المقالات

العملية السياسية؛ شركة بلا رأس مال..!

2203 2018-03-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

افرزت المراحل الأولى من العملية السياسية، التي تلت تغيير نيسان 2003 ، نوعا من نظام الحكم؛ قائم على مفهوم الشراكة السياسية، وهو نوع أضطررنا اليه إضطرارا، بُعيد التغيير، لأنه أمر لا بد منه؛ كي يجد جميع العراقيين من يمثلهم في النظام الجديد.

الشراكة السياسية نظام للحكم ذو طابع مؤقت، ولا يمكن الإستمرار به الى الأبد، لأنه ينطوي على تقييد الدولة وتكبيلها بفيتوات الشركاء، لذلك نجده يتعثر كلما نمضي الى الأمام زمانيا،  في حالتنا العراقية؛ وصل تعثره في المرحلة الراهنة الى مستوى الفشل الذريع، ولم يعد قادرا على النهوض ببناء الدولة، بيد أن لهذا الفشل آباء كثير، لكنهم جميعا يتنصلون عن أبوتهم، ليبقى هذا المفهوم لقيطا لا أب له !

لم يفهم الشركاء السياسيين هنا معنى الشراكة، وحسبوها شراكة سوق، نضع رأس مالا مشتركا؛ ونعمل سوية لنقطف الأرباح، التي توزع علينا بنسبة رأس المال؛ هكذا فهم المتشاركون السياسيون "الشراكة السياسية".

يبدو هذا الفهم المبسط، مقبولا ومنصفا للوهلة الأولى، لكنه أصطدم بأن بعض الشركاء؛ لم يضعوا رأسمال مشارك في العملية السياسية، بل كانت شراكتهم من نمط شريكين، أحدهما وضع ماله وجهده وسمعته في التجارة، والآخر وضع اسمه فقط، ومع ذلك يريد تقاسم الأرباح مناصفة.

يقف هذا الشريك؛ وهو متكيء على باب "الدكان" أو جالس على دكته، فإذا لم يحصل على مناله، يعمل على أن تكسد البضاعة، ويخرب عملية البيع، عبر إفهام المشترين، بأن البضاعة غير جيدة أو "أكسباير"، وأن ثمة بضائع أجود منها عند آخرين.

بالحقيقة فإن هذا الشريك المدمر، لم يسلك هذا المنهج؛ إلا لأنه لم يكن شريكا برأس المال، لكنه شريك بفائض القيمة، وهو لا يخسر شيئا؛ أذا ما كسدت البضاعة أو تلفت، بل وحتى أذا صودرت..!

دعونا نقف عن التعبير الأخير لبرهة: حتى أذا صودرت!.. فلقد صودرت تضحيات شعبنا الجسيمة، على مذبح حريته وأنعتاقه لصالح طبقة سياسية، هي مجموعة من الدهاة والشطار والعيارين، الذين لم يضعوا رأس مال في العملية السياسية..

لقد صادر هؤلاء أنتصار شعبنا؛ على نظام القيح الصدامي وجيروه لصالحهم، مظللين الرأي العام بان جثومهم على صدورنا، متمتعين بأمتيازات خرافية، كان جهادا في سبيل الله والوطن.

ثم أنهم عتموا بقصدية واضحة، على الدماء التي بذلها المقاومون البواسل للإحتلال الأمريكي، وبعدها ها هم يعتمون على تضحيات المقاومين من أبناء الحشد الشعبي، مقللين من شأنيتها ودورها في معارك تحرير التراب الوطني، من رجس الدواعش الأشرار.

كلام قبل السلام: سبب تعتيمهم القصدي؛ أنهم يعلمون بأن للدماء أستحقاقات لابد من الإيفاء بها..لا سيما أن كثير من تلك الدماء؛ كانوا هم أنفسهم شركاء في سفكها..والحر تكفيه ألأشارة..!  

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك