بقلم : السيد عبد اللطيف العميدي
كثيرة هي خطابات السياسيين وصّاع التنظير والنقاشات الستراتيجية، الاّ ان النزر القليل من تلك الافواه والرموز تطبق ماتقوله على ارض الواقع وهذا هو ما يفتقده الشعب العراقي الممتحن، فالكل يتحدث عن الوطنية ويزايد على وحدة الشعب وتخليصه من الاحتلال.. فماذا فعل اولئك؟. وماذا صنعوا على ارض الواقع ياترى.. واين هي مصاديق كلامهم. ولا نريد ان نعدد اسماء وعناوين هؤلاء فالعراقيون اعرف بهم.
الا اننا نصدم ونتفاجئ بمن يحاول ان ينتقص وينال من رمز وطني وديني وجهادي لايختلف عراقيان على وطنية ونضاله وتضحياته التي قدمها بثمن باهض لم تقدمها عائلة عراقية في عصرنا الحديث مع اعتزازنا بتضحيات كثير من البيوت العراقية، ألا وهو حجة الاسلام والمسلمين السيد المجاهد عبد العزيز الحكيم.
ان الزيارة المباركة والستراتيجية التي قام بها سماحته مؤخراً الى امريكا والتي عرفت بـ( زيارة الاستقلال والسيادة) كانت بحجم ونتائج عشرات من المؤتمرات والمساعي السياسية التي قام ويقوم بها القادة العراقيون، لقد حمل سماحته هموم شعبه وتطلعاته وامانيه واضعا نصب عينيه اخراج بلده الجريح من سلطة البند السابع لقرار مجلس الامن المرقم (661) والتي كانت قد فرضت الوصاية على العراق لكل الجيوش كي تدخل لاراضيه وتعمل ما تشاء وذلك بعد ما قام المقبور صدام بغزو الكويت.
والمهمة الثانية التي كان حملها الى امريكا هي المطالبة بالتسريع بخروج القوات الاجنبية وبان هذا التمديد هو الاخير لتلك القوات، وهذا هو بعينه هدف كل عراقي خصوصا ونحن نشهد التطور الكبير الذي شهده الملف الامني والجهوزية العالية للقوات العراقية.
فالذين يطالبون بخروج الاحتلال على جناح السرعة لم يضعوا في اعتبارهم كيفية مواجهة العصابات التكفيرية والارهاب الصدامي ومواجهته في حالة فراغ الساحة لهم دون تدرج في استلام الملفات الامنية، بالاضافة الى هدف الرحلة الآخر وهو ايضاح صورة ما يحدث في العراق من وجهة نظر اتباع اهل البيت(ع) والهواجس التي تعتريهم وهم يشاهدون بروز صحوات لايعلم خلفياتها الا الله.
كل هذه المهام وغيرها كيف يمكن تحقيقها لولا السعي والتحرك على العامل الدولي والتحاور مع المعنيين بجوهر القضية العراقية؟ وهل ان الامنيات والكلام الوطني والمزايدة على حقوق الشعب لوحدها كفيلة يتحقيق الاستقلال؟ ومع كل هذا وذاك فان الزيارة وما رافقها من لقاءات كانت كلها معلنة وظاهرة وغير متستر عليها عكس كثير من زيارات وجولات باقي السياسيين، فلو كان ثمة امر محذور او مبيت او غير معلن لما كانت الزيارة قد أعلُنت اصلا فهناك الكثير من التبريرات قد تطرح ومنها انها سفرة للعلاج فقط. لقد اراد السيد الحكيم ان يوصل حقيقة عراقية للقادة الامريكان وهي ان العراقيين قادرون بمفردهم وقريبا ان يتغلبوا على الارهاب والتحديات وبانهم اليوم اكثر قدرة وثقة بالنفس
. هذا هو خلاصة فحوى زيارة ابن المرجعية الى امريكا. وان كل منصف ووطني لو يتابع تفاصيل تلك الزيارة والكلمات التي اُلقيت فيها سيصل بالتأكيد الى تقييم حقيقي لها لا ما يستنتجه البعض ممن يجهل القضية ونتائجها تماماً.
https://telegram.me/buratha