المقالات

غباء فطري وموهبة.. أم سوء نية مبيت؟!.

1893 2018-03-01

 

هناك فرق كبير, بين أن تكون قائدا, وأن تكون مديرا.. هذا ما يصر عليه المختصون في علم الإدارة والقيادة, ومن يعملون في مجال التنمية البشرية وتطوير القدرات. 

المدير شخص يتعامل مع الناس, بطريقة الرئيس والمرؤوسين, يتمسك بالقوانين كقالب جامد, يتجنب الأخطاء ويبتعد عنها قدر الإمكان, يكتفي بتنفيذ ما تأتيه من توجيهات وأوامر مسؤوله الأعلى, يحاول أن يكون بطلا, ويركز على الصرامة والمراقبة, تفكيره محدود وقصير, يتمسك بكل صلاحياته ولا يستخدمها.. وهو قد يكون مديرا ناجحا, فينفذ بدقة.. او فاشلا متزمتا. 

القائد شخص يبحث عن الأهداف والتطوير والأبداع.. يفكر خارج السياق المألوف, يهتم بالعنصر البشري, يخلق الأبطال والقادة من حوله, ويعطي الفرصة لجيل جيد من القادة.. تفكيره دوما إستراتيجي بعيد المدى, ويستشرف المستقبل.. وغالبا ما تكون خياراته صحيحة.. يخول فريقه بكثير من صلاحياته, ولا يخاف منافستهم, فهو يتقدم دوما معهم. 

نظن جميعا أن مشكلتنا, في العالم العربي وخصوصا العراق, تتعلق بالفساد وما نخسره من جراءه, وهو غول حقيقي وصل مرحلة يصعب معالجتها, وتحتاج لحملة كبرى ولفترة زمنية طويلة ربما لإستئصاله, ومجموعة كبيرة من التشريعات وتخصيصات كبيرة, وقدرات بشرية ..وهو فيه جانب من الحقيقة, لكنه ليس الحقيقة كلها! 

من يراجع الأرقام المتعلقة بما صرفناه من ميزانيات, خلال السنوات السابقة, التي تلت سقوط نظام حكم البعث, يلاحظ الرقم الكبير لتلك الأموال المهدورة , ومن يعمل في الدولة, ولو كموظف بسيط, يعرف بكل تأكيد, أن المبلغ المسروق منها, لا يمثل النسبة الأكبر.. لكن المهدور من جراء السياسات الفاشلة والقرارات الخاطئة, هو الجريمة الحقيقية بضياع أموالنا وحقوق أجيالنا. 

من الواضح أن أحزاب السلطة, لم تمتلك أفضل من هؤلاء لتقدمهم لتولي المناصب القيادية, نتيجة لعدم لإتعدام الرؤية لقيادة دولة, فهي تعلمت الهدم بإعتبارها معارضة سابقة, كانت تريد هدم أركان نظام البعث وأسسه.. لكنها بقيت بنفس العقلية حتى مع توليها للسلطة, فبقي أفرادها يفكرون, بمقدار ما يمكن أن ينتفعوه من تلك الدولة! 

وأما من كان نزيها وكفؤا, كان غير مختص, وهو عيب كان يمكن معالجته من خلال مستشارين مختصين, إن تنزلنا وقلنا أن المنصب هو موقع سياسي.. لكن أن يتم الإتيان بأشخاص أغبياء أو فاسدين, وبشكل متعمد والإصرار على توليهم تلك المناصب رغم المعارضة الشديدة, وشياع تاريخهم السيء, فهذاما لا يمكن فهمه أو تبريره. 

صنع القادة ليست عملية سهلة, فهي مجازفة قد تثمر عن نماذج باهرة ومميزة, أو تودي بمستقبل الجهة التي تجربها, لكنها طريق حتمية لا محيد عنها.. لمن يفكر بمستقبل بلد, ولديه مشروع ورؤيا. 

إصرار البعض على تلبيس مدراء, بدور قادة.. هو محاولة سمجة لخداع الناس, وكذب على النفس قبل الأخرين.. ونتيجته الفشل الذريع.. ولنا في وزراء ومسؤولين تولوا مناصب خلال السنوات الماضية, دليل واضح وفاضح. 

كيف بمن يأتي بمدراء فاشلين أغبياء, يضاف لها فساد متأصل.. ويسلمهم مناصب مهمة وحساسة, ويجعلهم يتحكمون بمصير البلاد والعباد؟! هل هو غباء فطري وموهبة؟ أم سوء نية مبيت؟! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك