المقالات

العراقيون والحدث, بين التفاعل والفعل.. ورد الفعل

1846 2018-02-16

بالرغم من حداثة تجربتنا, فلم يمر عليها أكثر من بضعة سنوات, بما تضمنته من حرية تعبير, وممارسات ديمقراطية, لكنها بأي حال من الأحوال لا يمكن القول أننا نعيش الديمقراطية.. لكننا نسير صوبها أكيدا, إن نجحنا في الحفاظ على التجربة والعمل على تقويمها. 

خلال السنوات القليلة الماضية, بل وحتى ما سبقها, مرت أحداث كبيرة, كادت تزلزل الأرض تحتنا, وتطيح بنا وببلدنا نحو ظلمات ودروب لا تعرف نهايتها, وفي كل تلك الأحداث, إما كنا متفرجين, أو في أحسن الأحوال كان لنا دور, متفاعل مع الحدث, فنحن من يتضرر منه غالبا.. فمتى نصبح صناعا للحدث؟! 

يقال أن للحدث صانعين, وهم من يضعون الخطط لتنفيذه, ولديهم غايات وأهداف محددة منه, وهناك متفاعلين مع الحدث, وهم من يحاول الإستفادة من الحدث, ولا يهمهم هدف الحدث, بل ولا يعرفونه أصلا, فهم طفيليون إنتهازيون.. ولنا في كثير من ساستنا نموذج واضح لهذه الطبقة. 

هناك أيضا طبقة لها رد فعل تجاه الحدث, وهي تنفذ الحدث, أو ينفذ بها.., رغم أنها لا تعرف الهدف من الحدث, كما أراد له صانعوه, نتيجة لسذاجتها أو قلة خبرتها, أو لمهارة وإحتراف صناع الحدث.. أو لكليهما معا. 

أن تكون صانعا للحدث كشعب, يعني كما حصل عند إستجابة الشعب لفتوى المرجعية بالجهاد الكفائي, وغير وضع العراق والإقليم برمته, وأفشل مخطط داعش وما يرافقه, أو أن تخرج بمظاهرات سلمية , أو تنظم حملات مجتمعية, تؤدي لإستقالة الحكومة. محلية كانت أو وطنية.. أو في الأقل تدفعها لإقالة مسؤولين فاسدين أو فاشلين. 

أن تكون لك رد فعل نحو الحدث, هو بان تستجيب لقيام الحكومة برفع أسعار الكهرباء بالتظاهر لفترة ما, وتنتهي التظاهرات إلى لا شيء.. وتنفذ الحكومة ما أرادته رغما عنك؟! 

صناع الحدث, يخططون ويحددون أهدافهم ويطلقون شرارته.. والمتفاعلون يستفيدون منه.. أما أصحاب رد الفعل أمثالنا, فما عليهم إلا أن يسددوا ثمنه, ويتحملون نتائجه كاملة. 

هل سننجح يوما في أن ننتقل من صف دافعي ثمن الحدث, إلى صف صانعيه؟ 

ربما يمكننا ذلك وبكل سهولة, لكن ليس قريبا جدا.. فصناع حدثنا لا يريدون لنا هذا الدور. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك