المقالات

لماذا يتآمرون على الحشد الشعبي؟!

3299 2018-03-05

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

دعونا نعود عدة سنوات الى الوراء، أيام كان نظام القيح الصدامي يعتلي ظهور العراقيين، كان بينهم من رفض أن يمتطى ظهره، وابى إلا أن يقارع البعث بكل جبروته، هؤلاء أباة الضيم، كانوا الثلة المجاهدة التي قارعت نظام صدام بلا هوادة، وأثبتت للعالم أن العراقيين لا يستكينون لظلم، ولا يمكن تسجيلهم ضمن الشعوب الخانعة..

لقد قدم هؤلاء الأشاوس؛ قوافل طويلة على طريق حرية وإنعتاق العرق، ومخطيء تماما من يتصور او يروج؛ الى أن نظام القهر قد ازالته، طائرات ودبابات وبوارج الأمريكان، فهم يأتوا الى هنا كمحتلين، لولا أن التفاحة كانت توشك على السقوط!

إن العراقيين ومنذ فجر الخليقة، لم يسجل عليهم أنهم قبلوا بأن يحكمهم غازٍ، كما لم يسجل عليهم أنهم قبلوا بحكم طاغية، أو دكتاتور يظهر من بينهم، وسجلات التاريخ حافلة بثوراتهم على الطغاة.

الحشد الشعبي هو الإمتداد الطبيعي؛ لإولئك الذين قارعوا نظام صدام، وهم أوائل من تقدموا الصفوف، ملبين نداء الوطن، الذي أطلقته المرجعية الدينية المباركة، بدعوتها الى الجهاد الكفائي، دفاعا عن حياض الوطن، وها هي قوافل شهدائهم في سوح الوغى، تحث الخطى نحو وادي السلام في النجف الأشرف، متزاحمة لتنعم بربيع الشهادة!

لقد استطاع الحشد الشعبي؛ وخلال فترة وجيزة، أن يلملم شتات الوطن، بعد ان حاولت بقايا البعث، المتحالفة مع السلفية الوهابية التكفيرية تمزيقه، فأحتلوا مناطق شاسعة منه، بدعم واضح معروف، من قبل دول الشر العربي، متمثلة بمهلكة ىل سعود، وبفقاعة المال القطرية، والأردوغانية العثمانية الحاكمة في تركيا، وطبعا أصابع الأمريكان كانت في مؤخرات هؤلاء، تحركهم كدمى كيفما تشاء!

لقد كان الهدف وما يزال، إقامة نظام حكم متشدد، ببناء دولة قرو اوسطية سنية، في المنطقة الممتدة على باديتي العراق الشام، تجعل السكان السنة، عبيد خولا يبايعون الحاكم، بيعة اسلافهم ليزيد ابن معاوية، يضع الأطواق برقابهم.

لقد أحبط الحشد الشعبي المخطط الكبير، لتمزيق بلدين عميقين بالتاريخ، الى دويلات صغيرة، لا يكون لها اثر في لعبة الأمم، يسهل ترويض شعبيهما، بعد أن كانا شوكة في عيون الصهيونية، سيما بعد أن تعزز دوري العراق وسوريا، بتغيير نظام صدام أولا، وبوجود الجمهورية الإسلامية في إيران كداعم كبير ثانيا، وبقوة حزب الله والمقاومة الإسلامية ثالثا.

الحشد الشعبي اليوم جيش رديف للجيش العراقي، يُعتمد على شجاعة رجاله، بخبرتهم القتالية العريقة، وببسالتهم وفدائيتهم منقطعة النظير، وهو جيش العراق بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يعزز هذا أن الحشد بات تشكيلا وطنيا رسميا، وجزء من القوات المسلحة العراقية، وليس لأحد ان يقول غير ذلك، فهو يحمل كافة المقومات الشرعية والقانونية، التي ترسمن وجوده المبارك. 

التآمر على الحشد الشعبي، ومحاولات الإساءة له؛ لم تنقطع منذ لحظة تشكيله، لأن أعداء العراق الواحد الموحد؛ يعلمون ان رجال الحشد سيقفون بثبات، ضد محاولات تقسيم العراق..

 كلام قبل السلام: رجال الحشد باقون في مواقع العز والكرامة، برغم حرب التسقيط التي تشن ضدهم، وبرغم قيام الحكومة بقطع رواتبهم، وتقليل مؤنهم، وتركهم يعتمدون على ما يوفره الشعب لهم، من دعم بالمواد والتجهيزات.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك