المقالات

الحشد الشعبي والأكل مع اللئام؟!

2137 2018-02-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بُعيد زوال نظام القهر الصدامي في نيسان 2003؛ كنا نمني أن يؤدي ذلك بالنتيجة، الى عملية تغيير جذرية حاسمة وشاملة، لواقع كان عنوانه الأوسع الشمولية والديكتاتورية الدموية، وأن تكون الحصيلة هي الأتيان بواقع جديد، مغاير ومناقض ومتجاوز لذلك الواقع.

في تلك الأيام كان خيار الفعل الثوري؛ حاضرا في أذهان كثيرين، وكان ذلك الخيار مشرط جراح، يزيل الأورام السرطانية البعثية الى الأبد، لكنه كان خيارا سيؤدي بالنتيجة الى حرب أهلية كارثية، وبالتالي لم يجد له مناصرين أو متبنين، فضلا عن رفضه بشكل قاطع، من قبل المرجعية الدينية العليا، التي جنبت البلاد بحورا من الدماء.

بعد ذلك؛ لم يكن أمام شعبنا إلا الختيار الديمقراطي، كنقيض نوعي للنظام الصدامي، ولقد أحسن شعبنا  الأختيار، فقد كان خياره حضاريا بكل المقاييس.

منذ البداية كنا نعرف؛ أن العملية السياسية المؤدية، الى بناء النظام الديمقراطي المنشود، كانت ستشهد نكسات وتواجه مشكلات كثيرة، لأن التحدي كبير، والنقيض المنقوض، ما زال ممسكا بتلابيب عقول  كثيرين، لكن دعونا نقر ونعترف، أننا جميعا لم نكن نتوقع، مواجهة مشكلات مثل التي واجهناها، طيلة السنوات الخمسة عشر المنصرمة. 

لكي نصل الى تحليل منطقي، يجيب عن لماذا نواجه مشكلات كثيرة وكبيرة! نقول أنه لكن لا يمكن التمرن على الديمقراطية؛ قبل ممارستها بالفعل، ولا كذلك التدرب عليها، في ظلال بقايا النظام السابق أفرادا وقوانين وثقافة، ومن يعتقد خلاف ذلك فهو ساذج.

دعونا نقف عند واحدة من تلك المشكلات؛ وهي مشكلة الأمن، ولنتناول جانبا واحدا من جوانبها, وهو الحديث عن أدواتنا في ترسيخ الأمن، والمقصود هنا بالأدوات، هي القوى البشرية أو قوات الأمن.

لنعود الى المقدمة ونقرأها مجددا، كان يفترض ووفقا للسياق المنطقي، أنه أذا كنا نريد مواجهة المشكلات الأمنية، التي سببها بقايا النظام السابق، أن لا نستخدمهم في الأجهزة الأمنية، لأنه ليس من المعقول، أن يطلب من شخص أن يحارب نفسه.

بصريح العبارة فإننا سنكون بلهاء جدا، أذا توقعنا من القادة الأمنيين، والمستويات الأدنى من القيادات الأمنية، والمستويات الميدانية، من الضباط الذين كانوا مرتبطين بالنظام السابق أو ضمن زمره، أن يقارعوا الأرهاب، الذي يقوده زملائهم في المهنة، الذين أختاروا الوقوف بالضد من عملية التحول الديمقراطي، وسنكون ظالمين أنفسنا أذا طلبنا منهم ذلك، ولا يجب أن لا نأمل منهم.

إن الحقيقة التي يتعين علينا أداراكها ولو متأخرين، أننا أوكلنا أمر حمايتنا الى أدوات غير صالحة، وأنه كان من المتعين علينا؛ خلال السنوات الخمسة عشر المنصرمة من عمر التغيير، أن نبني قوة صالحة، يمكنها أن تحمي النظام الديمقراطي، فهل فعلنا ذلك، وهل نجحنا فيما فعلناه؟!

 الأجابة ليست عسيرة، فالبديل بنى نفسه خارج إرادة السلطة الحاكمة، مستندا الى ركن متين، هوالمرجعية الدينية والدعم الشعبي التام..

البديل المقصود هو الحشد الشعبي، الذي تحاربه السلطة الحاكمة بلاهوادة، برغم إدعائها الأجوف بدعمه وتبنيه، وعلى الرغم من الوضع القانوني الرصين للحشد الشعبي، إلا أن الدوائر الحاكمة  المثقلة بالبعثيين، عطلت عمدا تنفيذ قانون الحشد الشعبي، تمهيدا لإفراغه من بعده المرجعي والشعبي، وها هم مجاهدو الحشد الشعبي، الذين نظفوا البلاد من داعش وإجرامه، ما يزالون يتقاضون رواتبا، أقل من ما يتقاضاه عمال النظافة..!

كلام قبل السلام: جاء في الأصحاح السابع عشر من الكتاب المقدس (العهد الجديد) :"لقمة يابسة ومعها سلامة، خير من بيت ملآن ذبائح مع خصوم لئام"

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك