المقالات

لأنني وطني لن انتخب

2367 2018-02-02

رضوان العسكري 

الامر لا يحتاج الى دليل، فالكل يعلم بحجم المأساة التي يعاني منها الشعب العراقي، من الطبقة السياسية الحاكمة، ومدى اشمئزاز المواطن منها، وهذا شيء طبيعي وبديهي، لا يحتاج الى التنظير، أو الجلوس في احدى القنوات الإذاعية، في برنامج سياسي تحليلي، يتحدث عن الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن العراقي. 

هنالك الكثير من الأمور الضرورية التي يجهلها ويتجاهلها المواطن، بعيداً عن الفساد والفاسدين، فالكثير من العراقيين لا يميز بين البرلمان وصلاحياته، وبين الحكومة وصلاحياتها، بين الحزب الذي يمتلك مقعدين وبين الحزب الحاكم, بين الحزب الذي لديه مدير عام من المحاصصة وبين الحزب الذي يمتلك أربعة وزارات، فبعضهم لا يميز تلك الامور جهلاً, وبعضهم يستخدم التجهيل عنوةً، من اجل تدليس الحقيقة على عامة النَّاس، لكي تُبعَد المسؤولية عن الحزب الحاكم، اذا ما فشل في ادارة الدولة، فعندها يُنّظَر اليه حاله كحال بقية الاحزاب الأخرى، لأجل ان لا يحمل المسؤولية عن الفشل والفساد الذي يحيط بالمؤسسات التي هي تحت رعايته وادارته. 

الدستور العراقي لم يتحدث في اَي موضع من المواضع، عن النسب المقبولة والمرفوضة أثناء المشاركة في الانتخابات النيابية، وهذا الامر ليس بدعة، لأنه موجود في اغلب دساتير العالم، وذلك لتجنب اعادة الانتخابات مرة ثانيةً، لأن لا يتكرر الفشل ذاته، في الاخير فإن الانتخابات سوف تمضي، حتى ولو بنسبة (٢٠٪)من المشاركة الفعلية. 

فلا توجد غرابة في هذا الامر بحد ذاته، إنما الغريب من وجود حملة منظّمة، تقودها ماكينات إعلامية رصينة، تعمل بدهاء وحرفية عالية، من خلال التأثير على نفوس الناخبين الغاضبين والممتعضين، من الاحزاب السياسية، لأن نفوسهم مستعدة لتقبل اَي شيء يصدر اتجاه تلك الطبقة الفاسدة، تروج لمقاطعة الانتخابات، تحت شعارات وهاشتاكات تدعو الناخبين للمقاطعة كـ #نعم_لمقاطعة_الانتخابات و #مقاطعة_الانتخابات و #انا_وطني_اقاطع_الانتخابات، وغيرها من الشعارات التي لا يدرك فحواها ونتائجها اغلب المروجين لها. 

بما إن الانتخابات ماضية تحت اَي نسبة مشاركة، فإن تلك الدعوات لا قيمة لها اذا كانت الدعوات وطنية وحقيقية، لأنها لن تغيير من الواقع شيء، اما اذا كانت حملات لماكينات حزبية، فإن هدفها قد يتحقق، أو بالأحرى قد تحقق بالفعل، وضمنت مكانها في البرلمان القادم، لأن ما يقارب (70%) من الشعب العراقي متحزب وحسب احصائيات دقيقة، وهذا الامر بذاته سوف يبقي على نفس الاحزاب. 

فإذا كنت فعلاً وطني، فتدارك امرك، وانتبه لما انت فيه من الوهم، فإن نسبة الـ (30%) من الشعب العراقي الغير متحزبه، هي ورقة الرهان للتغيير القادم، وهي التي يطلق عليها بالفئة الرمادية، لإمتلاكها القدرة على التغيير، بسبب استقلاليتها الحزبية، لذلك فإن جميع الأحزاب تراهن عليها. 

نهاية المطاف؛ فإن جميع الأحزاب تعلم ولو بنسبة (80%) عدد مقاعدها النيابية، من خلال إحصاء عدد أنصارهم المسجلين لديهم، فمن خلال معرفة حجم أنصارهم يعرفون عدد مقاعدهم، لكن يبقى رهانهم على تلك الفئة الرمادية الغير مضمونة إطلاقاً، فتقاعس الفئة الرماديّة، يعني ترك الساحة السياسية خالية أمام الأحزاب المتسلطة، وهذا ما يجعل الأحزاب مطمئنة وآمنة من ان تزاح أو تتغير، لذلك من الواجب على الجميع المشاركة في الانتخابات، والإدلاء بأصواتهم بغية التغيير المرتقب. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك