( بقلم : اسعد راشد )
لست مبالغا ان قلت ان الكيان الشيعي ودوامه في العراق اليوم مرهون بحنكة ال الحكيم ومن هم في اتفاق معهم حول احقية الشيعة بحكم العراق لكون انهم الاكثرية ولكون انهم الاكثر تجانسا في رؤيتهم بضرورة ان يكون العراق بلدا لكل عراقي شريف ولا فرق ان كان شيعيا اوسنيا او مسيحيا او ايزديا عربا وكردا او تركمانا .
زيارة السيد الحكيم لواشنطن اثبتت حنكة ذلك الرجل وفطنته في فهم اصول العمل السياسي وابعاد التحالفات الاقليمية والدولية للوصول الى الغايات النبيلة ولتحقيق مصالح الناس .
الذين لاموا الحكيم لاجتماعه مع السيد بوش ووصفوه بانه "خضوع للطغيان" ماذا يمكن ان يفسروا لنا اجتماع زعماءهم في مراسم الحج وفي قصور مكة مع طاغية العصر ومع "فرقة" اعتبرها الراحل السيد الخميني في وصيته بانها الاخطر على المسلمين ؟
السيد الحكيم يمثل خط الاعتدال في الوسط الشيعي جلوسه مع بوش او بوتين او حتى مع عدوالله اولمرت" لن ينتقص من حقيقة ان الرجل يعمل من اجل مصلحة شعبه وبلده وانه يعمل على اعادة التوازن السياسي والطائفي بكامله الى العراق بعد ان كان ذلك مفقودا خلال قرون من الزمن .
اليوم يزور احمدي نجاد "السعودية ويؤدي مناسك الحج في ظل دولة وهابية خطرها على الانسانية والسلم العالمي لن يقل عن خطر "الصهونية العالمية" ويضع يده بيد الملك عبدالله سائرا به الى قاعة المؤتمرات دون ان يصف احدا ذلك بانه "خضوع للطغيان" رغم تأكيدنا على ان ايران اليوم تنتهج الاعتدال بدورها من اجل السلم والاستقرار في المنطقة والعالم .
الحكيم يسعى من اجل حشد الدعم الدولي وخاصة الامريكي الذي له كلمة الفصل اليوم في العراق بحكم الحالة الخاصة التي يمر بها العراق بعد دخول القوات الامريكية اليه واستقرار اكثر من 150 الف جندي امريكي فيه ‘ وشتان بين الحكيم الذي تصدى للارهاب ودافع عن حقوق اتباع اهل البيت (ع) وبين الدليمي الداعم للارهاب وصاحب المفخخات ‘ شتان بين من لم تلطخ يداه بدما ء الابرياء وبين من هو غارق في دماء الالوف من الناس وخاصة شيعتهم في العراق ‘ شتان بين من يطالب باخراج العراق من البند السابع لقانون الامم المتحدة الذي يبرر استمرار تواجد القوات الاجنبية في العراق وبين من يجلب الاجنبي والارهابي الى العراق لقتل ابناءه ويدعوا الى استمرار تواجد القوات الاجنبية .
زيارة الحكيم الى واشنطن كانت ضرورية ونؤكد على توسعتها لتشمل كل الدول الغربية النافذة والتي لها قوة القرار والتصميم في السياسات الدولية ‘ الامريكيون كانوا يجهلون الشيعة ولم يعرفوا عنهم سوى ما كانت تنشره لهم الصحافة العربية الطائفية وما كان يبثه الاعلام العربي الطائفي و خاصة الاعلام التابع للدولة الوهابية واليوم وبفضل حنكة زعماء الشيعة ورموزهم استطاعوا تغيير تلك الصورة السوداوية عنهم وافشال مساعي انظمة العهر العربية الطائفية لاظهارهم بانهم "ارهابيون" وقد اثبتت الاحداث صحة ذلك ‘ فالارهاب مصدره الدول العربية الطائفية وثقافة القتل والتطرف هي صناعة وهابية بامتياز والعدوان على الاخرين والتحريض عليه هي سياسة الاعراب الطائفيين فيما الدول التي يحكمها الشيعة لا يمكن الا ان تكون سياستها "الامن والاستقرار"ونهج الاعتدال ورفض الارهاب ولو نظرنا الى البلدان الساخنة التي ينشط فيها الارهاب ويمارس فيها القتل والعدوان لوجدنا انها وبامتيار هي بلدان عربية تنتمي الى لون مذهبي واحد فالمغرب العربي مثلا ومصر والاردن وغزة والسعودية ـ مصدر تفريخ الارهاببيين ـ وحتى الدول اسلامية فهي في اغلبها ذات لون مذهبي واحد ينشط فيها الارهابيون وتنظيم القاعدة الارهابي مثل باكستان وافغانستان واندنوسيا .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha