المقالات

السعودية؛ فشل ثنائية الشيخ والأمير..! 

2488 2018-04-01

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

كي نقرأ التوجهات الجديدة، التي يحاول ولي عهد مملكة آل سعود تسويقها، في زيارته الطويلة الى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ربما ستتجاوز العشرين يوما، يدور فيها على مراكز الدراسات والأبحاث، ومقار الصحف ووسائل الإعلام، وكبريات الشركات والمؤسسات الأقتصادية، في مختلف المدن الأمريكية، محاولا إمحاء صورة إنهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك، في 11 سبتمبر 2001، على يد تسعة عشر وهابي سعودي، علينا أن نستشرف ما كان وما سيكون.

في قصة ما كان؛ ف‘ن السعودية كمملكة، تشكلت بناءا على تحالف بين الوهابية كعقيدة تكفيرية، وبين القوة الباطشة، التي يتميز بها ابناء مقرن، الجد اليهودي لهذه الأسرة؛ التي قدر لها ان تلعب دورا خطيرا، في رسم مستقبل العالم..

أضفت العقيدة الوهابية، التي تحمل جميع مواصفات الدين الجديد، الشرعية على حكم هذه الأسرة..وكانت النتيجة، أن بسطت الأسرة نفوذها على كل الجزيرة العربية تقريبا، بالقتل والغزو والغارات؛ وتشكل حلف الشيخ والأمير.

لقد كان القتل عقيدة ثابتة لهذه الأسرة، ولهذا الدين الجديد، وشعار الدولة السعودية وعلمها، يعبران بجلاء، عن فحوى هذه الدولة وما تعتنق: دولة علمها يحتوي على جملة التوحيد تحتها سيف!..

لقد أقرن آل سعود الإسلام بالقوة، وثبتوا ذلك رسميا، مع ان الإسلام يوصف على الدوام، بأنه دين المحبة والسلام والتسامح، وهكذا بات العالم ينظر الى الإسلام كدين دموي!..

كل ذلك بفعل ما طرحته الدولة السعودية؛ ودينها الوهابي التكفيري، مع ما يترتب على التكفير من أثر، يوجب قتل المخالفين؛ العالم كله كافر ويجب قتله! هذا هو ملخص أساس هذه الدولة، ومسار ومآلات عقيدتها الدموية!

السعودية شهدت تغيرات متسارعة، وجيل الملوك أبناء عبد العزيز، سينتهي بإنتهاء سلمان، آخر الزهايمر فيهم، وسيحتل عرشهم أبنائهم، أو حتى أبناء أبنائهم، والسعودية اليوم تقودها عقلية جديدة، مختلفة عن عقلية الأسلاف، ولكن بالإتجاه السلبي..

القادة الجدد للسعودية، لم يعاصروا أوقات الضنك والشدة المالية، قبل أن يبتلي العلي القدير هذه المملكة المترامية الطراف، بداء النفطودولار، وهو داء ظاهره الرخاء، وباطنه إبتلاءات لا تعد ولا تحصى، أقلها السفاهة في تقدير الأحوال..

وفرة المال النفطي، جعلت القوم مسرفين الى حد السفه، لأن المال الذي يأتي بسهولة، ينفق بطريقة أسهل، إذ تحول كثير من أبناء عائلة آل سعود، الى بنوك متنقلة، فيما كان هناك إخفاقات كبرى، في إستثمار الموارد النفطية الضخمة، التي تراكمت على مدى عقود، لكنها ضاعت في دهاليز، الأنفاق على شراء ذمم الدول والحكومات، كي يقال عن أن السعودية، تقف في صدارة الأمة الأسلامية.

المملكة السعودية لم تقدم للأمة الإسلامية، مشروعا نهضويا تقف بواسطته، في موقع الصدارة الذي تصبو اليه، لكنها أفلحت أيما فلاح، في نشر التطرف الديني والإرهاب، المدعوم عقيديا بالوهابية، المتبناة من العائلة السعودية، و الممول من خزينة البلاد، ولم يكن خفيا دعم السلطة، لرجالات هذا المذهب المتشدد، والعمل على تصديره الى خارج المملكة، معتقدة أن ذلك يمكنه أن يضعها في الصدارة..

النتيجة أن المشروع الوهابي، ومخرجاته التي تحمل عناوين مختلفة، لكنها بمضمون واحد، كالقاعدة والنصرة وداعش، أنقلبت على المملكة، وها هي تهدد أمن ووجود المملكة.

كلام قبل السلام: فشلت ثنائية الشيخ والأمير فشلا ذريعا، لأن مشروعها ليس إلا ردة حضارية، عنوانها الدم ثم الدم ثم الدم.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك