المقالات

أمريكا وإيران وقواعد الرياضيات..!

1874 2018-03-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم تأت سياسة حافة الهاوية؛ التي أنتهجتها الإدارة الامريكية مع إيران، بنتائج لصالح أمريكا، بل غالبا ما كانت تأتي؛ بنتائج معاكسة لما أرادته تلك الإدارة، إذ أدى الموقف الإيراني الصلب، في مباحثات الملف النووي، الى أن يقدم الغرب بقيادة أمريكا، على القبول بحق إيران، بأن يكون لها مشروعها النووي السلمي.

الغرب وأمريكا؛ كانوا يريدون عبر الضغط السياسي والإقتصادي والعقوبات، أن تغير إيران من سياساتها في المنطقة، لكن إيران إستمرت بدعمها لحزب الله في لبنان، ولحركة حماس في غزة، ما شكل خطراً على ماثلا، على إسرائيل، ما ألجأ الرئيس الامريكي أوباما الى تعديل سياساته، والمضي قدما بمفاوضات الملف النووي، حيث بتنا بإنتظار خاتمته السعيدة، التي ستطويه وتفتح صفحة جديدة في واقع المعادلات السياسية بالمنطقة برمتها.

الحقيقة الماثلة، والتي لا يمكن القفز عليها، هي أن إيران باتت قوة إقليمية فاعلة، وهي توظف بكفاءة تلك القوة، لتأمين إستقرار المنطقة، ويعزز ذلك إمتلاكها علاقات عميقة ونشطة على مختلف الصعد، مع أغلب شعوب ودول المنطقة، وتنطلق في بناء علاقاتها؛ من كونها تمتلك إرثا حضاريا بعمق التاريخ، شأنها شأن جارها الشقيق العراق، ذلك البلد الذي شغل مثلها ثلثي التاريخ البشري، فضلا عن تميز علاقاتها مع سوريا وحزب الله في لبنان، لتشابك المواقف وتشابهها، إضافة الى تداخل المصالح والجغرافية والتاريخ..

الإدارة الأمريكية أدركت في نهاية ماراثون المباحثات الطويل، أن إيران ورغم بنية نظامها على أساس ديني واضح، إلا أنها ليست دولة منغلقة على نفسها، وأنها تتحرك وفقاً لخطوط عريضة، تسمح لها بالمناورة من جهة، والحفاظ على مصالحها، وضمان إستقراراها، فضلا عن تطور شعبها.

أمريكا أيضا؛ وصلت الى قناعة مؤداها، أن إستمرار التشدد بالمواقف مع إيران، سيؤدي الى مواقف مقابلة أكثر تشددا، وهذا ما توصل اليه الساسة الأمريكان باكرا، ولذلك بالتالي وجدوا أن لا خيار أمامهم، إلا النأي بعيدا عن هذا المسار العقيم، حتى لا يصلوا الى يوم لا يتمنونه!

إن الحصار والعقوبات لم تضعف إيران، ولم تغير في موقفها، بل زادته قوة وصلابة، جعلت الإيرانيين أكثر إعتمادا على أنفسهم، وهاهي إيران بلد صناعي كبير، وبمسارات تكنولوجية متقدمة، وكانت حصيلة العقوبات الغربية على إيران، أن المنتوجات الإيرانية تنافس مثيلاتها الأمريكية والغربية، وتطردها من االأسواق الأقليمية والدولية.

داعش؛ هذا الغول الذي صنعته أمريكا بمعونة عملائها العرب، وجدت أمريكا أن عليها أما أن تحاربه، وهي لا تستطيع ذلك بمفردها، أو أن تسكت عنه فيتغول عليها..ولذلك فلا مناص أمامها إلا محاربته ولو بمشاركة إيران، تلك المشاركة التي وجدت أمريكا نفسها مكرهة عليها!

كلام قبل السلام: في نهاية المطاف؛ وجدت أمريكا أنها إزاء مثلث عملاق، بثلاث رؤوس يعتليها كل منها؛ الروس 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك