المقالات

عندما تصبح العمامة غاية اعداء الامامة


هنالك تشريعات بشرية وضعية تنظم امور حياة الانسان دون التجاوز على حقوق الاخرين لا يعارضها الاسلام بل هنالك تشريعات جاهلية اقرها الاسلام منها حلف الفضول ودية المقتول ، وتحت هذا الباب هنالك عادات وتقاليد لاي مجتمع تلزم الاخرين الالتزام بها طالما انها لا تتعارض مع الشارع الاسلامي، بل ان الشارع المقدس يحرم من يعمل بخلافها . 

العمامة ليست تشريع سماوي بل هو تقليد حوزوي لانها تمثل عمامة رسول الله واهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام ، فمن يرتديها يعني انه يعمل ضمن العلوم الدينية ، وحتى كلمة رجل الدين لا وجود لها في الاحاديث النبوية بل الموجود هو المؤمن او المسلم او الانسان وهكذا ترى خطاب القران الكريم دائما ( ايها المؤمنون، ايها المسلمون ، ايها الناس) ، ولهذا ينظر المجتمع الاسلامي الى العمامة نظرة احترام وتقدير . 

يرتدي العمامة من يعمل في الحوزة ( معلم او طالب) والقاضي وامام الجماعة والفقيه بمختلف درجاته العلمية ، وغير ذلك تعتبر دخيلة على راس من لبسها . 

ولهذا السبب اخذت رمزيتها في المجتمع الاسلامي ، فاذا تصرف من يرتديها تصرفا لا يدل على الالتزام الديني فانه يصبح محل انتقاد ، واليوم اصبحت النظرة الى العمامة نظرة سياسية فتكون هدفا لكلا الطرفين المؤيدين والمتامرين . 

العمامة لا تخضع لشروط قانونية وضوابط لارتدائها بحيث يعاقب المخالف لذلك ولهذا فان الكل يستطيع ان يرتديها وفق مزاجه، وهنالك من يطالب المرجعية بوضع ضوابط لمن يرتديها وهذا مطلب غير سليم لان العراق فيه اكثر من حوزة تابعة لاكثر من شخص ، وهنا استطاع المتصيدون في الماء العكر ان يجدوا ضالتهم بالنفوس الضعيفة التي تعتمر العمة وتتصرف تصرفات مشينة ، الذي يضعها على راسه اذا كانت تدل على نسبه ويتصرف تصرفات غير سليمة فانه محاسب على تصرفاته التي لا تتفق والعمة وليس محاسب على العمة ، وكذلك طالما ان العمة السوداء يرتديها من كان نسبه يعود لرسول الله فانه لا يحق لاحد غيره ان يرتديها ومن يقدم على ذلك فانه يحاسب من قبل الله عز وجل وليس من القانون . 

نلاحظ الفضائيات الطائفية تتعمد اجراء لقاءات مع معممين تمردوا على المذهب الامامي حتى يكون استهداف الطائفة بابن الطائفة ، وتذكرون السيد عباس ابن الخوئي الذي استضافته القنوات الوهابية وكان مع الاسف غير موفق في اطروحاته وان ظهر في مقطع اخير يعلن توبته واعتذاره لمن تجاوز عليهم ، الا ان المستهدف هي عمامته والمذهب وليس شخصه ، وحدث هذا ايضا لقناة العربية عندما استضافت اياد جمال الدين وطلبت ان يكون اللقاء بالعمامة ، فليس بمستغرب او مستصعب ان يظهر معمم يعزف البيانو ، بل بالامكان القيام باسوء من هذا العمل مع انعدام الاخلاق. 

اما ان لبس العمامة يمنح الجواز للتصرفات التي يقدم عليها هذا المعمم او ذاك فهذا بعيد عن المنطق لان التشريع الاسلامي لاي تصرف يصدر من أي انسان يخضع للنصوص الشرعية. 

ما هو تعريفكم للباس الشهرة ؟ 

الجواب: اللباس الذي يظهر لابسه بشكل قبيح وفظيع وشنيع عند الناس فيستوجب ذلك هتكه وإذلاله. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك