المقالات

الوطنية بين حسقيل وعبد الرحمن النقيب ووزراءه  ..!

2578 2018-03-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يعتقد بعض ساستنا؛ أن من الممكن بناء علاقات متكافئة، تحكمها المصالح المشتركة، مع أجلاف آل سعود، هذا الإعتقاد صحيح الى حد ما، لأنهم محكومون بحسن نيتهم أو بسذاجتهم، والظاهر أن السذاجة هي الشكل الغالب، لتصرفات الساسة العراقيين المعنيين بالشأن الخارجي!

التفاتة قصيرة إلى التاريخ القريب، لنوع العلاقة بيننا وبين آل سعود، تكشف أن النيات الطيبة؛ لم تكن من مقومات علاقة سليمة مع هؤلاء الأعداء..

نقول أن آل سعود أعداء، لأنها حقيقة ترسخت قبل خمسة وتسعين عاما، ففي يوم 11/3/ 1922، نفذ الأخوان النجديون الوهابيون، مجزرة رهيبة بحق العشائر العراقية القريبة من الحدود، وأسفرت تلك المجزرة عن 692 شهيد، وتهديم 781 بيتا، وقتل ونهب 43010 رأسا من الأغنام و130 رأس من الخيول، و2530 جملا، ولم تسلم من فعلتهم حتى الحمير، فقد قتلوا منها 3811 حمارا..!

قراءة الأرقام الآنفة بموجودات ذلك الزمن، يوم كان كل سكان العراق ثلاثة ملايين نسمة، تعني أنهم قتلوا من العراقيين  25 شخصا، من كل ألف شخص في هجمة واحدة فقط!..

لقد دمر الوهابيون مساكن عشائر بأكملها، وخربوا ونهبوا وسائل عيشها، وتنقلها ومصادر رزقها..وهي ليست أول هجمة لهم وليست هي الأخيرة..

المثير الجديد الذي اكتشفناه من بين ثنايا التاريخ، أنه وبعد ضغط شعبي واسع، واحتجاجات كبرى من قادة الرأي العام، وهم يومئذ علماء النجف الأشرف، الذين تناخوا لعقد مؤتمر في كربلاء، في 13 شعبان من ذلك العام، بعد تحرك ببرقية بعثتها المرجعية آنذاك إلى 250 شخصية، لكن مجلس الوزراء منع إرسال البرقية!

لكن المؤتمر عقد، فما كان من الملك فيصل الأول، إلا أن يستجيب للإرادة الشعبية، ويبعث برسالة إلى مجلس الوزراء يطلب فيها زيادة ميزانية وزارة الدفاع، لتقوية الجيش في مواجهة الوهابيين واعتداءاتهم، إلا أن المجلس رفض ذلك..!

عجيب: مجلس الوزراء يرفض تقوية الجيش للدفاع عن الشعب، لكن العجب يزول؛ أذا عرفنا أن رئيس الوزراء كان عبد الرحمن النقيب، الذي منع إرسال البرقية!

حينها أضطر الملك لإستدعاء الوزراء، وأنبهم كما قيل على عدم تفاعلهم مع القضية، لكن التأنيب ـ إن صح حصوله ـ لم يؤثر بهم، بل على العكس؛ فقد قدم عبد الرحمن النقيب ووزراءه إستقالاتهم جميعا، وهم ثلاثة عشر وزيرا، كلهم من طينة واحدة، ما عدا اليهودي وزير المالية ساسون حسقيل، الذي لم يقدم استقالته، بل واجه الموقف بمسؤولية، فقد كان أكثر وطنية منهم، وقدم تعويضات ومساعدات مجزية للعشائر المنكوبة..!

المثير في الأمر أن العراقيين قد اكتشفوا، أن الهجمات الوهابية؛ كانت تحظى بدعم من قوات الاحتلال البريطانية!

كلام قبل السلام: ما أشبه الليلة بالبارحة، فها هم الوهابيين ومعهم البعثيين، وساسة الطينة ذاتها، يحظون بدعم أمريكي لإحراق العراق كله!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك