المقالات

ناخب سيء لنائب أسوأ..!

2067 2018-04-11

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ونحن نمضي قدما في العملية السياسية، التي أخترنا الديموقراطية سبيلا لها، ثمة أسئلة متعدد تنتح عن هذا الخيار، معظمها تتعلق بمساويء الديمقراطية ذاتها.

فالديمقراطية ليست خيرا مطلقا، وهي شأنها شأن أي نشاط بشري، لا بد أن ترافقه أخطاء، ونتائج عرضية ليست مرغوبة، او سيئة حتى!

ثمة من يذهب الى أن الديمقراطية هي مرض بذاته، إذ أنها تسمح للناخبين السيئين، أن ينتخبوا الأسوأ من بينهم ليمثلهم!

من المؤكد أن هذا الطرح؛ سيجابه بقوة من كثيرين، بعضهم من أولئك الطوباويين، الذي يحلمون بدولة بلا أشرار تنتجها الديمقراطية، بعضهم الآخر هم الناخين السيئين وممثليهم، الذين ستجأر عقائرهم ، متوجعة بالتهميش والإقصاء.

لكي نحل هذه الإشكالية، يتعين أن نوجد توصيفا للناخب السيئ، حتى لا نقع في مطب  إدعاء ،مصادرة حقوق هذا المكون أو ذلك، وباقي البكائيات التي مللنا سماعها.

الناخب السيء؛ هو الذي يسير الى صناديق الإقتراع؛ محكوما وليس حاكما، فيختار ممثلين عنه ليس لكفائتهم أو نزاهتهم، ولا لقدراتهم أوماضيهم الحسن، وليس لكونهم أفضل ما موجود في قوائم الترشيح، بل يختار لأنه يجد فيهم قدرات على مقارعة ومناكدة الآخر.

الآخر الذي نعنيه، أما جماعة سياسية منافسة، للجماعة التي ينتمي اليها الناخب، أو مكون إجتماعي مختلف، لديه تضاد مع مكون الناخب، أو عقيدة دينية مخالفة، أو حتى مذهب من نفس دين الناخب، ولكنه مختلف فقهيا!

هذا ما فعله الناخبون السيئون، من المكونات المختلف مذهبيا في العراق! برغم أن الخيارات المبنية على الإختلاف مع الآخر، لها تداعياتها السلبية، وهي جزء من مشروع تفكيك الوطن، إلى فئات متناحرة ليس بينها رابط حقيقي.

ولأنه لدى القيادات الشيعية الدينية ضوابط، يمكن من خلالها، تعيين السيء من الحسن الى حد مقبول، وبضمن هذه الضوابط التوجيهات التي صدرت عن مراجع المذهب، بضرورة إختيار الأصلح، فإن الناخب الشيعي المرتبط بالمراجع الدينيين، سينتخب ساسة يتوفرون على حد معقول من الصلاح، وإن كان ذلك لا ينطبق على جميع الساسة الشيعة، لكن الضوابط والكوابح المذهبية من الشدة والقوة، بحيث تجبر النائب الشيعي، على البقاء في الحد المعقول من الصلاح، على قاعدة "المجرب لا يجرب" والتي باتت معيارا مرجعيا لهم.

هذه الضوابط والكوابح؛ ليست متوفرة الى حدما مع الأسف، لدى أبناء المكون الستي الكريم في العراق، بنفس القدر الموجود لدى أخوانهم شيعته، لأسباب تتعلق بالبنية المرجعية للمكون السني، وعدم وجود مرجعيات دينية بارزة، فضلا عن الأسباب الفقهية، التي تجعل رجال الدين خاضعين لتأثيرات الساسة، إبتناءا على عقيدة طاعة الحاكم بر أو فجر!

صورة عملية من هذا الإختيار السيء، هو بعض نواب المكون السني الكريم، الذين كانت وما تزال، مهمة تعميق الإختلاف، والإنقسام بين أبناء الوطن الواحد، شغلهم الشاغل، سواء في مجلس النواب، أو عبر وسائل الإعلام، في وقت يخوض أبناء الوطن؛ حرب وجود وبقاء، مع عصابات داعش التي لم تستثن بإرهابها أحد!

إن من كانت خياراتهم على إيقاع الطائفية، سواء أكانوا سنة أو شيعة، فليتحملوا كل ما يصدر عن تلك الخيارات، من بذاءات وتطاول على الوحدة الوطنيّة،

كلام قبل السلام: أسوأ عيوب الديمقراطية؛ هى أنها تمنح أعداءها حق حرية الكلام، وحرية الحركة بالتساوى مع محبيها !

سلام...     

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك