المقالات

الوهابية؛ صداقة مع اليهود وعداء للشيعة..!

2039 2018-03-18

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

منذ بعض يوم؛ كنت أقرأ في مقال لكاتب"سعودي"، كتبه في صحيفة تصدر في الرياض، عاصمة مملكة الحجاز، الذي سعودته قبيلة آل سعود، فصادرت أسمه التأريخي، لتحوله الى المملكة العربية السعودية، وهو أسم مرتبط بهذه القبيلة، وليس له عمق تاريخي، أو بقية من تراث على الإطلاق!

في هذا المقال روج الكاتب الى فكرة مؤداها، أن سبب سيادة نزعة التظرف والضلال، وهو الأسم الذي بدأ الإعلام السعودي، يطلقه على الحركات التكفيرية، هو المشكلات والإضطرابات التي شهدتها المنطقة العربية، عقيب نهوض الشعوب بربيعها العربي، ضد الحكام المستبدين، من أمثال القذافي وبن علي ومبارك وبشار الأسد، ونسي او تناسى هذا الكاتب النحرير، الجذر الفكري للحركات التكفيرية، وأغمض عينيه عن مصادر تمويل تلك الحركات.

الحقيقة التي يتغاضى عنها كثير من الكتاب، هي ان المجتمعات الإسلامية الراهنة، تموج بالفكر التكفيري، الذي اسرف معتنقوه بتضليل الناس وتكفيرهم، حيث يقوم التكفيريون بمحاكمة جميع البشرغيابيا، لأن البشر جميعا متهمين دائما بمعتقداتهم، ومحاكمات التكفيريين قطعية النتائج، لأنهم يعتقدون انهم وحدهم، يمتلكون الحقيقة وزمامها، وأن ما يقولونه ويقررونه هو الحق المطلق!

يشهر التكفيريون سيوفهم على المسلمين أولا، وبالمناسبة فإنه تعالى تقدس أسمه؛ يجلس على سيف في عقيدة التكفيريين، كما هو بائن في علم مملكة آل سعود، وهم يعتقدون أن كل المسلمين يمثلون ضدهم النوعي، لا سيما الشيعة منهم، فهم النقيض الحتمي للتكفيريين، بكل تفاصيلهم ومعتقداتهم وآرائهم.

بلحاظ ان المذاهب الأربعة التي تشكل العمود الفقري، للسنة المسلمين في العالم، تواجه تحد لوجودها، بسبب أن التكفيريين يقولون أنهم سُنة، وهي حقيقة لا مراء فيها، فالتكفيريون خرجوا من رحم المذهب الحنبلي، أحد مذاهب السُنة الأربعة، وتمددوا الى المذهب الحنفي عبر بوابة الأخوان المسلمين، الرحم الثاني الذي خرجت منه الجماعات المتطرفة، بعد رحم الوهابية وآل سعود، ولم يحصل لغاية اليوم، أن تبرأت القيادات الدينية السُنية من التكفيريين، وغاية ما قامت به هذه القيادات، هو تململ حذر! 

الوهابية؛ ذلك الرحم الموبوء بالتطرف العنيف، الذي يتخذ من شريعة الله تكأة له، يقتلون المسلمين الشيعة الأبرياء أينما ثقفوهم، لمجرد أنهم يخالفونهم في الرأي، وهم دائما يتوعدون الشيعة بالإبادة، على ألسنة كبار رجال الدولة السعودية، وبلا إنكار أو وجل أو خجل، متناسين وجاحدين عن عمد، المبادئ التي جاء بها الإسلام، في توقير التعددية واحترام الاختلاف. 

وثمة شيء آخر؛ هو أن التكفيريين، ابناء بيئة وطنت علاقات وثيقة مع الهيود، ودولة إسرائيل الصهيونية، والصلات الرسمية لمشايخ الخليج، لم تعد تجرى بالخفاء، بل هي حقيقة واقعة، والتكفيريون ليسوا أعداءا لليهود قطعا، وهم يتعاملون بأريحية بالغة معهم، وإتصالاتهم وتواصلهم بات شائعا الى حد التواتر، ولا يحتاج الى مصاديق أو أدلة، مثلما لا يحتاج إستهداف الشيعة الى دليل، لأن القوم جعلوه منهجا يتفاخرون به.

كلام قبل السلام: ترى هل يمكن للسُنة إعادة إكتشاف دينهم؟!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك