عناصر في الخارج، فيما قتل إثنان حين كان أحدهما يتأهب ليزرر نفسه بحزام إنتحاري، إضافة الى قائد بارز في قاعدة بلاد الرافدين المعروف بـ (المثنى) على حد قوله.
وإضافة الى 18 ألف دولار وأسلحة معدّة كانت بحوزتهم، فقد تم العثور على (خمسة آلاف جيجابايت من المعلومات ... خمسة آلاف جيجابايت من المعلومات.... خمسة آلاف جيجابايت من المعلومات التي تشمل استمارات تفصيلية يقوم بتعبئتها المقاتلون القادمون إلى العراق. معلومات عن خلفية أكثر من 900 مقاتل قد تم العثور عليها، أو 750 إستمارة بعد حذف الإستمارات المزّورة أو الاستمارات غير المستكملة.بعد ما كان يدخل نحو 60 مقاتلاً شهرياً خلال الصيف. فقد انخفض العدد بصورة حادة في تشرين اول إلى نحو 40، جزئياً كنتيجة للغارة على سنجار، كما يقول مسؤولون أميركيون.
خلية سنجار كانت المسؤولة عن عمليات تهريب المقاتلين الأجانب عبر الحدود من القائم، في الأنبار، وحتى الحدود مع تركيا، على طول 300 كيلومتراً. في مقابل العدد القليل من المقاتلين فهناك أكثر من 25000 محتجز في مراكز الإعتقال الأميركية في العراق ، فنحو أربعة من كل خمسة محتجزين في مراكز التوقيف الأميركية هم من السنة العرب، بالرغم من أن العرب السنة يمثّلون خمس الشعب العراقي. وكل المقاتلين الأجانب المدرجين في الوثائق التي تم العثور عليها قرب سنجار، باستثناء إثنين من حملة الجنسية الفرنسية، جاءوا أيضاً من بلدان ذات غالبية سنيّة.
وتكشف وثائق سنجار بأن 290 مقاتلاً، أي نحو 39 بالمئة، جاءوا من دول شمال أفريقيا خلال الفترة التي تبدأ من أب 2006. وهذا أعلى بكثير من التقديرات العسكرية السابقة بنحو 10 الى 13 بالمئة من شمال أفريقيا. وأغلب المقاتلين الأجانب جاءوا من منطقة درنه في ليبيا، التي قدّمت 50 مقاتلاً. ولسنوات طويلة .
قد يقرأ القارئ هذه التفاصيل ويسال اذا ما ارادت الادارة الامريكية ان لا تطلع الجانب العراقي عليها فلماذا تنشر هذه المعلومات ؟ اجيب :ان المعلومات التي امامكم هي مجرد ارقام ولا تعني شيء استخباريا ولكنها عندما عثرت على خمسة آلاف جيجابايت من المعلومات التي تشمل استمارات تفصيلية يقوم بتعبئتها المقاتلون القادمون إلى العراق. معلومات عن خلفية أكثر من 900 مقاتل قد تم العثور عليها، أو 750 إستمارة بعد حذف الإستمارات المزّورة أو الاستمارات غير المستكملة ، هذا الكلام عمومي والتفاصيل اين هي ؟ هل تعلمون ماذا يعني اكثر من خمسة الاف جيجابايت ؟!! انها المهم من الحادي عشر من سبتمبر سنجار .
https://telegram.me/buratha
