المقالات

العملية السياسية؛ شركة بلا رأس مال..!

2434 2018-03-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

افرزت المراحل الأولى من العملية السياسية، التي تلت تغيير نيسان 2003 ، نوعا من نظام الحكم؛ قائم على مفهوم الشراكة السياسية، وهو نوع أضطررنا اليه إضطرارا، بُعيد التغيير، لأنه أمر لا بد منه؛ كي يجد جميع العراقيين من يمثلهم في النظام الجديد.

الشراكة السياسية نظام للحكم ذو طابع مؤقت، ولا يمكن الإستمرار به الى الأبد، لأنه ينطوي على تقييد الدولة وتكبيلها بفيتوات الشركاء، لذلك نجده يتعثر كلما نمضي الى الأمام زمانيا،  في حالتنا العراقية؛ وصل تعثره في المرحلة الراهنة الى مستوى الفشل الذريع، ولم يعد قادرا على النهوض ببناء الدولة، بيد أن لهذا الفشل آباء كثير، لكنهم جميعا يتنصلون عن أبوتهم، ليبقى هذا المفهوم لقيطا لا أب له !

لم يفهم الشركاء السياسيين هنا معنى الشراكة، وحسبوها شراكة سوق، نضع رأس مالا مشتركا؛ ونعمل سوية لنقطف الأرباح، التي توزع علينا بنسبة رأس المال؛ هكذا فهم المتشاركون السياسيون "الشراكة السياسية".

يبدو هذا الفهم المبسط، مقبولا ومنصفا للوهلة الأولى، لكنه أصطدم بأن بعض الشركاء؛ لم يضعوا رأسمال مشارك في العملية السياسية، بل كانت شراكتهم من نمط شريكين، أحدهما وضع ماله وجهده وسمعته في التجارة، والآخر وضع اسمه فقط، ومع ذلك يريد تقاسم الأرباح مناصفة.

يقف هذا الشريك؛ وهو متكيء على باب "الدكان" أو جالس على دكته، فإذا لم يحصل على مناله، يعمل على أن تكسد البضاعة، ويخرب عملية البيع، عبر إفهام المشترين، بأن البضاعة غير جيدة أو "أكسباير"، وأن ثمة بضائع أجود منها عند آخرين.

بالحقيقة فإن هذا الشريك المدمر، لم يسلك هذا المنهج؛ إلا لأنه لم يكن شريكا برأس المال، لكنه شريك بفائض القيمة، وهو لا يخسر شيئا؛ أذا ما كسدت البضاعة أو تلفت، بل وحتى أذا صودرت..!

دعونا نقف عن التعبير الأخير لبرهة: حتى أذا صودرت!.. فلقد صودرت تضحيات شعبنا الجسيمة، على مذبح حريته وأنعتاقه لصالح طبقة سياسية، هي مجموعة من الدهاة والشطار والعيارين، الذين لم يضعوا رأس مال في العملية السياسية..

لقد صادر هؤلاء أنتصار شعبنا؛ على نظام القيح الصدامي وجيروه لصالحهم، مظللين الرأي العام بان جثومهم على صدورنا، متمتعين بأمتيازات خرافية، كان جهادا في سبيل الله والوطن.

ثم أنهم عتموا بقصدية واضحة، على الدماء التي بذلها المقاومون البواسل للإحتلال الأمريكي، وبعدها ها هم يعتمون على تضحيات المقاومين من أبناء الحشد الشعبي، مقللين من شأنيتها ودورها في معارك تحرير التراب الوطني، من رجس الدواعش الأشرار.

كلام قبل السلام: سبب تعتيمهم القصدي؛ أنهم يعلمون بأن للدماء أستحقاقات لابد من الإيفاء بها..لا سيما أن كثير من تلك الدماء؛ كانوا هم أنفسهم شركاء في سفكها..والحر تكفيه ألأشارة..!  

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك