بقلم : سامي جواد كاظم
كثيرة جدا هي الشخصيات التي ظهرت على الساحة السياسية العراقية واتت من المجهول ، فمنهم من جند ابواق اعلامية لتزمر له ومنهم من جعل لسانه هو الصوت الاعلامي له . والمتعارف عليه ان كل من يريد ان يلفت انتباه الناس اليه ماعليه سوى التعرض الى ما يهم الناس من فكرة او شخصية او جرح يعاني منه فهذا اقصر طريق للشهرة . والى اليوم لا يستطيع أي علماني ان يعرف العلمانية واتحداهم في ذلك ، ولهذا عندما نوجه الخطاب الى العلمانية (ليست العلمانية كما ذكرت في مقال سابق كلها مرفوضة )ولكن عندما يظهر شخص يدعي العلمانية وياتي بتخرصات على ادعائه هذا عندها نقول على العلمانية السلام .
احد هذه الشخصيات التي خرجت من المجهول هو اياد جمال الدين وهذا لا يعني الانتقاص منه فليس الغير معروف لايحق له طرح ما لديه من افكار الى الملأ ، ولكن في خطاباته التي كثيرا ما افصح عن مالديه و كانت تبث من خلال اللقاءات التي تجرى معه فكان هنالك الكثير من الشذوذ والمفارقات في كلامه . له الحرية في الانتماء الى أي كتلة يشاء ولكن ياتي بافكار لا اساس فكري او علمي لها هذا هو المحزن خصوصا وانه يرتدي العمة السوداء .
وجمال الدين يعتقد انه يمثل الوسطية بين رجال الدين والعلمانيين على اعتبار ملبسه وفكره ، ولكن لو تمعنا ماذا اخذ من الفكر الاسلامي حتى يستطيع الربط مع العلمانية ،لا شيء اخذ من الفكر الاسلامي ولكن قد يسعفه تاريخه حسب اعتقاده وهذا لا يؤخذ به فالدراسة ثمان سنوات تحت اشراف التبريزي قدس سره الشريف في ايران ضمن البحث الخارج لا تعني شيء وحتى دوره الديني في الامارات لا يكون دليل على علميته ، فالمؤتمن على اموال الخمس المحفوفة بالخطورة والهلاك للامام الصادق عليه السلام في زمن المنصور خان الامانة بعد وفاة الامام الصادق (ع) وانكر المال على الامام الكاظم (ع) ، وحسان بن ثابت الذي انشد للغدير غدر والزبير الذي له صولات وجولات في حروب النبي محمد (ص) وكان ضمن الموجودين في بيت فاطمة عليها السلام ليلة الاعتداء على دارها مدافعا عن امير المؤمنين (ع) كان احد قادة حرب الجمل بعد التاليب انسحب .
ولاجديد في خطاباته ولا يعلم ماذا يريد والمتناقضات كثيرة ، ولنبدأ من نقطة الصفر ونسال اليست الغاية من الالتزام بالعلمانية هو النهوض بالواقع البشري الذي اذا طبقت الافكار العلمانية في التشريع ، وكلمة فصل الدين عن السياسة هل تعني التهجم على الدين ام على من اخطأ في فهم الدين من رجالاته ؟ ومن الطبيعي والمؤكد ان التهجم يكون على من يقحم الدين بمجالات لا يحسن استخدام مفردات الدين الاسلامي ، هنا يتولد سؤال الى العلمانيين هل ان الدين الاسلامي عاجز او انه ناقص في تشريع ما يستحدث من مسائل في الحياة ؟ فان قال نعم اذن ما هي التشريعات المستحدثة ضمن من قبل العلمانيين شرط الايجابية وحفظ حقوق الغير لم يتطرق اليها الاسلام ؟ وان قيل لا ان الاسلام دين كامل اذن لماذا لا تستقون من مناهله في استحداث التشريعات والكف عن مقولة فصل الدين عن السياسة ، وان قلتم لا ان الدين هو للعبادة وما الى ذلك من امور تخص العلاقة بين الفرد والله عز و جل ، اذن خلافة الرسول (ص) والامام علي (ع) للمسلمين حصل فيها هفوات او ان لهم تشريعات خارج النص الالهي ؟وهذا مردود بحكم الايات الواردة بهذا الشان والاحاديث النبوية ( وما ينطق عن الهوى ) (ولكم في رسول الله اسوة حسنة ) ( كتاب الجامعة للامام علي (ع) والذي يحوي حتى على ارش الخدش ) ناهيك عن لجوء كل الخلفاء قاطبة الى الامام المعصوم في حالة وجود اشكال شرعي او سياسي او اجتماعي او اقتصادي او عسكري .
لا اعلم للعلمانية خطوط عريضة نستطيع النقاش عليها وكما اسلفت لا يعني ان كل ما جاء به العلماني مرفوض بالرغم من اختلاف النية لكن طالما ان ما جاء به العلماني يصب في خدمة الانسان من غير التجاوز على حدود الله عز وجل فالمسلمون من علماء وعوام يؤيدون هذا حتى وان وجد ما جاءوا به في الفكر الاسلامي ونسبوه لهم المهم التنفيذ .
https://telegram.me/buratha