المقالات

نوابنا: إذهبوا فأنتم الطلقاء..!

3208 2018-02-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

كم هو عدد أعضاء مجلس النواب العراقي؟!

يبدو السؤال ساذجا قليلا، لكنه سؤال مشروع بضوء  ركام الألم الذي يزداد رصا في داخلي؛ ويشاركني كثيرون هذا الشعور بالتأكيد، في كل مرة ينعقد فيها مجلس النواب.

مشاعر الألم المتراكم ليست ناتجة عن سوء أداء المجلس، أو لإنشغاله بالمهاترات والمناكفات الحزبية والفئوية؛ فهذا أمر ألفناه..بل ناتج عن إستخفاف أكثر من ثلث اعضاء المجلس؛ بنا كناخبين وكشعب!   

إذ ومنذ أن "تورطنا" بلعبة الديمقراطية؛ لم يكتمل عديد النواب، المشاركين بجلسات مجلسنا الحبيب، مرة واحدة قط! فإن الحضور في أغلب الجلسات؛ لا يتجاوز النصف إلا قليلا، وفي أفضل الحالات، فإن غياب مائة منهم على الأقل، هو المتحقق دائما!

ماذا يعني ذلك؟!..والمقصود بالسؤال؛ ليس لماذا لا يحضرون، بل لماذا يستخفون بنا؟!

في محاولة للإجابة، فإن الحقيقة تطل بقرنها، كاشفة عن أننا بعيدين بمسافة طويلة عن الديمقراطية، وأن ما نعيشه سياسيا ليس هي، بل أننا في لعبتها فحسب!

لعبة الديمقراطية وليس الديمقراطية، هي التي أوصلت المائة عضو المتغيبين أبدا، الى أن يحصلوا على عضوية المجلس، شكلا وليس مضمونا..!

العارفون بكواليس وخبايا مجلس النواب، ومنهم بعض المثابرين على الحضور والمشاركة الفاعلة، يكشفون مواقف وحالات مذهلة، فبرغم أن عدد أعضاء المجلس، هم فقط 328 شخصا ولا أقول نائبا، إلا أن أغلبهم لا يعرف بعضهم بعض! بل وعلى سبيل النكتة المترعة بالألم، فإن نائبا معروفا من المثابرين، كان في الأسبوع الفائت في الدائرة المالية للمجلس، لإستلام إستحقاقاته المالية، وصادف أن نائبا من إياهم قدم لنفس الغرض، وهناك تعارفا لأول مرة، برغم أنه ينتمي الى نفس إئتلافه! 

 هذه الواقعة وسواها آلاف الوقائع، عن نواب لا يحضرون الى مجلس النواب، إلا لإستلام المنافع، تكشف عن خلل بنيوي، نتحمل جزءه الأعظم نحن الناخبين، والجزء الأقل؛ يقع على عاتق الأنظمة والوسائل، التي يدار بها مجلس النواب.

ما نتحمله نحن، هو أننا من أوصلنا لصوص الأصوات؛ الى حيث هم، بسبب أننا لم نحسن الإختيار، أما لعدم إدراكنا لأهمية أصواتنا، فمنحناها جزافا؛ وكانت هذه النتيجة المؤلمة، أو لأن الخيارات كانت محدودة أمامنا، فتصرفنا كقطيع ننتخب "الأسماء" لمجرد أنها منا..

ما تتحمله الأنظمة أخطر تاثيرا، فالنظام الداخلي لمجلس النواب، فيه من الفقرات التي يمكن مطها، بحيث يمكن لعضو في مجلس النواب أن لا يحضر أبدا، وتلك هي الوسائل التي أشرنا أليها آنفا!

أحد الخبثاء، نذر أنه سيذبح ثلثمائة طلي لوجهه تعالى، إذا أنعقدت جلسة للمجلس بحضور ثلثمائة نائب، أما الـ (28) الباقين فهم الطلقاء! 

كلام قبل السلام: هل لاحظتم أن ثمة تناسب عكسي، بين مقدار الألم والشعور به، كلما زاد الألم قل الشعور به..!

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك